ظريف: لولا طهران لسقطت أربيل بيد «داعش»
لا تزال تداعيات استفتاء «إقليم كردستان» تشغل الرأي العام العراقي والإقليمي والدولي، وهو ما بدأت تشعر بسلبياته حكومة الإقليم، ما دفعها بالأمس إلى الاستجابة لطلب الحكومة العراقية بتعليق كافة الرحلات الدولية اعتباراً من مساء اليوم الجمعة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ إيران هي مَن أوقفت تقدّم داعش نحو أربيل في إقليم كردستان العراق، مشيراً إلى أنه لولا طهران لسقطت أربيل في قبضة التنظيم.
وفي حوار مع الصحافي الأميركي تشارلي روز مركز أبحاث الجمعية الآسيوية في نيويورك، قال ظريف «لقد سارعنا إلى دعم الأكراد في أربيل، وأتحدّى من يقول بأنّ جهة غير إيران سارعت لوقف تقدّم تنظيم داعش نحو أربيل».
وأوضح وزير الخارجية الإيرانية أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني تواصل مع طهران وطلب مساعدتها «ونحن ذهبنا إلى هناك». واضاف «جميع قوات البيشمركة تركت المنطقة حينما كان داعش يتقدّم نحو أربيل!».
وحول الاستفتاء الذي أجري مؤخراً في إقليم كردستان قال ظريف إنه «خطأ استراتيجي جسيم… نحن بصفتنا أصدقاء للكرد وسنبقى أصدقاء أبديين لهم، نعتقد بأن هذا الأمر كان خطأ استراتيجياً مهماً».
وأكد ظريف أنّ «الخطأ» ستكون له تداعيات لا تنحصر بإقليم كردستان العراق فقط.
إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن احتمال عقد لقاء ثلاثي عراقي تركي إيراني قريب لمناقشة استفتاء كردستان العراق.
وقال يلدريم إنه اتفق مع نظيره العراقي حيدر العبادي على تنسيق علاقات اقتصادية وتجارية مع الحكومة المركزية في بغداد، بعد أن سيطرت حكومة بغداد على المعابر الحدودية مع تركيا.
وكان يلدريم قال أمس، إنّ «تركيا وإيران والعراق تبذل قصارى جهدها لتجاوز أزمة الاستفتاء بأقل الخسائر».
وأثناء حديثه عن إقليم غوروم وسط البلاد، أشار رئيس الوزراء التركي إلى أنّ أنقرة «لن تتوانى عن الردّ بأقسى ما يكون على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود»، مضيفاً «ذلك ليس خيار أنقرة الأول».
وكان يلديريم بحث مع نظيره العراقي حيدر العبادي، في اتصال هاتفي حول آخر المستجدات على خلفية الاستفتاء.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج إن القوات المسلحة التركية أنهت تدريب مقاتلي البشمركة الكردية العراقية، وإنها ستتخذ خطوات أخرى رداً على استفتاء الاستقلال.
وأضاف أنّ تركيا عازمة على إجراء تعاملاتها مع الحكومة المركزية في بغداد بعد استفتاء كردستان العراق على الاستقلال، مشيراً إلى أنّ رئيسَيْ وزراء البلدين سيجتمعان قريباً.
وبالتزامن مع ذلك، تتفقد فرق عسكرية إيرانية عراقية الحدود المشتركة بين البلدين، بحسب ما كان قد أعلن رئيس هيئة أركان القوات الإيرانية اللواء محمد باقري.
إلى ذلك، أعلن بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي أن قوات بلاده المسلحة أوقفت تدريب قوات البيشمركة الكردية العراقية، مؤكداً أن بلاده ستتخذ خطوات أخرى رداً على استفتاء الانفصال.
وصرّح بوزداغ، وهو كذلك المتحدث باسم الحكومة، في مقابلة مع قناة محلية أن تركيا عازمة على إجراء تعاملاتها مع الحكومة المركزية في بغداد بعد استفتاء كردستان العراق، مشيراً إلى أن رئيسَيْ وزراء البلدين، بن علي يلدريم وحيدر العبادي، سيجتمعان قريباً.
هذا ودعت وزارة الخارجية التركية رعاياها إلى مغادرة إقليم كردستان قبل تعليق الطيران غداً.