حوار الذاكرة
حوار الذاكرة
ـ أخي أخي، أسعد الله صباحك السوري الجميل.
ـ أسعدت صباحاً أيها الصديق العزيز، أتريد شيئاً اليوم؟
ـ لا، لا تقل لي «أيها الصديق»، فهنا المشكلة التي لم أعرف لها حلّاً.
ـ أستغفر الله يا أخي ماذا تعني؟
ـ أخي ألم تسمع بحكمة المتنبّي قوله: «ومن العداوة ما ينالك نفعه… ومن الصداقة ما يضرّ ويؤلم!»؟
ـ نعم نعم يا أخي، ذلك صحيح.
ـ الله أكبر كيف ذلك؟
ـ يا أخي، هناك من يُسمّون بعناوين برّاقة، والأدهى أنهم ينتحلون اسم «سورية»، يستغلّون ذلك لينفثوا أهواءهم كما تشتهي أنفسهم المتأثرة، بدافع ما أو جهة ما؟ ومنهم تحت عنوان مجموعة «أصدقاء سورية» من خارج الوطن، ولهم أتباع داخل الوطن، ما يدفعهم إلى حالة دمار اجتماعي يخلّ بالوطن الذي يُسمّون به!
ـ أخي أخي، فهمت ذلك وأكثر، هذا ما يفسّر الشطر الثاني من بيت المتنبّي، فكيف تجيب على ما قاله في الشطر الأول؟
ـ أخي، ألم تسمع بكثيرين من الرماديين الذين يتلوّنون مع كلّ لون؟ وكثيراً وكثيراً نسمع عن تنافسهم إلى درجة الإلغاء، فيضرب بعضهم بعضاً. ونحن نرى ونقول: هيهات… كيف لِقُمّة أن تصل إلى القِمّة؟
ـ أخي نعم فهمت، وصدق المتنبي في قوله، ولكن بقي سؤال يلحّ في ذهني كما السؤال السابق.
ـ قل قل ما بدا لك.
ـ أخي، ماذا تقول في الكذّاب؟
ـ إنه آفة هذا الزمن، وخاصة من يحلف لك على أنه صادق!
ـ نعم نعم، فإذا اعترف هذا المنتحل بأنه كاذب فهل يكون حتى في ذلك كاذباً؟
ـ أخي للمرة الأولى في حياتي أشعر بأنني محرج! على كل حال، لا يمكن للكذّاب أن يعترف بكذبه إلا إذا كان يخبّئ لنا مكيدة أكبر، أو أنه كمين! فالحذر الحذر من هذه الفِخاخ.
ـ شكراً مرّة ثانية أخي للحوار. وإلى شام ووئام وسلام.
د. سحر أحمد علي الحارة