تأمّلات في البحر


تأمّلات في البحر

 

عندما ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ، ﻭﻧﺠﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻏﺎﺭﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﻡ ﻓﻴﻪ،  ﻭﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ إلى ﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﻠّﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻧﻘﺎﺫﻫﻢ. ﻧﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ من ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ.

ﻧﺘﻌﺎﻃﻒ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺍﻋﺘﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺟﻪ. ﻢّ ﻧﻀﺤّ ﻭﻧﻀﺤّ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻧﻐﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻥّ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﻧﻘﺎﺫﻫﻢ، ﺣﺎﻭﻟﻮ ﺩﻓﻌﻨﺎ إلى اﻠﻘﺎﻉ ﻠّﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩاً ﻋﻠﻴﻨﺎ.

ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺎﻟﻌﻮﻡ، ﻷﻧﻬﻢ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺩﻓﻌﻨﺎ إلى الأسفل ﺑﺸﺪّ؟

ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻤﺴّﻜﻮﺍ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ، ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ. ﻭﻟﺒﺮﻫﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ، ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ الشاطئ، بعدما ﻛﺪﻧﺎ ﻧﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻨﺎ الأخيرة.

ﻧﻔﺘﺢ ﺃﻋﻴﻨنا ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻲ ﻣﺎ ﻨّ ﻓﻴﻪ. ﺃﻫﻮ ﺣﻠﻢ ﺃﻡ ﻣﺎﺫﺍ؟

ﻟﻜﻦ، ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ درساً قاسياً ﺗﻌﻠّﻤﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻟﻨﻘﻮﻝ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ: ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻣَ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻮﻥ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ.

ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭﻧﺎ أن ﻟﻦ ﻧﻀﺤّ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺣﺪ، ﻟﻨﻌﻮﺩ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ: ﻓﻌﻼً ﻗﺮﺍﺭﻧﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ثانيةً ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺣﺪٍﺻﺎﺋﺐ.

ﻭﻟﻜﻦ، ﻫﻞ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺇﻥ ﻟﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ إلى ﺠﺎﻧﺐ ﻣَ ﺳﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ، ﻫﻞ ﺳﻨﺘﺮﺩّ؟

سناء الطرشة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى