صالة «آرت هاوس» تستضيف التشكيليّ حسن الماغوط
محمد سمير طحّان
حملت شخوص لوحات التشكيليّ حسن الماغوط في معرضه الفردي الأول الذي يحمل عنوان «غربة»، حالة لونية تماهت مع الأرض بمكوّناتها من الأصفر والأخضر والأزرق والأحمر حيث جاءت التكوينات البشرية بتعبيرية واقعية في الخط الخارجي لملامح الجسد اقتربت من التفاصيل العارية في بعض الأعمال وابتعدت للتجريد في غيرها مع تقشف لوني في الخلفية التي بدت قاحلة وفقيرة بالحياة.
المعرض الذي تستضيفه صالة «آرت هاوس» حتى الثامن من الشهر المقبل يضمّ خمسة عشر عملاً بحجم كبير بتقنيات الأكريليك والخامات المتعددة حيث جاءت الأعمال معبّرة عن حالات إنسانية مغرقة في الخصوصية في لوحات البورتريه وذات همّ جماعي في لوحات الجموع البشرية، ما أعطى غنى لفكرة الغربة التي اعتمد عليها الفنان.
وعن علاقته بلوحته قال التشكيلي الماغوط في تصريح صحافي: لوحتي تعبّر عنّي وتحمل أفكاري، وهي جزء منّي. فكل رجل في هذه اللوحة هو الإنسان بكل نوازعه وهواجسه وهمومه وآماله وهو أنا والانثى فيها هي تعبير عن الولادة الجديدة والحبّ والوطن.
وأوضح الماغوط المولود في مدينة سلمية عام 1986 أن أسلوبه الفنّي يعكس شخصيته وأفكاره ورؤيته للحياة وأن رحلته مع التجريب الفني لا تزال في بدايتها وهي تعتمد على الصدق في البحث وتقديم العمل الفني المعبر عن الحياة والإنسان.
وحول أثر الأزمة في لوحته أكد التشكيلي الشاب أن الفنان يتأثر بمحيطه الاجتماعي انطلاقاً من كونه ابن بيئته. ويعكس صورة الواقع عبر أسلوبه الفني الخاص. لافتاً إلى أن الأزمة التي نعيشها منذ أكثر من ست سنوات كان لها تأثيرها على الفنانين ومنهم التشكيليون.
وعبّر التشكيلي الماغوط عن تفاؤله بمستقبل الفنّ التشكيلي السوري وقال: من واجبنا كفنانين شباب النهوض بالفن السوري بقدر ما نستطيع لأنه هويتنا الثقافية وزادنا الجمالي للمستقبل، لا سيما أن هناك عدداً كبيراً من التجارب الفنية الشابة الجادة التي تتحلّى بالمسؤولية وتعمل بجدّ لهذه الغاية.
ورغم ذلك، فإن الماغوط الذي تخرّج من كلّية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 2016 يرى أنّ الفنّ التشكيلي يعاني حالياً من التشتّت في التوجّه الفكري والتقني رغم وجود أسماء مهمّة كثيرة من الفنانين المبدعين سواء من الرواد الراحلين أو الفنانين المعاصرين المخضرمين وصولاً إلى الشباب المجدّدين. لافتاً إلى أن السوق الفنية المحلية اليوم تعاني من الضعف في حالة الاقتناء للأعمال الفنية.
وللفنان حسن الماغوط عدد من المشاركات في معارض جماعية محلية وورش فنية في التصوير الزيتي والرسم الجداري وتجميل الأبنية وإعادة الإعمار والنحت والدعم النفسي مع عدة مؤسسات فنية وثقافية واجتماعية وإنسانية محلية.