سورية تطالب مجلس الأمن بالعمل على وقف جرائم «التحالف الدولي» روسيا وفنزويلا تندّدان بالعمليّة الإرهابية في دمشق
طالبت وزارة الخارجيّة والمغتربين مجلس الأمن الدولي بـ»الاضطلاع بمسؤوليّاته في حفظ السلم والأمن الدوليَّين ووقف جرائم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بحق الشعب السوري، وإلزام كلّ الدول بتطبيق القرارات الخاصة بمكافحة الإرهاب».
وأشارت الوزارة إلى أنّ «التحالف كان قد اعترف قبل عدّة أيام بأنّه قد قتل حوالى 800 مواطن منذ بدء عملياته، وهذا العدد الذي صرّح به التحالف دليل على جسامة الجرائم التي يرتكبها في الوقت الذي تزيد فيه أعداد الضحايا أضعافاً كثيرة عن هذا الرقم».
وأضافت الوزارة «أنّ سورية تعرب عن قلقها العميق إزاء صمت المجتمع الدولي اتجاه هذه الجرائم، وخاصة أنّ البعض فيه من دول ومنظّمات يزاودون في القضايا الإنسانيّة، لكنّهم يبتلعون ألسنتهم عندما يتعلّق الأمر بالمدنيين السوريين وجرائم التحالف بحقهم، آخذين بعين الاعتبار أنّ الجمهورية العربية السورية لا تقوم بإطلاع الأمم المتحدة على كلّ جرائم التحالف الدولي، لأنّها أكثر من أن تحصى وتتكرّر كلّ يوم تقريباً».
وتابعت الوزارة: «إذا ما أضفنا إلى ذلك أنّ الولايات المتحدة تقوم بتوجيه أدواتها وعملائها من التنظيمات المسلّحة بإعاقة تقدّم الجيش العربي السوري في دير الزور لمنعه من التقدّم إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي، فعندها يمكن التعرّف على النوايا الحقيقيّة للسياسة الأميركية المدمّرة في سورية وضرورة وضع حدّ لها فوراً».
وأعربت الوزارة عن استغرابها واستيائها الشديد من صمت الأمم المتحدة وعدد كبير من الدول إزاء التفجير الإرهابي الذي استهدف قسم شرطة الميدان في مدينة دمشق، والذي أسفر عن عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح ووقوع أضرار ماديّة كبيرة.
وختمت الوزارة بالقول: «إنّ حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليَّين، ووقف جرائم هذا التحالف بحقّ الشعب السوري وإلزام كلّ الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، ولا سيّما القرار 2253/2015، إضافة إلى التنفيذ الصارم لما ورد في جميع قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية».
في سياقٍ آخر، أكّد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «أنّ هدف محادثات أستانة حول سورية هو تهيئة الظروف المناسبة من أجل الحوار السوري في جنيف، والتوصّل إلى حلّ للأزمة في سورية».
وقال بوتين خلال مراسم تسلّمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد أمس، إنّ «اتفاقات تخفيف التوتر في سورية توفّر الظروف الملائمة للسير على طريق تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، على أساس الحوار المباشر بين الحكومة والمعارضة وتوحيد جهودهما بما يخدم مصالح القضاء السريع على بؤر الإرهاب، وإحلال السلام وصون وحدة سورية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ «بلاده ستواصل مساهمتها الجدّية لمحاربة الإرهاب».
من جهةٍ أخرى، يزور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم روسيا في الفترة بين 9 و11 من الشهر الحالي، للمشاركة في اجتماع اللجنة السوريّة الروسيّة حول التعاون الاقتصادي في مدينة سوتشي.
وذكر مصدر في وزارة الخارجية، «أنّ الوزير المعلّم سيلتقي أيضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم 11 من الشهر الحالي في سوتشي، لبحث آخر التطوّرات الإقليميّة والدولية».
على صعيدٍ ميداني، سيطر الجيش السوري بالتعاون مع القوّات الرديفة على 4 قرى في الجيب المحاصر بين ريفَي حماة وحمص، بعد القضاء على آخر تجمّعات إرهابيّي «داعش» فيها.
