لافروف: تطوّرات الوضع في سورية تبعث على الاطمئنان

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ موسكو ترحّب بجهود الرياض الرامية إلى توحيد المعارضة السوريّة قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة في سورية.

وقال لافروف، في كلمة ألقاها أمس في مراسم استقبال بموسكو عقد بمناسبة العام الهجري الجديد: «إنّنا نرحّب بالجهود التي تبذلها السعودية قُبيل استئناف عملية جنيف لتوحيد المعارضة السوريّة على أُسس بنّاءة للمفاوضات المباشرة مع حكومة دمشق».

وفي سياقٍ متّصل، شدّد وزير الخارجية الروسي على أن ّ»الديناميكية الإيجابية لتطوّرات الوضع في سورية تبعث على الاطمئنان»، موضحاً أنّ المناطق الـ4 لتخفيف التوتر، التي تمّت إقامتها في سورية نتيجة مفاوضات أستانة بمشاركة الأطراف الـ3 الضامنة، أي روسيا وتركيا وإيران، وكذلك الولايات المتحدة والأردن، تشهد «خفضاً ملموساً لمستوى العنف، وبدأت فيها عملية إعادة إعمار المنشآت المدمّرة».

وأكّد لافروف: «تمّت تهيئة الظروف الملائمة للقضاء نهائياً على بؤر الإرهاب بشكلٍ أسرع، وإحلال السلام في سورية».

يُذكر أنّ المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أكّد الأسبوع الماضي، أنّه يتوقّع إجراء الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في تشرين الأول.

وفي السّياق، بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان مسالة إقامة مناطق خفض التوتر في سورية والأوضاع في المنطقة، واتّفقا على عقد لقاء عمل في أنقرة في 28 أيلول.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الروسية، أمس، أنّ رئيسَيْ البلدين بحثا بالتفصيل القضيّة السورية، بما في ذلك في إطار النتائج الإيجابيّة التي تمّ التوصّل إليها في إطار الاجتماع الدولي السادس حول سورية في أستانة في 14-15 أيلول الحالي.

وأكّد الجانبان، بحسب البيان، أنّ إقامة مناطق خفض التوتر الأربع في سورية تمهّد الطريق نحو وقف الحرب الأهليّة وتسوية الأزمة سياسياً على أساس مبادئ السيادة ووحدة أراضي البلاد.

ميدانياً، عزل الجيش السوري منطقة حويجة صكر عن كامل محيطها في دير الزور. وأكّد مصدر الجيش السوري، سيطرته على المعبر الشرقي والمعبر الغربي والمعبر الجنوبي الغربي، وقطع طرق الإمداد بين حويجة صكر وأحياء مدينة دير الزور.

وفي السياق، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه عملية عسكرية انطلاقاً من بلدة حميمة في أقصى ريف حمص الجنوبي الشرقي باتجاه «المحطة الثانية» على الطريق الواصل بينهما.

وتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه من محورين علی الطريق المذكور الأول شمال الطريق، والثاني جنوبه مسافة 5 كلم بعرض 5 كلم.

واشتبك الجيش السوري مع عناصر تنظيم «داعش» وسط رمايات مدفعيّة دقيقة طالت تجمّعات وتحرّكات التنظيم في المنطقة.

من جهةٍ أخرى، تمكّنت القوّات السوريّة العاملة في محور السلمية الشرقي في ريف حماة، من تحقيق تقدّم ميداني هام عبر محوري السعن ومبعوجة، وسيطر على مساحات واسعة إلى بلدات المفكّر الشرقي وبرّ الشرقي نقطة الالتقاء مع قوّاته في جبّ الجراح شرق حمص.

وعملت المجموعات المسلّحة المتواجدة في ريف حماة إلى إيقاظ المبادرة في معركة في الريف الشرقي، إلّا أنّ الاستعداد والانتشار الدقيق لقوّات الجيش السوري حمل لها المفاجآت القاسية عبر مقتل أعداد كبيرة من المهاجمين وتدمير دبّاباتهم وآليّاتهم الثقيلة.

إلى ذلك، أعلنت منظّمة «هيومن رايتس ووتش»، أنّ «غارات نفّذها التحالف الدولي خلال شهر آذار الماضي قرب مدينة الرقة السوريّة، تسبّبت باستشهاد 84 مدنياً على الأقل، بينهم 30 طفلاً».

وأشارت المنظّمة إلى أنّ «التحالف نفّذ الغارة الأولى على مدرسة البادية في المنصورة في 20 آذار، ما تسبّب باستشهاد أربعين شخصاً على الأقلّ بينهم 16 طفلاً»، وتابعت: «شنّ التحالف الغارة الثانية على سوق وفرن في مدينة الطبقة بعد يومين، ما أسفر عن استشهاد 44 شخصاً بينهم 14 طفلاً».

وذكر «نائب مدير قسم الطوارئ في المنظّمة» أولي سولفانغ، أنّ «هذه الهجمات قتلت عشرات المدنيّين، وبينهم أطفال لجأوا إلى المدرسة أو كانوا مصطفّين لشراء الخبز من الفرن».

هذا، وأعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أنّ مقتل اللواء الروسي في سورية هو ثمن دفعته روسيا بالدم بسبب ازدواجيّة الموقف الأميركي، داعياً واشنطن لتأكيد تمسّكها بأهدافها في سورية.

وقال ريابكوف للصحافيين، الاثنين: «نريد بالطبع أن يقوم الجانب الأميركي بالعمل فعلياً، وفقاً لتلك التصريحات التي يمتلئ بها المجال الإعلامي»، في إشارة إلى الشكّ في صدق تصريحات مسؤولين أمريكيّين حول تمسّكهم بمكافحة الإرهاب.

وأضاف أنّ روسيا اقتنعت في دير الزور من جديد بأنّ «الجانب الأميركي رغم إعلانه عن التزامه بالقضاء على تنظيم «داعش» المحظور في روسيا والانتصار على الإرهابيين في سورية، يستعرض من خلال بعض خطواته عكس ذلك، وبالتحديد فإنّ بعض المهمّات السياسية والجيوسياسيّة بالنسبة لواشنطن أهمّ».

وأكّد الدبلوماسي الروسي استمرار الاتصالات المكثّفة بين عسكريّي البلدين «على مختلف المستويات».

يُذكر أنّ وزارة الدفاع الروسيّة أكّدت، أول أمس الأحد، مقتل اللواء الروسي فاليري أسابوف، الذي كان يرأس فريق الخبراء العسكريّين الروس، وذلك نتيجة قصف بالهاون قام به إرهابيّون في منطقة دير الزور.

وفي سياقٍ آخر، نفت وزارة الدفاع الروسيّة تقاريرَ حول استهداف الطيران الحربي الروسي وحدات «قوات سورية الديمقراطية» في محافظة دير الزور السوريّة الشرقيّة.

وقالت الوزارة، في بيان صدر عن المتحدّث الرسمي بِاسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس الاثنين: «يوجّه طيران القوات الجوّية الفضائية في إطار عمليّة القوّات السورية الخاصة بتدمير الملاذ الأخير لـ«داعش» في دير الزور، وذلك بضربات دقيقة على مواقع الإرهابيّين، التي تمّ رصدها وتأكيد وجودها عبر قنوات عدّة».

وأوضح كوناشينكوف، أنّ «الغارات يتمّ شنّها على كلّ نقاط إطلاق النار، التي تقصف مواقع القوّات السورية، والقوّات الإضافية للإرهابيين المتقدّمة من المناطق الخلفيّة».

وشدّد اللواء الروسي على أنّ «طائرات مسيّرة روسيّة وقوات الاستطلاع، العاملة في منطقة دير الزور 24 ساعة يومياً، لا تسجّل أيّ أعمال قتاليّة بين مسلّحي قوات سورية الديمقراطية والوحدات الخلفيّة لإرهابيّي داعش».

ومن الجدير بالذكر، أنّ تصريحات وزارة الدفاع الروسيّة تأتي تعليقاً على تقرير نشرته وكالة «رويترز» حول شنّ الطائرات الحربيّة الروسيّة ضربات على مواقع «قوات سورية الديمقراطية» في محافظة دير الزور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى