«بحيرة البجع»… فاتحة عروض الأداء الحركي في دار الأوبرا السلطانية ـ مسقط
في أوّل عروض الأداء الحركي في دار الأوبرا السلطانية ـ مسقط في الموسم الجديد الحافل بعددٍ من العروض المتميزة والرائعة، يقدّم مسرح الأوبرا والباليه الوطني «أوبرا أستانا» العريق في كازاخستان، باليه «بحيرة البجع»، وذلك بمصاحبة أوركسترا مسرح «كارلو فيليتشه» في جنوا.
وتعتبر «بحيرة البجع»، أعظم باليه على مرّ العصور، وأحد أهم إنجازات المدرسة الكلاسيكية في القرن التاسع عشر، ومن أكثر الباليهات المحبوبة، والرائجة في كل العصور، ولم تكن تبلغ هذه المنزلة المرموقة في التاريخ الموسيقي العالمي لولا تضافر عدّة عوامل ساهمت في خلودها، واحتلالها المكانة الرفيعة التي هي عليها اليوم في باليهات العالم، ومن أبرزها: الموسيقى الجميلة المميزة التي وضعها الموسيقار الرومنسي الروسي العظيم بيوتر إليتش تشايكوفسكي، المولود في 7 أيار عام 1840 في مدينة فوتكينسك، والمتوفّى في 6 تشرين الثاني 1893 في روسيا ، والحبكة الدراميّة العالية، والرقصات المبدعة، والمناظر الساحرة، والأزياء المبتكرة.
تشايكوفسكي الذي ألّف «بحيرة البجع» عام 1887 وعرضت للمرّة الأولى على مسرح البولشوي في موسكو في 4 آذار 1887، واحد من أعظم الموسيقيين في العالم، تشهد على ذلك أعماله الخالدة التي أضافت الكثير إلى التراث الموسيقي العالمي، ووضع موسيقى عدد من عروض الباليه لعلّ أشهرها «الجمال النائم»، و«كسّارة البندق»، و«يوجيني أنيجين» و«ملك العناكب».
وقد سبق لدار الأوبرا السلطانيّة تقديم بعض هذه العروض الخالدة لجمهورها، ونالت إقبالاً كبيراً. أما حبكة الباليه، فتنطوي على الكثير من الخطوط المتماسكة، والأجواء الرومنسيّة، واللغة الدرامية العالية. إذ تدور أحداثها حول بجعة تسبح في بحيرة من الدموع، وتتحوّل هذه البجعة وقت الغسق إلى فتاة جميلة، بل تغدو أجمل فتاة تقع عليها عينا الأمير، إذ تبدو كأنها بجعة، وفتاة في الوقت نفسه، وينبهر الأمير بهذا المخلوق الساحر حين يرى وجهها الجميل محاطاً بريش البجع الأبيض الملتصق بشعرها تماماً. ومن خلال الأحداث يتّضح أنّ مياه البحيرة التي تسبح فيها تلك البجعة البيضاء الرشيقة أثناء النهار هي دموع أمّ تعرّضت ابنتها الجميلة «أوديت» إلى لعنة بسبب الساحر الشرير الذي حوّلها إلى بجعة. ومع دخول الليل، تعود «أوديت» إلى صورتها الآدمية. ولن يُفكّ السحر الشرير إلا إذا أقسم أمير بالولاء والإخلاص الأبدي لها، وفي النهاية ينال من الساحر الشرير، وسحره، ليفوز بقلب معشوقته الجميلة «أوديت» ولينتصر الحب، ويقهر السحر في هذا الإنتاج الاستثنائي الذي يعكس أسلوباً متفرّداً يظهر الطابع الرومنسي المهيب من خلال ملابس المصمّمة فرانكا سكوارشابينو الحاصلة على جائزة «أوسكار» والمرشحة لنيل جائزة «طوني»، والمناظر المتناغمة للمصمّم الإيطالي المميّز إتسيو فريجيريو.
وسيكون العرض على قدر كبير من الجمال عندما تؤدّيه فرقة مسرح الأوبرا، والباليه الوطنية «أوبرا أستانا» العريقة في كازاخستان بالأسلوب الكلاسيكي الساحر في باليه «بحيرة البجع»، ويبلغ الجمال أقى درجاته عندما تقوم أوركسترا مسرح «كارلو فيليتشه» المرموقة في جينوفا، بعزفها، بقيادة المايسترو جوسيب أكافيفا.