كردستان تفاوض معكوس
ـ يراهن الأميركيون والإسرائيليون على استغلال مشاعر عاطفية لأكراد العراق عنوانها الاستقلال وعلى مصالح قادة كردستان بالاستيلاء على عائدات النفط التي راكموها لعشرة أعوام لم تدخل لا في موازنة العراق ولا موازنة كردستان تقدّر فوائضها المتبقية بمئتي مليار دولار، والهدف خلق أزمة إقليمية كبرى تحلّ مكان داعش والقاعدة في استنزاف محور المقاومة.
ـ التدقيق في المشهد ضروري، والتنبّه لما يُحاك ضروري، وعدم الاستسهال ضروري، وهذا ما فعلناه عبر تفسير وشرح الأبعاد والمخاطر.
ـ لكن التدقيق مطلوب على الضفة المقابلة لدى عقلاء الأكراد.
ـ فلم يكن عبثاً التصرف الإيراني الروسي الهادئ نحو تركيا طوال سنوات الحرب السورية رغم ما فعلته وما ارتكبته من أذى.
ـ اللعب بالورقة الكردية كان دائماً خطوة متوقعة من واشنطن لكسب الوقت وتعويض النقص مع تهالك داعش والقلق على إسرائيل .
ـ الخاسر الأكبر من الانفصال الكردي في العراق ستكون تركيا ولذلك ستتحمّل عبء المواجهة وسيكون على الأميركيين تحمّل حرب اقتصادية وربما عسكرية بين حليفين.
ـ في سورية ستسحق أيّ محاولة لانفصال كردي، فالقرار الحاسم لسورية وحلفائها نهائي ولا مساومة ولا تراجع ولا تردّد فيه.
ـ سيكتشف الأكراد أنّ قيادتهم أخذتهم إلى الكارثة باستفتاء على استقلال كان محققاً لهم بجيش وحكومة وبرلمان وعلم وحدود واقتصاد مزدهر سيحلّ مكانه الجدب والجفاف، وسيكتشف الأميركيون أنهم لم يحققوا توازناً تفاوضياً يسمح بوضع أمن إسرائيل مقابل وقف التحدي الكردي، بل ربما سيكون عليهم تفاوض عكسي لتجنيب القيادة الكردية نهاية مأساوية بعدما قامروا بها وقبلت المقامرة.
التعليق السياسي