«صدى ضائع بين التلال»… الديوان الشعري الأوّل للرفيق الشاعر حنّا فرحة
بعض من حزبنا في مدينة جونية
بتاريخ 22/12/2015 عمّمنا نبذة عن الرفيق أنطون طويلة وأشرنا في العنوان إلى أنه ابن بلدة قنات، الناشط حزبياً في طرابلس وفي جونية.
عن جونية التي نأمل أن تساهم مديرية الحزب فيها بتزويدنا بكل ما يتجمع لديها من معلومات تفيد تاريخ العمل الحزبي في المدينة، ننقل ما كان أورده الأمين جبران جريج في الصفحتين 449 و450 من الجزء الثالث من سلسلة «من الجعبة».
مديرية جونية:
كانت قد نشأت في جونية مديرية، وكانت تابعة لمنفذية الساحل المتني ثم أصبحت مديرية مستقلة وعيّن الزعيم لها الرفيق جورج شقير مديراً.
عرفت العناصر المناوئة للحزب أن الرفيق جورج شقير، مدير مديرية جونية، دعا الزعيم إلى زيارة المدينة فارتعدت فرائصها واهتزّ كيانها ـ هل يعقل أن يحضر أنطون سعاده، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى مدينة جونية وزيادة على ذلك يعقد فيها اجتماعاً لفرع حزبه؟
وتنادت هذه العناصر وتدارست الموقف فقررت الوقوف في وجه هذه المحاولة وراحت توزع الإنذار تلو الإنذار، مهدّدة بالويل والثبور وعظائم الأمور إن تجرأ الحزب على القيام بما عزم عليه.
أثار هذا الموقف موقفاً مضاداً في الجانب الآخر، جانب القوميين الاجتماعيين ومن هم على جانبهم، على رأسهم والد الرفيق المدير شقير وهو ضابط متقاعد.
غدت جونية في ذلك اليوم ساحة قتال، وقف كل فريق على سلاحه ولكن حكمة القوميين تغلّبت على روحية الحقد المتعصب وعلى عقلية التآمر فانعقد الاجتماع في مكان، لم يُعرف من الفريق الآخر.
انعقد الاجتماع في منزل على الشاطئ وبعد الانتهاء منه تجوّل الزعيم في جونية وهو يجتاز شوارعها في طريقه الى منزل الرفيق شقير. مرّ بهم، بوسطهم فاعجب بعضهم به والبعض الآخر بجرأته، فألقوا سلاحهم والبعض منهم تبعه إلى المنزل المقصود.
كان ذلك اليوم من الأيام المشهودة في جونية وكان تجمهر الناس لمشاهدة هذا الزعيم الجريء البطل أكبر دعاية له وللحزب.
كانت المديرية تعدّ ما لا يقلّ عن أربعين عضواً، من جونية نفسها، ومن صربا، حارة صخر وغوسطا.
كان الرفيقان منير الحلبي ورفيق سماحة يتوجّهان كل يوم أحد إلى حارة صخر للمساهمة في العمل الإذاعي تأسيساً المديرية في جونية.
يتذكر الرفيق منير أن رفيقاً يدعى علي، كان يقيم في جونية ويعمل لحّاماً. في أيام الشدّة كان يحمل ساطوره، ويستعد.
الفترة بين 1952 1954.