ولفتَ مصدر ميداني إلى أنّ «عناصر الهندسة بدأت على الفور بتمشيط القريتَيْن وتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها تنظيم «داعش» بين المنازل، لتأمينهما بشكلٍ كامل والبدء بعمليّة جديدة في ملاحقة إرهابيّي «داعش» في المنطقة».
وأفاد قائد ميداني، أنّ «وحدات الجيش نفّذت عمليّات عسكرية تكتيكيّة بالاعتماد على معلومات دقيقة ورصد ومتابعة حثيثة لتحرّكات وطبيعة تحصينات المجموعات الإرهابيّة المتحصّنة في قرية حمادي عمر، التي تُعدّ من أكبر معاقل تنظيم «داعش» في الريف الشرقي لحماة، وانتهت بتطويق الإرهابيّين في القرية وخوض معارك ومواجهات مباشرة معهم داخل شوارع ومنازل القرية، أسفرت عن مقتل عدد منهم وفرار آخرين، تاركين جثث قتلاهم في مختلف أنحاء القرية»، مشيراً إلى أنّ «الإرهابيين اتّخذوا من جامع القرية ومدرستها مستودعات للأسلحة والذخيرة ومقارّ لهم».
وأوضح قائد ميداني آخر، أنّ «الجيش السوري نفّذ عمليات انطلاقاً من ريف حمص الشرقي من منطقة شاعر، وتقدّمت باتجاه الشمال وصولاً إلى قرية الفاسدة بريف حماة الشرقي، سيطر خلالها على أكثر من 30 قرية وبلدة على مساحة تمتدّ لنحو 1000 كيلومتر مربع، وذلك بهدف إحكام الطوق على من تبقّى من المجموعات الإرهابيّة في الريف الشرقي لحماة وحمص».
وفي ريف حمص الشرقي، أفاد مصدر ميداني بأنّ «الجيش أطبق على آخر جيوب تنظيم «داعش» شرق جب الجراح، وسيطر على قريتَيْ براق النشمة والجابرية بشكلٍ كامل».
كما حقّق الجيش السوري في دير الزور تقدّماً جديداً في عمليّاته ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي بالريف الجنوبي الشرقي، وقضى على أحد أبرز متزعّميه في الضفة الشرقية لنهر الفرات.
على صعيدٍ آخر، أدانت وزارة الخارجيّة الروسيّة، بحزم، الاعتداء الإرهابي الذى استهدف حيّ الميدان بدمشق أول أمس، وأسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من رجال الشرطة والمواطنين المدنيّين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان، أمس: «إنّنا ندين بحزم هذه الجريمة الدمويّة، ونعرب عن تعاطفنا العميق مع أسر الضحايا ونتمنّى الشفاء العاجل للمصابين، ونشعر بغاية القلق من جرّاء محاولات المتطرّفين المتزايدة في الآونة الأخيرة لعرقلة عمليّات توطيد نظام وقف الأعمال القتاليّة وتطبيع الوضع في سورية، وتقديم المساعدة اللازمة للسكّان المتضرّرين وإعادة بناء المشاريع الأساسيّة للبُنية التحتيّة المدنيّة السورية».
وأكّدت الوزارة، أنّ «روسيا ستواصل بالتنسيق مع الحكومة السوريّة التصدّي الحازم لمظاهر الإرهاب على الأرض السوريّة»، داعيةً بإلحاح «جميع الشركاء الدوليّين إلى اتّخاذ مواقف جدّية من خطر الإرهاب والتطرّف في منطقة «الشرق الأوسط»، ومكافحة هذا الشرّ بصورة لا هوادة فيها على أساس جماعي وفقاً لقواعد القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة».
كما أدانت حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية بشدّة، الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حيّ الميدان.
وفي بيانٍ صادر عن الخارجية الفنزويلية، أكّدت حكومة فنزويلا «رفضها الكامل للإرهاب وداعميه، الذين يسعون لتقويض تصميم الشعب والحكومة السوريّة في نضالهما من أجل تخليص البلد من التهديد الذي يمثّله مرتكبو هذه الهجمات».
وأعربت الحكومة في بيانها، عن «أعمق تعازيها لسورية حكومة وشعباً وأسر الضحايا، مؤكّدةً تضامنها الكامل معهم في مواجهة هذه الهجمات».