الأصالة… عنواناً لمهرجان اللاذقية الثقافي

بشرى رجب

على مدى أسبوع، شكّل مهرجان اللاذقية الثقافي فرصة لمحبّي الثقافة بتلقّي جرعات متنوّعة من أشكال الثقافة والفنون كافّة، نالت إعجاب فئة شعبية واسعة من محبّي الثقافة والفنّ في محافظة اللاذقية.

حفل الختام أقيم بحضور معاون وزير الثقافة علي المبيض وقيادات حزبية وشعبية على مسرح «دار الأسد للثقافة» بعرض مسرحي راقص لفرقة «أوغاريت» للفنون الشعبية تحت عنوان «سورية… اللون… الكلمة» وأثنى مخرج العمل عقبة وكيل في حديث إلى «البناء» على الطابع الجمالي المهم للمهرجان، وقال: نحن نحمل رسالة مفادها أننا هنا، جذورنا هنا وأننا بخير، على رغم الحرب التي تدور، السوريون رسل سلام.

وأضاف: هذا العمل عبارة عن بانوراما الساحل السوري، وتوجهي كان إلى الفئة المثقفة من عامة الشعب مبتعداً كل البعد عن البانوراما المعاصرة، و«أوغاريت» قدّمت العرض المسرحي الراقص «سورية… اللون… الكلمة» بشكل مذهل. تفاعل الجمهور كان خير دليل على أن وصول الرسالة الهدف من هذا المهرجان.

وتابع: أعمل حالياً على عرض مسرحي راقص يتحدث عن أعياد الساحل السوري تحت عنوان «الزهورية». هو عمل جريء نوعاً ما ولكن التركيز على زرع قيمنا ومفاهيمنا في ذهن وروح المتلقي واجب علينا في الوقت الحالي.

بدوره، أكّد المخرج هاشم غزال على مدى سعادته بالمشاركة في المهرجان بعمل مسرحي «طقوس الأبيض» الذي يتناول جدلية الولادة والموت. عارضاً إسقاطات مسرحية تجسّد الموت وكثرته في زمن الحروب بقالب يليق بالجمهور.

وأعرب عن فرحه بهذا التكريم لأنه دليل قوي على أن رسالته الفنية قد وصلت.

وقدّمت فرقة «آرام المسرح الراقص» مسرحية «حكاية سورية» تحكي قصة صمود ووحدة الشعب السوري الذي ظل قوياً رغم المِحن التي واجهها. وهي من إخراج الفنان نيبال بشير بمشاركة الممثل كفاح الخوص.

الخوص أشار في حديث إلى «البناء»، إلى أن الثقافة ضرورة ملحّة في هذا الوقت الحالي لتبعد الجمهور عن جوّ القتل والحروب. وشدّد على أن مهرجان اللاذقية الثقافي هو لتسليط الضوء على القامات الثقافية في بلدنا الحبيب الذين بذلوا وقتهم وجهدهم في تطور سورية الثقافي والمعرفي.

وتضمن المهرجان ندوات فكرية وأمسيات شعرية بمشاركة شعراء من محافظة اللاذقية أحيوا تاريخ الثقافة والفن والكلمة.

وكرّم المهرجان عدداً من المثقّفين والفنانين من محافظة اللاذقية كعربون محبة ووفاء لجهودهم المبذولة في تقديم إنجازات ثقافية وفنية إبداعية وهم: الفنانة التشكيلية ليلى نصير، المخرج المسرحي هاشم غزال، الفنانة كنانة القصير، الموسيقي غابي صهيوني، الباحثة ماري سركو، المصوّر الضوئي عبد الحميد هلال، المطرب سمير سمرة، والشاعر بديع صقور. وشدّد صقور في حديثه إلى «البناء» على أهمية الالتفات إلى الأدب لأن الكلمة هي السلاح الأمضى في حياة الشعوب والثقافة دوماً هي التي تنتصر.

تخلّل المهرجان عروضاً سينمائيةً لأفلام سورية اشتهرت محلياً وعربياً وهي من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما». ووسط حشدٍ كبير افتتح عرض فيلم «مطر حمص» للمخرج ابن اللاذقية جود سعيد الذي كان متواجداً حين عرض الفيلم مع الجمهور معتذراً عن حضور ممثلين العمل بسبب ارتباطهم بأعمال فنية في الوقت الحالي، كما عرض فيلم «أنا وأنت وأمي وأبي»، «رد القضاء»، «ليليت السورية»، و«مسيرة وطن».

وشهد المهرجان حفلاً موسيقياً لطلبة «معهد محمود العجان للموسيقى» تضمّن عزفاً منفرداً وجماعياً لمقطوعات موسيقية شرقية وغربية عكست موهبة الشباب الرائعة ومستقبل سورية المشرق الواعد بغد أفضل وقد جرى تكريم الطلاب الأوائل خلال الحفل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى