المؤتمر القارّي الأفريقي الثامن.. هل يعيد انتخاب عباس فواز رئيساً؟
علي بدرالدين
يعقد المجلس القارّي الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمره القارّي الثامن اليوم في مقرّه في بيروت. يستمرّ المؤتمر ليومَين، ويتخلّله انتخاب هيئة إدارية ورئيس جديدَين، وتقدّم فيه تقارّير مفصّلة على علاقة بأوضاع الاغتراب اللبناني في أفريقيا وإنجازات المجلس التي تحقّقت على مدى سنتين من تولّي الهيئة الإداريّة لمهامّها ومسوؤلياتها.
مصادر المجلس توقّعت تجديد الثقة برئيسه عباس فواز وأعضاء الهيئة الحاليّة، وإعادة انتخابهم لولاية ثانية لمدة سنتين إضافيّتين. وتوقّعت حصول مداخلات وكلمات تطالب الهيئة الإداريّة المنتخبة أو المجدّد لها بإنتاجيّة تلائم الضغوطات التي يواجهها المغتربون في أفريقيا، مع تقديرها للدور الوطني الاغترابي الجامع الذي قام به المجلس والجهود التي بذلها لتفعيل المجلس وانتظام عملية خدمة الوطن والاغتراب.
وكشفت المصادر، أنّ ملفّ الجامعة والمساعي الجارية لتوحيدها وإزالة العثرات التي تعترض أو تعرقل وحدتها ستكون في صلب اهتمام المجلس، ومن العناوين الأساسية التي ستأخذ حيّزاً مهمّاً في المؤتمر.
وفي حديث لـ»البناء» عشيّة انعقاد المؤتمر، قال رئيس المجلس عباس فواز: «إنّ انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة يشكّل محطّة مهمّة في مسيرة المجلس القارّي الأفريقي والاغتراب اللبناني في أفريقيا والجامعة». وأكّد أنّ «المجلس منذ تأسيسه في مطلع الثمانينات هو ركن أساسي وفاعل ومؤثّر في الجامعة، وهو من أهمّ المجالس القارّية المنضوية في إطارها».
وشدّد على «الحاجة الماسّة لوحدة الجامعة والمغتربين وبخاصة في أفريقيا، حيث الاغتراب اللبناني فيه مستهدف نظراً لحضوره الفاعل ونجاحاته وإسهاماته الكبرى في إعمار وبناء وإنماء أفريقيا، والمغتربون يعملون بصدق ووفاء وإخلاص، وبخاصة أنّهم ليسوا طارئين على أفريقيا بل هم متجذّرون في تاريخها وجغرافيتها، وهي بمثابة وطن ثانٍ لهم بالفعل والعمل والعطاء».
ويؤكّد فواز أنّنا في المجلس القارّي الأفريقي نعتبر أنّ وحدة الجامعة هدف من أهدافنا وفي صلب اهتمامنا ومشروعنا الوطني الاغترابي، وأنّ هذه المؤسسة الاغترابيّة هي في ضمير كلّ المغتربين، ومن غير المقبول تفضيل أو استحداث جمعيات نخبويّة اقتصادية أو مالية لتحلّ مكانها أو تسلبها دورها. ويأسف لعدم دخول الدولة، وتحديداً وزارة الخارجية والمغتربين، لمنع هذا الانقسام الحاصل في الجامعة ولكبح جماح تداعياته عليها وعلى المغتربين.
وختم بالتأكيد على اليد المفتوحة والممدودة لكلّ حوار جادّ ومسؤول يؤدّي حتماً إلى وحدة الجامعة.
عاطف ياسين
من جهته، يؤكّد نائب الرئيس القارّي عاطف ياسين على أهمية انعقاد المؤتمر القارّي الثامن وضرورته لتحصين وحدة الاغتراب اللبناني في أفريقيا، معتبراً أنّ التقاء المغتربين في أفريقيا في هذا المؤتمر بحدّ ذاته يشكّل إنجازاً لأنّه يفتح باب النقاش والحوار على مصراعيه، لتظهير المشكلات التي يواجهونها في دول تواجدهم ممّا يسهّل معالجتها.
وأشاد ياسين بدول القارّة الأفريقية وحكّامها وحكوماتها وشعوبها على احتضان اللبنانيين منذ أكثر من قرن، وكذلك بإخلاص الجاليات اللبنانيّة للدول والشعوب التي احتضنتها، والتي تقابل الوفاء الأفريقي بالوفاء.
وأمل ياسين أن تُتوّج المساعي والجهود المبذولة على أكثر من صعيد بالوصول بوحدة الجامعة إلى الخواتيم السعيدة، وتنتفي بذلك كلّ أسباب الانقسام في الجامعة التي عطّلها وشلّ حركتها.
المؤتمرات القارّية
وسبق انعقاد هذا المؤتمر سبعة مؤتمرات قارّية بدءاً من العام 1984، حيث عُقد المؤتمر القارّي الأوّل في أبيدجان عاصمة الكوت ديفوار، وانتخب أحمد ناصر كأوّل رئيس قارّي.
وعُقد المؤتمر القارّي الثاني في فريتاون – سيراليون عام 1986، حضره ورعاه وزير العدل والموارد المائيّة والكهربائيّة ووزير الدولة لشؤون الجنوب آنذاك نبيه برّي، وأُعيد فيه انتخاب أحمد ناصر رئيساً وعباس فواز نائباً للرئيس.
وفي المؤتمر القارّي الثالث الذي عُقد في ليبيريا، تمّ انتخاب عباس فواز رئيساً للمجلس. وانتخب المؤتمر الرابع الذي عُقد في بيروت في العام 1992 نجيب زهر رئيساً له ومنصور عازار نائباً أوّل للرئيس، وتمّ التجديد لزهر في المؤتمر الخامس حيث التأم المجلس في أبيدجان عام 1996. وفي المؤتمر القارّي السادس الذي عُقد في بيروت عام 2011، أعيد انتخاب زهر للمرة الثالثة ولمدة سنتين، حيث عقد المجلس مؤتمره السابع في قصر الأونيسكو في بيروت عام 2015، وتمّ في خلاله انتخاب عباس فواز رئيساً للمرة الثانية منذ تأسيس المجلس.