المالكي: مغامرة التقسيم سقطت.. ومناورات عراقيّة إيرانيّة على حدود الإقليم

اعتبر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، أنّ «مغامرة التقسيم الخطيرة في إقليم كردستان المدعومة من الخارج بهدف تفتيت العراق والمنطقة، سقطت».

وأشار المالكي إلى أنّ مواقف المرجعية الدينية العليا في العراق، والمواقف الحازمة لمجلس النوّاب والقوى السياسية والحكومة العراقية، فضلاً عن «مواقف الشعب الكردي الرافض للاستفتاء وحرصهم على البقاء ضمن العراق، شكّلت عامل ضغط على دعاة الاستفتاء».

ودعا المالكي إلى العمل بكلّ الوسائل لمنع اندلاع قتال مع الشعب الكرديّ، وإسقاط محاولة تفجير النزاع العسكري للتغطية على الفشل الذريع لقيادة الإقليم.

كما أكّد على ضرورة «حماية الشعب الكردي البريء من مؤامرة التقسيم من نتائج المقاطعة الشاملة، لأنّ مسعود البرزاني سيتّخذ من معاناة الشعب الكردي ذريعة وجسراً للعبور والنجاة من المصير السيّئ المحتوم».

ودعا المالكي الدول التي كانت خلف «مغامرة» الاستفتاء إلى ترك شؤون العراق لأبنائه والكفّ عن التدخل في شوونه الداخلية، كما شدّد على إدامة محاصرة حكومة الإقليم من قِبل الدول المجاورة.

وفي السياق، انطلقت أمس مناورات عسكريّة عراقيّة إيرانيّة مشتركة قرب حدود إقليم كردستان العراق.

وتأتي هذه التدريبات بعد مرور أسبوع على استفتاء انفصال الإقليم، الذي ترفضه بغداد وطهران وأنقرة قطعياً باعتباره غير شرعي.

وأوضحت وكالة «تسنيم» للأنباء، أنّ عدداً من العسكريّين العراقيّين يشاركون في المرحلة الثالثة من مناورة «حيدر الكرار» على الحدود الغربيّة لإيران، وتحديداً عند معبر برويز خان الحدودي. ومن الجانب الإيراني، تشارك في المناورة وحدات التدخّل السريع، والمدفعيّة وطائرات استطلاع مسيّرة، وعدد من الوحدات المدرّعة وراجمات صواريخ من طراز «نازعات 10 «.

وتابعت الوكالة، أنّ هذه المناورات تغطّي في مرحلتها الثالثة الحدود الغربية لإيران وحدود منطقة «برويز خان»، التي تُعتبر من أهم بوابات التواصل بين إيران والعراق. ويستعرض الجيش الإيراني من خلال هذه المناورة قدراته على التحرّك العسكري والهجوم، إضافةً إلى اختبار قدرات الوحدات المشاركة على التدخّل السريع. وستدخل المناورات اليوم الثلاثاء مرحلة جديدة.

وكان المتحدّث بِاسم القوّات المسلّحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، قد أعلن أنّ المناورات المشتركة تأتي في إطار طلب الحكومة العراقيّة تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، بهدف سيطرة الحكومة المركزيّة على المعابر الحدوديّة.

إلى ذلك، أعربت القيادة السياسيّة لإقليم كردستان العراق، عن استعدادها لإطلاق حوار مباشر مع حكومة بغداد، على أساس مبادرة أطلقها المرجع الديني علي السيستاني.

وجاء في بيان أصدرته قيادة الإقليم الكردي، أمس: «نحن ممثّلو أكثريّة الأحزاب الكردستانية، والمتمثّلة في القیادة السیاسیة لكردستان العراق، نعرب عن ترحيبنا لدعوة سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، والتي طرحها ممثّل المرجعية أحمد الصافي في خطبته في يوم الجمعة الـ29 من أيلول الماضي».

ووصف البيان هذه المبادرة بأنّها خطوة مهمّة لحفظ المبادئ من منطلقها في حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد، مشيراً إلى أنّ «دعوة المرجع الأعلى بالعودة إلى الحوار تتطابق تماماً مع ما ذهبنا إليه، وهو أنّ الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ القضايا والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل».

وشدّد البيان على أنّ الحوار المستمرّ هو «آليّة أساسيّة لصنع التآخي والتفاعل الإيجابي والوصول إلى النتائج المشتركة، كما أنّه يؤدّي إلى إزالة الكراهية والحقد والعنصرية، وهي من إفرازات الوضع التشنّجي في الواقع السياسي والاجتماعي المعاش في العراق»، مضيفاً أنّ «الجميع يستذكرون في هذه الأيام انتصار المبدأ على السيف، والمتمثّل في ثورة الحسين بن علي».

وجاء هذا البيان في وقت بلغت فيه الخلافات السياسية ذروتها بين الجانبين، على خلفية تصويت 92 من المشاركين في الاستفتاء الذي أُجري في إقليم شمال العراق قبل أسبوع، لصالح الانفصال عن العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى