أيخهورست لـ «النشرة»: لا تمدّد لـ«داعش» إلى لبنان
استبعدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست «نجاح داعش في التمدّد إلى لبنان طالما أنّ المجتمع في لبنان ما زال متماسكاً، وما زال هناك إرادة قوية لدى أهله للعيش بسلام مع بعضهم البعض، وإيجاد حلول للتحديات من خلال تنوّعهم»، منبّهة من «خطر التسلّح المتزايد».
وأشارت إيخهورست إلى أنها لا ترى «أنّ الإرهاب يمكن أن يتمدّد في هذا البلد»، مضيفة: «لكن الواقع هو أنّ الكثير من العناصر المسلّحة موجودة في البلد منذ وقت طويل، فمنذ عام 2000، تحصل مواجهات ونزاعات مسلحة مختلفة على مستويات متعددة، وثمة تحدٍ دائم باحتواء خطر التسلّح المتزايد»، لافتة إلى أنّه «ومع التغيير الكامل في المنطقة، ومع تطوّر الأدوات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن نكون جميعنا مستعدّين لمواجهة ازدياد عدد العناصر الذين سيحاولون ضرب استقرار البلد أكثر فأكثر»، واعتبرت أنّ «الطريقة الوحيدة لاحتواء هذه التحديات اليوم هي بتضافر الجهود واتخاذ خطوات مراقبة ملموسة جداً لا تسمح بالإفلات من العقاب».
وشدّدت إيخهورست على وجوب تقوية الجيش اللبناني، قائلة: «نؤمن بأنّ الجيش قادر على التماسك ومواجهة الإرهاب، لكنه في حاجة إلى مزيد من العديد والعتاد، ومزيد من الدعم والمساعدة، على غرار الأجهزة الأمنية الأخرى في لبنان، لحماية الحدود ومنع انتشار الإرهاب».
وأضافت: «سبق لنا أن قدمنا دعماً كبيراً للإدارة المتكاملة للحدود، ويجب اتخاذ المزيد من التدابير على مستويات مختلفة، أي تهريب الأسلحة، وتمويل الأفراد، وتعقب الأشخاص أصحاب الخطابات والأعمال العنفية المتطرفة، ومن يدعمون التطرف، فضلاً عن محاكمة المجرمين».
وأملت إيخهورست أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، «وقد أعربنا عن أسفنا لتمديد مجلس النواب لولايته في العام الماضي ولعدم إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، ونأمل في بذل جميع الجهود لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية».
وتطرقت إيخهورست إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، مؤكدة «عزم دول الاتحاد الأوروبي على المساهمة في محاربة المجموعات الإرهابية في العراق وسورية، وفق مندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2170». وقالت: «تقود الولايات المتحدة التحالف ويشارك عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فيه على مستويات مختلفة، لكنّ الاتحاد الأوروبي لا يؤدي أي دور تنسيقي في هذا الصدد».
واستبعدت إيخهورست أن ينجح القصف الجوي في استئصال المنظمات الإرهابية بالكامل، معتبرة «أنّ هناك ضرورة لبذل جهود أكبر، فالبلدان الأكثر تأثراً بالإرهاب على أكثر من مستوى اليوم هي تلك التي تكون المؤسسات فيها ضعيفة، والنسيج الاجتماعي مفككاً والجيش ضعيفًا، وتغيب فيها ممارسة أي رقابة ولا يطبق أي قانون أو نظام»، مشدّدة «على وجوب قيام مؤسسات قوية وأن تشكل مبادئ العدالة والاندماج واحترام حقوق الإنسان الأساسية الرابط الرئيسي لمكونات المجتمع، فعندما يثق المواطنون بمؤسساتهم، لا يبقى أي سبب «للطائشين» لمحاولة السيطرة على الأوضاع».
وأعلنت إيخهورست «أنّه سيتم عقد جولة نقاش تتناول التوصل إلى تفاهم مشترك حول التهديدات في 20 تشرين الأول الجاري خلال مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي»، لافتة إلى «أنّ مكافحة الإرهاب تتطلب مجموعة من الأدوات، لا تقتصر على الأدوات العسكرية، بل أيضاً التزاماً دولياً ثابتاً على جميع المستويات، أي على المستوى السياسي، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والدعم الإنساني، والمستوى الثقافي، وذلك بهدف عزل الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم، كما أنها تتطلب عملاً لوقف التدفقات المالية وتهريب السلاح».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاتحاد الأوروبي يؤيد أن تقترن العملية الجوية بعملية برية تقودها قوات دولية أم «الجيش الحر»، أجابت إيخهورست: «لا يشارك الاتحاد الأوروبي نفسه في قيادة هذا التحالف، وتشير الملاحظات التي ترد إلينا من البلدان الشريكة في المنطقة إلى ضرورة الاستعانة بقوات برية، فبعد ثلاثة أسابيع من القصف الجوي، تكثر التساؤلات عن سبب منع الإرهابيين من السيطرة على مناطق جديدة، وسوف يتناول مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كل هذه الموضوعات في اجتماعه في 20 تشرين الأول الجاري».
وعما إذا كانت تتوقع أن تلي مرحلة ضرب «داعش» ضربة للنظام في سورية أم أنه سيكون هناك تنسيق معه في وقت لاحق، قالت: «موقفنا من النظام السوري الحالي واضح جداً، ويجب التوصل إلى حل سياسي للشعب السوري، فهذا الشعب يريد أن ينعم بالسلام، ولا تعفينا خطوات التحالف ضد الإرهابيين اليوم من مسؤوليتنا المشتركة لإيجاد حل للازمة السورية».