سورية على مشارف الإنجاز

إبراهيم وزنه

على امتداد 88 عاماً هي عمر المسابقة الكرويّة الأكبر والأشهر عالمياً، شهد كأس العالم مشاركة 8 دول عربيّة، ترك بعضها أثراً قوياً في تاريخ المسابقة، وجاء بعضها الآخر باهتاً بلا إضافة حقيقيّة. والجدير ذكره، أنّ مصر كانت قد حظيت بشرف أن تكون أول سفير للعرب في المونديال العام 1934 الذي نظّمته إيطاليا، أي في ثاني بطولة مباشرة. وشاءت الصّدف أن يكون تأهّلها إلى النهائيّات على حساب دولة عربية أخرى هي فلسطين.

وخلال 88 عاماً، نجحت ثماني دول في تمثيل الكرة العربيّة في كؤوس العالم، وهي: مصر في العام 1934 في إيطاليا، والمغرب في العام 1970 في المكسيك، وتونس في العام 1978 في الأرجنتين، والجزائر والكويت في العام 1982 في إسبانيا، والعراق والمغرب والجزائر في العام 1986 في المكسيك، والإمارات ومصر في العام 1990 في إيطاليا، والمغرب والسعودية في العام 1994 في الولايات المتحدة الأميركيّة، والسعودية والمغرب وتونس في مونديال فرنسا في العام 1998، والسعودية وتونس في مونديال كوريا الجنوبية واليابان في العام 2002، والسعودية وتونس أيضاً في مونديال ألمانيا في العام 2006، والجزائر وحيدة في جنوب أفريقيا في العام 2010 والبرازيل في العام 2014. وعلى صعيد النتائج، فقد حقّقت تونس أول فوز عربي في النهائيّات خلال مونديال الأرجنتين، عندما تغلّبت على المكسيك 3-1. وإذا كانت تونس حقّقت أول فوز عربي في النهائيّات، فإنّ الجزائر حقّقت مفاجأة من العيار الثقيل عندما هزمت ألمانيا الغربية في مونديال إسبانيا 82 بنتيجة 2 ـ 1 .

وكانت الكويت أول دولة خليجيّة تشارك في المونديال 1982 ، وفيه تعادلت مع تشيكوسلوفاكيا 1-1. أمّا السعودية، فهي الأكثر حضوراً في المونديال 5 مرّات من ضمنها روسيا 2018 .

وبالأمس، فازت مصر على الكونغو بنتيجة 2 ـ 1 لتنضمّ إلى السعودية، وجاء تأهّل مصر الثالث بعد غياب 28 عاماً. وماذا بعد؟ فالآمال ما زالت معقودة على تأهّل سورية للمرّة الأولى في تاريخها، وقد يتحقّق الحلم السوري اليوم في أستراليا، حيث سيخوض «نسور قاسيون» مباراة الإياب مع مضيفهم، بعد تعادلهم ذهاباً بنتيجة 1 ـ 1 في ماليزيا، والسبيل للتأهّل يلزمه تعادل بنتيجة 2 ـ 2 أو الفوز، كما أنّ المغرب يتحضّر للمشاركة الخامسة أيضاً بشرط تعادله في الجولة الأخيرة في الشهر المقبل مع منتخب ساحل العاج أو الفوز عليه. وعلى خطّ تونس، فهي ستحسم تأهّلها إلى المونديال في حال فوزها على غينيا، مع تعثّر الكونغو الديمقراطية بالهزيمة أو التعادل أمام ليبيا، كما سيضمن نسور قرطاج تأهّلهم في حال تعادلهم وخسارة الكونغو الديمقراطية.

أمّا بالانتقال إلى لبنان، فيبدو أنّ الغياب سيبقى ملازماً لمنتخبنا الوطني عن العرس الكروي العالمي، ومردّ ذلك لأسباب، أبرزها الارتجال في التعاطي مع اللعبة، غياب نظام الاحتراف، انعدام الثقافة الكرويّة عند معظم لاعبي الأندية، انعدام الثقة بين اللاعبين وإدارات أنديتهم، كثرة الخلافات الجانبيّة على جنبات اللعبة مع تأثّر الواقع الكرويّ بالجوّ السياسي. ويبدو أنّ أقصى طموحاتنا انحصرت بالتأهّل إلى كأس آسيا، حيث سيخوض منتخبنا اليوم مباراة حاسمة مع نظيره الكوري الشمالي، ويلزمه الفوز للسفر إلى الإمارات 2019.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى