ترامب: ليس هناك اتفاق نووي مع إيران ولاريجاني يصفه بـ «الكذّاب» ويشبهه بـ«مدير ملاهٍ»
وصم رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «الكذب»، وقال: «إنه يتبع مدرسة النازي جوزيف غوبلز، الذي كان يُصرّ على الكذب بقوة حتى يصدق هو نفسه أيضاً كذباته».
وقال لاريجاني، أمس، في البرلمان: «يبدو أن ترامب يتبع بأكاذيبه عقيدة غوبلز»، وذلك في إشارة إلى عبارة وزير الدعاية النازي: «كل ما يجب فعله فقط هو تكرار الكذبة مرات عدة، وعندئذ سيتم تصديقها».
وأضاف رئيس البرلمان الإيراني «أن ترامب ادعى بأن إيران تدعم الإرهاب في المنطقة. يبدو أن مسؤولي النظام الأميركي قد أصيبوا بحالة ذهنية عكسية. ألم تقل وزيرة خارجيتهم السابقة هيلاري كلينتون في كتاب مذكراتها بأن أميركا هي التي أوجدت داعش ودعمته؟».
واتهم لاريجاني ترامب بـ «نشر العديد من الأكاذيب خلال خطابه المعادي لإيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفاً «أن من بين هذه الأكاذيب حديثه عن الديمقراطية في إيران».
وتابع لاريجاني قائلاً «إن لغة الخطابة عند ترامب تعطي انطباعاً، بأنّ صاحبها صاحب ملهى ليلي أكثر منه رئيس أميركي».
وأضاف في هذا الصّدد «أن خطابات ترامب المهينة تأتي متناسقة مع مهنته في إدارة الملاهي، وظهر ذلك حتى في منبر الأمم المتحدة التي تأسست لإرساء السلام في العالم، بما ورد في هذه الخطابات من مغالطات ومعلومات مفبركة، تؤشر إلى انهيار مكانة أميركا».
وأعرب لاريجاني عن «اعتقاده بأن ترامب يعيش في حقبة السبعينيات»، قائلاً: «إنّ العالم تغير لكن ترامب لم يدرك ذلك».
كما أنه أشار إلى قول الرئيس الأميركي الذي يكرره دوماً «أن الاتفاق النووي مع إيران عار للولايات المتحدة». وقال لارجاني بهذا الصدد: «سواء أكان الاتفاق النووي عاراً لكم أو لم يكن، فلا علاقة لنا بذلك، فهذا الاتفاق معاهدة دولية أيدها مجلس الأمن الدولي، وقد نكثت أميركا العهد بصور مختلقة، وتعلمون بأنّ الشعب الإيراني يعمل بأناة وحكمة، وبطبيعة الحال لا أظن بأنكم سمعتم كلمتنا الأخيرة بأنه من الممكن أن تواجهوا ظروفاً لا تصدّق وغير قابلة للعودة».
واختتم لارجاني تصريحاته بالقول «إن إيران لم تعد تلك الدولة التي تقودها الولايات المتحدة، بل إن إيران أصبحت دولة مستقلة لا تسمح لأحد بأن يملي عليها ما يريده».
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول أمس «إن التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها إيران تزيد من الشكوك في جدوى الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول العظمى معها في 2015».
وكتب ترامب تغريدة على تويتر «إيران اختبرت لتوّها صاروخاً باليستياً قادراً على بلوغ إسرائيل. إنهم يعملون أيضاً مع كوريا الشمالية. فعلياً ليس هناك اتفاق».
رد فعل ترامب هذا يأتي بعد ساعات على إعلان طهران اختبارها لصاروخ خرمشهر الجديد الذي يبلغ مداه 2000 كلم ويمكن تزويده برؤوس متعددة، في تحدٍّ لتحذيرات الولايات المتحدة من أن تطوير الأسلحة الباليستية قد يدفعها للانسحاب من الاتفاق النووي.
يذكر أن الاتفاق النووي لا يحظر نشاطات إيران الباليستية إلا أنّ القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي صادق على الاتفاق يطلب من إيران «عدم القيام بنشاطات من أجل تطوير صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية».
من جانب آخر يؤكد المسؤولون الإيرانيون «أن صواريخ بلادهم غير مصمّمة لحمل رؤوس نووية».
ومن المفترض أن يضمن اتفاق العام 2015 الطابع المدني والسلمي للبرنامج النووي الإيراني لقاء رفع تدريجي للعقوبات.
ومنذ وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة، تندّد الإدارة الأميركية بـ «الاتفاق الذي تعهّد ترامب العام الماضي بتمزيقه».
ومن المقرّر أن يبلغ ترامب الكونغرس في 15 تشرين الأول المقبل ما إذا كان يعتبر أن طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي. وفي حال اعتبر أنها لا تلتزم، فسيفتح ذلك المجال أمام عقوبات أميركية جديدة بحق الجمهورية الإسلامية وقد ينتهي الأمر إلى انهيار الاتفاق. وقال ترامب يوم الأربعاء الماضي «إنه اتخذ قراره، ولكنه ليس جاهزاً بعد للكشف عنه».