عشق الصباح
عشق الصباح
يا بحر، أترنح وحيداً على رمل الشاطئ كأني ثمل! الشمس تلفح وجهي بأشعتها وهي تميل للغروب، وغيوم البحر تكمل جولانها بعد أن أفرغت ما في جوفها من ماء في سهول الشرق، وهذا الشوق الموجع قابع كما أنت في دمي. كلاكما يسكنني! هنا الأمكنة الصاخبة وحشة، أسكنها كالغريب! ملء كفيّ جمر. حائر، في متاهات هذه الدنيا التي أوجعتني تفاصيلها حتى نزيف روحي! مع أني أتعشقها حتى الثمالات؟ وكل من حولي نافرٌ كشوك الصبار.
إلا أنت، يا سليمى، طرية كالندى أول الفجر، أينما اتجهت تمتلئ جهات الأمكنة بالعطر، ما ان تبتسمي حتى ترقص على ضفاف ثغرك حبات الرمان، يا للذاكرى!
يمر طيفك بعد المساء، يحوم كطائر القطا الظمآن للماء. لا تسأليني، يا سليمى، عن الهوى. ولّى الشباب وعصفت بنا الأنواء، والغربة وحشة كسواد الليل، نهشت نقي العظم والزمن أطبق بقسوة على أحلامي الصغيرة! ملء جنبات قلبي حب.وكلّ الذين عرفتهم قبل أن نصل لنبع الماء تركوني في الطريق الوعر، ألقف الشوك الذي أدمى قدميّ! وهم شربوا حتى ارتووا؟ ظمآن و«ريقي نشف». هاتي اسقيني رشفة من رحيق الشهد الذي يقطر عسلاً وتيناً ودراقاً!
حسن ابراهيم الناصر