هل يكون خيار بغداد عسكرياً في كركوك؟
أكد المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة العراقية سعد الحديثي بأن الحكومة العراقية لا تستبعد القيام بعمليات عسكرية لاستعادة المناطق المتنازع عليها، وبخاصة محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وأضاف الحديثي أن «محافظة كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها تقع، استناداً إلى الدستور، ضمن سيطرة حكومة بغداد. ونحن نتمسك بفكرة الاستقرار والتعايش السلمي بين أبناء جميع القوميات والطوائف في العراق، بمن فيهم الكرد. بيد أننا سوف نقف ضد جميع المحاولات الرامية إلى تغيير التبعية الإدارية لكركوك، والتي تتعارض والدستور العراقي. وسوف نتخذ التدابير اللازمة للحفاظ على بقائها تحت سيطرة الحكومة المركزية، ولا سيما أننا نمتلك مجموعة إجراءات من أجل ضمان ذلك»، كما أكد سعد الحديثي.
وجاء تصريح الحديثي هذا في معرض تعليقه على قرار البرلمان العراقي يوم 27 سبتمبر/أيلول المنصرم، الذي يلزم رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، باتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على وحدة العراق، حيث جاء في القرار: «على رئيس الحكومة إصدار الأوامر إلى القوات المسلحة… ونشرها في جميع المناطق، التي كانت ترابط فيها قبل شهر أبريل/نيسان 2014، وكذلك فرض السيطرة على المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك، وضمان الأمن فيها».
في المقابل، رأى المتحدث الرسمي باسم حكومة كردستان العراق، سفين دزئي، في حديث إلى الصحيفة، بأن سلطات الإقليم لا تنوي إعادة كركوك إلى سيطرة بغداد.
وأضاف أن «وحدات البيشمركة موجودة في كركوك منذ عام 2014 بعد أن تمكّنت من طرد «داعش» منها، وهي منذ ذلك الحين إلى الآن تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. والبيشمركة ليست قوة أجنبية جاءت من خارج العراق واستولت على جزء من أراضيه. فهي، استناداً إلى دستور العراق، جزء من القوات المسلحة العراقية. أي أن قرار البرلمان العراقي لا يتوافق والدستور، ولا يساعد في تسوية الخلافات المتراكمة»، بحسب سفين دزئي.
وفي السياق الميداني، اقتحمت القوات العراقية المشتركة مركز قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك لانتزاعه من قبضة تنظيم «داعش».
وأكد مصدر أن قوات الرد السريع والحشد الشعبي اقتحمت مركز الحويجة لتواصل تقدمها وسيطرتها على معظم مناطق القضاء.
من جانبه نقل إعلام الحشد الشعبي بيانا أعلن فيه «تحرير قضاء الحويجة بالكامل وانتزاع آخر معاقل التنظيم الإجرامي في شمال العراق بعد اقتحام المركز والمباشرة بعمليات تطهيره من محاور عدة».
وأضاف الحشد أن القوات المشتركة عثرت، على عدد من مقار تنظيم «داعش» ومخازن للعتاد خلال عمليات تطهير مركز قضاء الحويجة ومحيطه، فيما تمكنت من تفجير سيارة مفخخة، كانت مركونة ومعدّة لتهاجم القوات العراقية داخل أحد شوارع القضاء.
وكان قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبد الأمير يار الله أعلن في بيان له، أن قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي، شرعت في تنفيذ عملية واسعة بهدف تحرير مركز القضاء وناحية الرياض التابعة له، وذلك ضمن الخطوة الثانية من المرحلة الثانية لعمليات تحرير الحويجة.
ولا تزال قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية، تطوّق ناحية الرياض، جنوب شرق الحويجة، من محاور عدة.
أطلقت القوات العراقية اليوم الأربعاء الهجوم الأخير، من أجل استعادة بلدة الحويجة من قبضة تنظيم «داعش».
وكان يار الله أعلن في بيان له، أن قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والردّ السريع والحشد الشعبي، شرعت في تنفيذ عملية واسعة بهدف تحرير مركز قضاء الحويجة وناحية الرياض، وذلك ضمن الخطوة الثانية من المرحلة الثانية لعمليات تحرير الحويجة.
ودمّر سلاح الجو العراقي مقراً لـ»داعش» على مشارف مركز القضاء، مما حقق إصابات مباشرة في صفوف المسلحين، فيما فرض الحشد الشعبي سيطرته على طريق بيجي حويجة الرئيسي المؤدي إلى وسط الحويجة من الجهة الغربية للقضاء.
يذكر أن الحويجة واحدة من منطقتين بقيتا تحت سيطرة «داعش»، وانطلقت معركة تحريرها في 21 سبتمبر/أيلول المنصرم، وبدأ الهجوم الحاسم بعد يومين من استعادة القوات العراقية قاعدة الرشاد الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً إلى الجنوب، والتي استخدمها المتشدّدون كمعسكر للتدريب وموقع لوجستي.