السيسي طالب بالتهدئة وعباس يتحدث عن الحاجة إلى إمكانات كبيرة

انطلقت أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد في القاهرة، بكلمة افتتاحية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد فيها التزام بلاده دائماً بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ إعادة الإعمار تتطلب التهدئة الدائمة وتولي السلطة الفلسطينية مسؤوليتها، معتبراً أن الطريق الوحيدة لاستدامة السلم في المنطقة هي التوصل لتسوية عادلة وشاملة، لافتاً إلى ضرورة حرمان من يسعى إلى استغلال معاناة الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه، بحسب تعبيره.

المؤتمر الذي يشهد حضوراً إقليمياً ودولياً مكثفاً ويشارك فيه موفدون من نحو خمسين بلداً بينهم وزراء خارجية حوالى ثلاثين بلداً والأمين العام للأمم المتحدة وممثلو هيئات إغاثية عدة ومنظمات دولية وسياسية، ألقى فيه رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس كلمة أشار فيها إلى أن الوضع في غزة يحتاج إلى إمكانات وموارد كبيرة لإعادته إلى طبيعته، موضحاً أن أكثر من 90 عائلة غزية لم تعد موجودة في السجلات جراء العدوان الأخير.

ولفت عباس إلى استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفة وإلى ما تتعرض له القدس والأقصى والمقدسات المسيحية من اعتداءات.

واعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن «وجود بلد عنصري كـ»إسرائيل» لا يعفي الفلسطينيين من مسؤولياتهم في إيجاد بيئتهم الحاضنة للتنمية المستدامة والإعمار، راجع كلمة باسيل في صفحة المحليات .

مساعدات أميركية بـ 212 م د

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد التقى صباح أمس، نظيره الأميركي جون كيرى وذلك قبيل انطلاق أعمال المؤتمر الدولي، حيث تناولت المحادثاتت سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة على ضوء جهود تثبيت التهدئة والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والإرهابية ومن بينها «داعش».

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كشف كيري أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات جديدة قيمتهما 212 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، معتبراً أنّ «التحديات الإنسانية هائلة»، وأضاف أن «شعب غزة بحاجة ماسة إلى مساعدة ليس غداً وإنما الأن». كذلك دعا كيري الفلسطينيين و«الإسرائيليين» إلى استئناف مفاوضات التسوية.

من جهة أخرى، كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «خطة الأمم المتحدة بدعم إعمار قطاع غزة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار»، مشيراً إلى أن «نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية».

الجهاد الإسلامي يرد على كيري

وفي رد غير مباشر على تصريحات كيري، ذكّر القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش بأنّ» الدول التي غطت بصمتها العدوان الصهيوني على قطاع غزة لأكثر من 51 يوماً هي التي أعطت الفرصة للعدو لتدمير عشرات آلاف الشقق السكنية والمصانع والمؤسسات وتجريف المزروعات وأشجار الزيتون والبرتقال»، لافتاً إلى أنّ «هذه الدول تحاول أن تكفر عن ذنبها بدفع بعض الأموال لإعادة الإعمار».

وحذّر أن» تتحول تبرعات إعادة الإعمار إلى الخزينة «الإسرائيلية» من خلال شراء مستلزمات ومواد البناء»، مشدداً على أن» المطلوب، هو تحمل هذه الدول المسؤولية عن إعادة الإعمار بالكامل ووقف العدوان على شعبنا والاعتراف بحقوقه وإنهاء الاحتلال الصهيوني وعدم المساواة بين الضحية والجلاد كما يسوق لذلك وزير الخارجية الأميركي».

دول عربية تعهدت ملياري دولار

وقال مسؤول فلسطيني قبل بدء المؤتمر إن دولاً عربية تعهدت تقديم نحو ملياري دولار، في حين عبَّر دبلوماسي في تصريحات عن أن «بعض التشاؤم يخيم على الأجواء» لأن المانحين «تعبوا من دفع المال في غياب حل سياسي في الأفق».

وكانت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية ووضعت خطة تفصيلية لإعادة الإعمار بقيمة أربعة مليارات دولار، وإن كان الخبراء يرون أن القطاع بحاجة إلى مبالغ أكبر من ذلك، وأن العملية ستستمر سنوات عدة.

وفي هذا السياق، قالت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا إن «المعارك أدت إلى تدمير 80 ألف منزل كلياً أو جزئياً والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء».

ويتوقع أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 20 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2014 مقارنة مع 2013، في حين لا تزال غزة تخضع لحصار «إسرائيلي» محكم، ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر.

هنية يحيي القاهرة

من جهة ثانية، وجّه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية التحية للقاهرة لدعوتها واستضافتها المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً محورية الدور المصري على صعيد القضية الفلسطينية.

وفي تصريح مكتوب، قال هنية إنّ «شعبنا الفلسطيني لا يستجدي المساعدات، ولكن حرباً كبيرة مدمرة وعدواناً صهيونياً واسعاً ارتكب في غزة، وعلى الاحتلال دفع ثمن هذه الجريمة، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه شعبنا».

وأضاف هنية: «الشعب الفلسطيني يتطلع لأن يكون هذا المؤتمر مختلفاً عن سابقيه إذ لم يصل من أموال الإعمار التي رصدت لغزة في الماضي أي شيء، ولا بد من أن تتدفق الأموال هذه المرة ليبدأ إعمار ما دمره الاحتلال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى