رحيل الرفيق حسين عرنوس ولاية فيتوريا البرازيل

أذكر أنّني عندما كنت في البرازيل، مندوباً مركزياً لمرّتين، كنت على تواصل بريدي مع مجموعة من رفقائنا في منطقة فيتوريا الواقعة شمال ريو دي جانيرو، وما زلت أذكر من بين رفقائنا فيها، الرفيق المفوض في كثير من الأحيان، عبده جرماني 1 والرفيق المثابر حسين عرنوس.

منذ مدة نشرت الرفيقة وداد شروف عزّ الدين 2 عن وفاة الرفيق حسين. اتصلت بها معزّياً لمعرفتي أن الرفيق حسين كان يزور محلها 3 في منطقة براس كلما حضر إلى سان باولو، ورغبت إليها أن تزوّدني بكلمة تعريفية عن الرفيق عرنوس، فوردني منها التالي:

«يتكلم بكل عفوية صادقة… لكن بساطته كانت تتميّز بوضوحها، بل أوضَح من براءة الأطفال، ذلك لأن مفردات المكر والدهاء والخبث لا وجود لها في قاموس حياته. لم يكن يهمه عمره الشخصي لأن عمره الحقيقي من عمر أمته. كما أن موته الفردي لم يكن يعنيه، فهو يحيا بأمته التي لم ترضَ ولن ترضى قبراً لها في التاريخ. جميلة عباراته، بليغة بمفهومها الاجتماعي النهضوي وبوعيها الإنساني المجتمعي.

حسين عرنوس، كان فيه الكثير من أصالة شعبه ومن مُثُل أمته، لم يرفعه الغنى المادي في البرازيل ولم يهبط به الفقر المادي.

سافر إلى البرازيل عام 1952، اقترن من السيدة أمينة صعب، ورزق منها: أمير ومنير وابنة واحدة: نازا.

هوامش:

1 عبده جرماني: من بلدة بزبدين، كما الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني الأمين نصري خوري، وقد عرفه قبل مغادرته الوطن إلى البرازيل.

2 كان المواطن الصديق أحمد عزّ الدين يملك وعقيلته الرفيقة وداد مؤسّسة صناعية ـ تجارية في أحد الأسواق التجارية المهمة في منطقة براس ـ سان باولو.

3 ابنة الرفيق الشاعر والمناضل علم الدين شرّوف الذي كانت له مواقف صلبة وجريئة إبان الاحتلال اليهودي لمنطقة حاصبيا، أُسر على إثرها. صدر له ديوان «الأرض لا تموت» من إعداد الرفيق الشاعر شريف ابراهيم. للاطّلاع على ما نُشر عنه الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى