نادر سراج دارساً شعارات الثورة المصريّة

كتب جورج جحا رويترز : أنجز الباحث اللبناني نادر سراج في كتابه الجديد دراسة لسانية موسعة ومعمقة لشعارات ثورة 25 يناير المصرية، ويحمل الكتاب عنوان «مصر الثورة وشعارات شبابها… دراسة لسانية في عفوية التعبير». وعلى الغلاف صورة لشاب مصري يحمل لافتة كتب عليها شعار ظريف مشهور من الشعارات التي رفعها المصريون خلال التظاهرات والاعتصامات، مخاطباً فيه الرئيس الأسبق حسني مبارك بالقول «ارحل… الولية عاوزة تولد والولد مش عايز يشوفك».

الكتاب في 408 صفحات قطعاً كبيراً وصدر لدى «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» بالتعاون مع «المعهد الألماني للأبحاث الشرقية» في بيروت. وجاء في التعريف بالكتاب «يتكون الكتاب من ثلاثة أقسام: يدرس الأول تركيب الشعار ووظيفته وضمائره، في حين يتناول الثاني مصادر قوة الإقناع الكامنة في الشعارات السياسية، أما القسم الاخير فيعالج سيميائية الرمز في الحياة اليومية والسياسية المصرية.

يطور المؤلف مقاربة بيتية لمعالجة شعارات الثورة مستخدماً أدوات منهجية من اللسانيات والبلاغة والنقد ليدرس أبعاداً متنوعة من الشعارات السياسية تمتد من اللساني إلى الاجتماعي».

أقسام الكتاب الثلاثة توزعت على ثلاثة عشر فصلاً أولها «الشعار ماهيته وأداة قراءته»، والثاني «شباب الثورة وناشطوها»، والثالث «الشعارات السياسية في صيغها ووظائفها»، والرابع «تعديل الشعارات وقولبتها وفق السياقات»، والخامس «دينامية استخدام الضمائر في البنى اللغوية للشعارات»، والسادس «الجملة الخبرية والجملة الانشائية في خدمة الشعارات… البلاغة الوظيفية مفتاح لتحليل الشعارات»، والسابع «التناص بين الشعار والفنون المرئية» والثامن «ارحل: انموذجاً لخطاب الاعتراض»، والتاسع «رموز التلاقي بين الاديان والجماعات… مقاربة سيميائية» والعاشر «ابطال كليلة ودمنة… مرجعية إسنادية وترميزية للشعارات السياسية»، والحادي عشر «سيميائية المأكل وكلماته في الشعار السياسي»، والثاني عشر «النقل والأمان ورموزهما السياسية في تصوير حوادث الثورة» والثالث عشر «ثقافة الملبس».

في فصل «موجز الكتاب» يقول نادر سراج: «تتوخى هذه الدراسة مقاربة شعارات ثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 في مصر من وجهة نظر لسانية. فمنظومة الشعارات والهتافات التي ابتدعها شباب مصر الثورة ورددوها في ميادين القاهرة وشوارعها وما استتبعها من كتابات جدارية ورسوم غرافيتية وتعليقات ونكات تبودلت على الأثير العنكبوتي وعلى وسائل التواصل الاجتماعية تشكل مدونة قابلة للفرز والتصنيف والدرس والتحليل في ضوء المبادىء اللسانية». اعتمدت الدراسة التي نفذناها مع فريق عمل لبناني مصري مؤلف من خمسة باحثين مساعدين في 12 شهراً من آذار 2012 إلى آذار 2013 على مدونة من 1700 شعار شكلت «قاعدة المعلومات» واشتملت على ثلاثة أقسام، يتناول الأول التراكيب واستخدام الضمائر، ويعالج الثاني قضايا البلاغة من خبر وإنشاء وخروج اللفظ عن مقتضى الظاهر، ويتطرق الثالث إلى الدراسة السيميائية لرموز المظهر والملبس والمأكل وغيرها. وبغية توثيق منطلقات الثورة المصرية ومراحلها والإحاطة بمنظومة الشعارات والهتافات والتعليقات التي واكبت مختلف تحركات القائمين بها أو مناوئيها في القاهرة والمحافظات اعتمدنا مجموعة من المصادر والمراجع مطبوعة ومرئية ومسموعة وإلكترونية ».

في خاتمة الكتاب ما لا يقل عن 33 صورة لشعارات رفعت ولحاملي شعارت مع شعاراتهم التي تطالب برحيل مبارك وأخرى تتناول جماعة «الإخوان المسلمين» وحكمها لمصر وغير ذلك.

في مجال الحديث عن محتويات الكتاب في فصوله المختلفة يوضح نادر سراج أن القسم الأول تناول أموراً منها أن اللغة الشعاراتية «لا تحتلف وظائفها عن وظائف اللغة عامة لجهة أنها استجابية ومعرفية وتواصلية وتمثيلية واجتماعية …»، ويضيف أنه أفرد فصلا «لمنتجي هذه الشعارات والهتافات ومروجيها وهم في أغلبهم ناشطون في المجتمع المدني ومناضلون وطلاب وعمال ومواطنون رفعوا الصوت عاليا وسبكوا معاناتهم من النظام المستبد في شعارات عكست رغبتهم في التغيير السياسي وتوقهم إلى تحقيق الديمقراطية والعدالة وإرادتهم في تأمين ادنى المتطلبات الإنسانية من عيش خبز وحرية وكرامة إنسانية… بما أن وظيفة الشعار تجميعية تحث على رص صفوف المتظاهرين في الميدان مهما كانت انتمائاتهم تطرقنا إليها … ومن ضمنها حث المواطنين والمنضمين إلى حزب الكنبة أي الكنبويين الملتصقين بالكنبة الملتزمين بيوتهم على المشاركة مع المتظاهرين في التحرك السياسي والمطلبي. الملاحظ أن الشعار المصري لم ينهل من مرجعية ايديولوجية واحدة فقط بل كان نتاج الإيديولوجيات المختلفة الوطنية التحررية المتنسمة رياح التغيير والتحديث وإعلاء حقوق الإنسان أو الإسلامية المنادية بتطبيق الشريعة، كما كان للمجتمع المدني والليبراليين واليساريين مراجعهم الإيديولوجية المعروفة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى