الراعي إلى روما وأميركا: لحلّ قضية النازحين بالطرق المتاحة كلّها
غادر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بيروت أمس متوجّهاً إلى روما، ثمّ إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رعويّة تستمرّ حتى نهاية الشهر الحالي، يرافقه مدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض.
وكان في وداعه في صالون الشرف بالمطار، ممثّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، رئيس مكتب مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم والدكتور الياس صفير.
وقال البطريرك الماروني: «إنّ زياراتنا الرعويّة لهاتين الأبرشيّتين هي الأولى، وهي مناسبة لتشديد الروابط مع اللبنانيّين المنتشرين هناك. وكما هو معلوم، زياراتنا الرعويّة إلى الخارج لا تميّز بين المسلمين والمسيحيّين والطوائف الأخرى، فالجميع يفرح عندما يرى مسؤولاً كنسيّاً أو سياسيّاً أو مدنيّاً يزوره».
وفي ما يتعلّق بالنازحين السوريّين، قال: «هذا الموضوع كبير جداً. وكما أصبح معلوماً، فإن لبنان لم يعد يتحمّل هذا العدد منهم والذي يزداد حتى تجاوز مليوناً و700 ألف نازح، عدا عن عدد الولادات الذي يتراوح سنويّاً بين 30 و40 ألف حالة».
أضاف: «لبنان في الأساس يعاني اقتصادياً ومعيشياً، في ظلّ هجرة مستمرّة، ولم يعد في استطاعته تحمّل المزيد من الأعباء، فقد تحمّلنا إنسانيّا من دون أن نمنّن أحداً. البلد يختنق اقتصادياً واجتماعياً، وهناك خطر كبير من استغلال النازحين سياسياً ومذهبياً من قِبل منظّمات إرهابيّة، ونخشى أن يكون على حساب لبنان».
وتابع: «السوريّون لديهم تاريخ وحضارة وثقافة، ومن حقّهم العودة إلى أرضهم ووطنهم، فالإنسان الذي لا وطن له هو يتيم ومشرّد. إنّ الحلّ لأزمة النازحين ليس بالتوطين في بلد أو آخر، إنّما بالعودة إلى وطنهم، لأنّ هناك من يريد هدم دولتهم التي لها تاريخها وثقافتها. لذلك، يجب التعاطي مع المعنيّين بعودتهم، ومعرفة كيفيّة الفصل بين القضايا السياسيّة والاستراتيجية وبين القضايا الخطيرة».
وإذ شدّد على «ضرورة حلّ هذا الموضوع بكلّ الطرق المُتاحة»، سأل: «من المعنيّ بقضية العودة، أليس سورية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومن يخوضون الحرب؟».
أمّا عن تأخير اعتماد سفير للبنان في الفاتيكان، فقال: «هذا الموضوع من اختصاص رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية».
ورأى أنّ «علينا تصحيح أوضاعنا الداخليّة وتفعيل الحوار. ومهما كبرت المشاكل في البلد، فهو يستطيع أن يحلّها»، مؤكّداً دعمه «مشروع رئيس الجمهورية بأن يكون لبنان مركزاً مهمّاً لحوار الأديان والحضارات والثقافات، وهو كذلك». وقال: «على لبنان أن يأخذ موقفاً حيادياً من الصراعات الإقليميّة والدوليّة ليتمكّن من التزام القضايا العامّة، كالسلام والعدالة والإنسان في العالم العربي. وبذلك، نهيّئ القاعدة الأساسيّة لنكون مركزا للحوار، وهذا ما ندافع عنه لأنّه يمثّل طبيعة لبنان وتاريخه».
وأوضح أنّ لقاءاته مع المسؤولين الأميركيّين ستشمل الشخصيات في المناطق التي سيزورها، لافتاً إلى أنّه لم يطلب موعداً للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.