ميركل تعمل على تحييد اليمين المتطرف وتشكيل غالبية تخولها الحكم

بدأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، العمل على تشكيل غالبية تخوّلها الحكم وتحييد اليمين المتطرف الذي حقق اختراقاً في انتخابات تشريعية جاءت نتائجها أشبه بـ «زلزال» أحدث انقساماً في المشهد السياسي الألماني.

واجتمعت ميركل مع النواب المحافظين في مقرّ مجلس النواب الألماني، حيث تقلص حجم تحالفها المحافظ من 309 مقاعد إلى 246 مقعداً عقب أسوأ نتيجة انتخابية له منذ سبعة عقود.

كما التقت في الوقت نفسه كتلة حزب «البديل من أجل ألمانيا» التي دخلت البرلمان لأول مرة وشغلت 93 مقعداً، ويصفها مسؤولون ووسائل إعلام ألمانية بأنها «يمينية متطرفة».

وقال ألكسندر غاولاند أحد الأعضاء البارزين في الحزب اليميني من أمام مقرّ البرلمان إن «لغة الحملة تختلف عن اللغة المعتمدة في البرلمان».

وأضاف غاولاند «نعلم أنه أمامنا مسؤولية كبيرة في البرلمان، وأيضاً تجاه ناخبينا».

وأوردت صحيفة «بيلد» اليومية، التي وصفت الانتخابات بأنها «زلزال سياسي»، أن زعماء الأحزاب تحادثوا هاتفياً ليل الأحد حول إمكانية التعاون مع ميركل في ولايتها الرابعة.

ويبدو أن الألمان تحمسوا لهذا الطرح مع إظهار استطلاع أجراه معهد «إنفراتست» المستقل إن 57 في المئة منهم يؤيدونه.

إلا أنّ الخلافات الإيديولوجية الكبيرة قد تعرقل مثل هذا التحالف.

وبعد أن سجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أسوأ نتائجه الانتخابية منذ انتهاء الحرب حاصداً 20.5 بالمئة من الأصوات، استبعد الحزب متابعة التعاون من ميركل ما يعني أن بحثها عن ائتلاف حاكم بات مهمة شديدة التعقيد.

ويرى محللون أن الخيار الوحيد المتبقي لميركل هو السعي للتحالف مع الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر، إلا أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر.

وهذا التحالف الذي يُشار إليه بتسمية تحالف «جامايكا» بسبب ألوان الأحزاب الثلاثة الأسود والأصفر والأخضر، غير موجود حالياً في ألمانيا سوى على الصعيد المحلي في ولاية شليسفيغ – هولستاين الشمالية، ومنذ الربيع الماضي فحسب.

ويقول يورغن فالتر العالم السياسي في جامعة ماينتس في غرب ألمانيا لصحيفة «بيلد» «هناك العديد من العراقيل أمام قيام ائتلاف جامايكا».

وأشار فالتر إلى أن حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري المتحالف مع حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديمقراطي والذي غالباً ما ينتقد سياستها حيال اللجوء، لم يتبق لديه ما يخسره بعد الخسارة القاسية التي مُني بها في الانتخابات.

ويرجح فالتر أن يشدّد حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي موقفه من الهجرة، وهو ما يضع إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حزب الخضر خارج المعادلة، لا سيما أن بافاريا ستشهد انتخابات في 2018.

ويختلف حزبا الخضر والليبراليون حول الكثير من الملفات الأساسية مثل الهجرة ومستقبل الديزل والتخلي عن الفحم، كما أن لكل منهما خلافات أساسية مع المحافظين.

وقال فالتر إن «مفاوضات الائتلاف ستكون شائكة للغاية، لأن الاحزاب الصغيرة ستكون لديها الكلمة الفصل حيث يبدو قيام ائتلاف جامايكا هو الخيار الاوحد».

وقال زعيم كتلة المسيحيين الاجتماعيين الجديد الكسندر دوبرند «إن على المحافظين أن يعيدوا ترتيب بيتهم قبل الحديث مع شركاء محتملين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى