مدريد ستتخذ إجراءات من أجل استعادة القانون والديمقراطية

بدأت الهيئة القضائية الإسبانية تحقيقاً في التهديدات الموجّهة إلى سياسيين يعارضون استقلال كتالونيا ويدعون للحفاظ على وحدة إسبانيا.

وذكرت صحيفة «الموندو» أمس، «أنّ الحديث يدور عن تهديدات وجّهت إلى رئيس فرع حزب الشعب في كتالونيا كسافيير غارسيا ألبيول وزعيم حزب «المواطنون الوسطي» ألبيرت ريفيرا وممثلته في البرلمان المحلي إينيس أريماداس».

ويُشار إلى أن «ألبيول تلقّى تهديدات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بينما ظهرت تهديدات بقتل أريماداس وريفيرا على الجدران في مدينة جرندة في كتالونيا».

فيما تزايدت الضغوط الداخلية والدولية على قادة كتالونيا في وقت لا يزال رئيس الإقليم الانفصالي يهدّد بإعلان الاستقلال اعتباراً من اليوم خلال جلسة حاسمة للبرلمان.

وقال كارليس بوتشيمون في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الكتالوني أول أمس، «فتحنا باب الوساطة وقلنا نعم، لكل إمكانيات الوساطة التي عرضت علينا». وأضاف أنّ «الأيام تمضي والدولة الإسبانية لا ترد بشكل إيجابي، سنفعل ما جئنا لفعله».

وكان بوتشيمون، الذي تُمارس عليه ضغوط هائلة، قد وعد في وقت سابق بالمضي قدماً إذا لم تقبل الحكومة المحافظة التي يرأسها ماريانو راخوي التفاوض حول استفتاء قانوني حول الاستقلال، وهذا ما ترفضه الحكومة.

من جهتها توعّدت نائبة رئيس الوزراء الإسباني سورايا ساينس دي سانتا ماريا بأن «مدريد ستتخذ إجراءات من أجل استعادة القانون والديمقراطية» في حال إعلان برلمان كتالونيا عن استقلال الإقليم من جانب واحد.

وقالت نائبة رئيس الحكومة، لدى سؤالها عن تطبيق المادة 155 من الدستور التي تتيح تعليق العمل بالحكم الذاتي في كتالونيا، «إذا أعلن الاستقلال من طرف واحد، الحكومة لن تبقى من دون ردّ».

ودعت «الانفصاليين الكثر» الذين «يخافون لأنهم لم يحظوا على دعم لا من الشركات ولا من أوروبا»، إلى تغيير اتجاه بوتشيمون، «المتعصب» الذي يسعى إلى «دفع كاتالونيا الى الهاوية».

وتوجّه زعيم المعارضة الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى بوتشيمون خلال مؤتمر صحافي عقده في برشلونة بالقول «أوقفوا كل شيء»، مضيفاً أنه «سيدعم ردّ الحكومة».

وفي حين يعبّر قطاع الأعمال في كتالونيا عن قلقه الكبير، ذكرت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو بأن «النتيجة الأولى» لإعلان الاستقلال ستكون خروج كتالونيا «تلقائياً من الاتحاد الأوروبي».

وتتابع أوروبا بقلق تطوّرات الأزمة الكتالونية. وقال المتحدّث باسم الحكومة الألمانية «إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أجرت السبت اتصالاً هاتفياً براخوي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر».

وكان مئات الآلاف من سكان كتالونيا قد خرجوا نهاية الأسبوع الماضي إلى شوارع برشلونة للتظاهر ضد انفصال الإقليم عن إسبانيا، داعين إلى «وحدة البلاد ومطالبين بتحرّك لتفعيل مسار الحوار».

من جهته كان القضاء الإسباني قد علّق الأسبوع الماضي جلسة برلمان إقليم كتالونيا التي كان من المفترض انعقادها يوم أمس، بشأن نتائج الاستفتاء، فيما كانت سلطات الإقليم تعتزم إعلان استقلاله عن إسبانيا خلال هذه الجلسة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى