التشكيليّة منيرة الأشقر ترفض تقييد الفنّ أو تحجيمه بتصنيفات
محمد سمير طحّان
تصوغ التشكيلية المغتربة منيرة الأشقر من لوحاتها حالة عشق وشوق لوطنها وأبنائه. ورغم فترة اغترابها القصيرة، إلا أنّ الحنين يشكّل دافعا لها لتقديم نتاج فنّي يكون سفيراً لبلدها وبيئتها وأفكارها بأسلوبها التعبيري الغنيّ بالتناغم اللوني والحميمية وجموع الناس المتآلفة، وبكمّية كبيرة من الضوء تعبيراً عن الأمل.
وتقول التشكيلية الأشقر: علاقتي باللوحة روحية تبدأ من داخلي وبالكثير من الخصوصية كلّما امتدت رحلتي معها. لكنّني أرى أنّ ما أقدّمه من إبداع ما زال في بدايته وأن هناك المزيد منه سيظهر في المستقبل.
وتوضح الأشقر أنّ للاغتراب تأثيراً كبيراً على عملها الفنّي ما جعلها تتفرّغ لهذا العمل الذي تبثّ عبره مشاعر الشوق للوطن والسوريين والذكريات الجميلة مع أهلها وناسها.
وترى ابنة محافظة السويداء أنّ المرأة هي أجمل الكائنات بمعاناتها وفرحها وحزنها وبكل تفاصيلها. لافتة إلى أنها باللاوعي تستحضر المرأة في كلّ لوحاتها بإحساس يلامس عالمها الداخلي ويعبّر عنه.
وحول تأثير الحرب على سورية في لوحتها تقول الأشقر إن ما يحرّض الفنان الحقيقي على العمل الفنّي، هي روحه. فكيف إذا كانت هذه الروح تتألم على كل ما تراه من مآسٍ وآلام إلى جانب المعاناة من البعد والغربة؟
ولا توافق الأشقر على تسمية الفنّ النسوي، وتقول: الفنّ هو الفنّ كيفما وجد ويجب ألا يُحجّم أو يقيّد بتصنيفه بحسب جنس الفنان وغيرها من التصنيفات البعيدة عن عوالم الفنّ. وهو يعكس اللاوعي الموجود في داخل كلّ فنان ويعبّر عن روحه وفكره.
وترى الأشقر أنّ الفنّ التشكيلي السوري حالياً بأوج مراحل النضوج حيث يوجد فنانون سوريون قدّموا معاناتنا بشكل إبداعيّ. ما يدعو إلى تقدير وتشجيع كلّ التجارب الفنية السورية الجادة.
الفنانة التي انتقلت للعيش في إسبانيا قبل سنتين تضع نصب عينيها تقديم الفنّ السوري بأجمل شكل من خلال تواجدها في المغترب. وتؤكّد أنّ الفنّ لدينا ومنذ القِدم يمتلك هوية فنية خاصة، لها قدسيتها ومكانها. وأوضح مثال عليها مباني الأندلس وقصورها التي تعبّر عن فنّنا الشرقيّ الأصيل.
وتدعو أمينة سرّ اتحاد الفنانين التشكيليين سابقاً في فرع السويداء لزيادة الدعم المادي والمعنوي للفنانين السوريين لينعكس ذلك على الفنّ التشكيلي، لا سيّما أن الدعم هو أساس إبداع الفنانين.
وتعبّر الفنانة الأشقر عن تفاؤلها بمستقبل الفنّ التشكيلي السوري وتختم حديثها بالقول: متفائلة جدّاً لأنه من رحم المعاناة يولد الأمل، وبعد كلّ ما مرّ على شعبنا ووطننا من معاناة وألم ستعود سورية قوية بشعبها وفنّها.
الفنانة الأشقر عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، خرّيجة كلّية الفنون الجميلة قسم اتصالات بصرية عام 1996 وعملت مدرّسة ومديرة لمركز الفنون التشكيلية في السويداء. كما كانت مدرّسة محاضِرة في قسم الاتصالات البصرية في كلّية الفنون الجميلة الثانية في السويداء، وعملت في مجال رسوم الأطفال وشاركت في عدد من ورش العمل، وأشرفت على ملتقيات فنّية. ولديها عدد من المعارض الفردية والجماعية في سورية ومشاركات في معارض جماعية في إسبانيا.
«سانا»