بوتين: إتلاف أسلحتنا الكيميائية خطوة تاريخية وأميركا تتذرّع
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ «روسيا بدأت في تدمير آخر إمداداتها من الأسلحة الكيماوية أمس، قبل ثلاثة أعوام من الموعد المحدد لذلك»، منوّهاً إلى أنّ تخلص روسيا، أمس، من آخر ذخيرة من مخزون أسلحتها الكيميائية «خطوة تاريخية من أجل ضمان الأمن في العالم».
وقال بوتين خلال جسر تلفزيوني مع جمهورية أودمورتيا الروسية، حيث جرى أمس إتلاف آخر ذخيرة كيميائية في روسيا «إن ذلك حدث تاريخي بالفعل، أخذاً في الاعتبار الحجم الضخم لمخزون الأسلحة الكيميائية الذي ورثناه من الاتحاد السوفياتي، والذي لو تمّ استخدامه، كما يرى الخبراء، أن يقضي على جميع الكائنات الحية على الأرض مرات عدة. إنه خطوة كبيرة نحو تحقيق توازن أكبر في العالم المعاصر وجعله أكثر أمناً».
وأكد الرئيس بوتين أن «الولايات المتحدة لا تنفذ التزاماتها الخاصة بإتلاف مخزونها من الأسلحة الكيميائية، بذريعة غريبة هي نقص الأموال»، قائلاً: «إنها أجلت القيام بذلك ثلاث مرات، مشيرة إلى عدم توافر الموارد المالية».
ومع ذلك أضاف بوتين أنه ينتظر من «الولايات المتحدة وكذلك من غيرها من الدول أن تنفذ التزاماتها في إطار الاتفاقات الدولية»، معرباً عن أمله في أن «جهود روسيا الخاصة بإتلاف الأسلحة الكيميائية ستشكل مثالاً لدول أخرى».
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد قال في وقت سابق من يوم أمس، «أن موسكو تنفذ التزاماتها الدولية، وستقوم بإتلاف أسلحتها الكيميائية كاملة بشكل مبكر».
من جهتها، أشادت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بـ «استكمال روسيا إتلاف ترسانتها الكيميائية أمس»، وأكدت أنّ «ذلك يعكس تمسك موسكو الثابت وإسهامها الكبير بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل».
وفي خطاب ألقاه أثناء مراسم احتفالية بهذه المناسبة في جمهورية أودمورتيا الروسية، وصف نائب الأمين العام للمنظمة حميد علي راو، إتمام عملية إتلاف الترسانة الكيميائية الروسية بأنه «معلم تاريخي بالنسبة لروسيا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمجتمع الدولي برمّته»، مضيفاً أن «موسكو حققت نتائج ممتازة على مدار 4 أعوام عملت طوالها على هذه المسألة».
وذكر راو بأن «روسيا كانت بين أول البلدان الموقعة على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية»، مشدداً على أن «نجاح العملية يعزز هذه الاتفاقية ويدل على فعاليتها».
وأشار المسؤول إلى «التزام السلطات الروسية بالمعايير الأمنية السارية بغية حماية مواطنيها والبيئة من الآثار السلبية لهذه العملية»، مؤكداً أن «التجربة الروسية أتاحت خلق الأساليب الحديثة في هذا المجال».
وتابع المسؤول قائلاً: «إن نجاح روسيا في إتلاف ترسانتها الكيميائية يعطي الأمل والثقة المطلوبة بتحقيق المنظمة مهمتها في يوم ما بشكل نهائي»، وأضاف أن «ذلك يدلّ على أن العمل المشترك والإرادة السياسية قد يخلصان العالم من الأسلحة الأكثر فتكاً»، داعياً الجميع إلى «المضي قدماً في هذا الاتجاه من أجل الأجيال القادمة».