العبادي يحذّر البيشمركة من الصِّدام مع القوات الاتحادية ومحادثات قريبة بين لافروف والجعفري في موسكو
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قوات البيشمركة إلى عدم التصادم مع القوّات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وكردستان العراق، مؤكّداً أنّ إدارة الأمن في هذه المناطق من سلطة الحكومة الاتحادية.
وقال العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أمس: «أدعو قوّات البيشمركة إلى عدم التصادم مع القوّات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها». وأضاف: «إدارة الأمن في المناطق المتنازع عليها من صلاحيات الحكومة الاتحاديّة».
وقال: «كلّ قيادات العالم أكّدت دعمها للعراق في إجراءات بسط السلطة الاتحادية على أراضيه».
وأكّد أنّ القوات المشتركة حرّرت مناطق لم تصل إليها أيّة قوة عسكريّة منذ عهد النظام السابق، مشيراً إلى أنّ العام الحالي سيشهد نهاية تنظيم «داعش» في العراق.
وقال العبادي، إنّ «الرّعب اليوم يسيطر على الـ»دواعش» في كلّ مكان»، مضيفاً: «كما وعدنا، فإنّ هذا العام سيشهد نهاية «داعش» في العراق».
ومضى العبادي إلى القول، إنّ «القوات المشتركة تمكّنت من تحرير مناطق لم تصل إليها أيّة قوة عسكرية منذ عهد النظام البائد».
إلى ذلك، كشف سفير العراق في روسيا، حيدر منصور هادي، أنّ وزير خارجية بلاده، إبراهيم الجعفري، يعتزم بحث الوضع في كردستان العراق بعد الاستفتاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته لموسكو.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد أعلن في وقت سابق أنّ الجعفري سيقوم بزيارة إلى موسكو، في العشرين من تشرين الأول المقبل، حيث سيعقد لقاءات مع لافروف ونائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين.
وقال هادي، في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ قناة «روسيا اليوم»، إنّ «وزير الخارجية سيزور موسكو في المستقبل القريب ويجتمع مع لافروف، بالطبع ستُناقش مشكلة هذا الاستفتاء».
وأجرى إقليم كردستان يوم 25 أيلول الماضي، استفتاءً حول الاستقلال عن العراق. ووفقاً للّجنة المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كردستان، صوّت 92.7 من الناخبين لصالح الاستقلال عن العراق.
هذا، وترفض حكومة بغداد الدخول في حوار مع الإقليم قبل إلغاء نتائج استفتاء الانفصال الذي أجرته، وهو الشرط الذي ترفضه إدارة الإقليم وتتمسّك به، مع الموافقة على إجراء حوار غير مشروط. واتّخذت بغداد عدداً من الإجراءات العقابيّة ضدّ المنطقة الكرديّة، ومنها تعليق الرحلات الجويّة الدوليّة مع إقليم كردستان بعد أن رفضت حكومة الإقليم تسليم مطارَيْ أربيل والسليمانية للحكومة المركزية.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال في 27 أيلول الماضي، إنّ الحكومة العراقيّة لن تتحاور بشأن نتائج الاستفتاء، وإنّها ستفرض سلطة القانون في كلّ مناطق الإقليم بقوّة الدستور. كذلك فوّض مجلس النوّاب العراقي في جلسة استثنائيّة العبادي نشر قوات في كركوك.
وأصدر البرلمان العراقي قراراً يُلزم رئيس الوزراء بنشر قوات في كلّ المناطق المشتركة مع الكرد، داعياً الادّعاء العام العراقي بإبعاد وملاحقة كلّ الموظّفين والمسؤولين الحكوميّين الذين دعموا الاستفتاء.
وعارضت الدول المجاورة لكردستان العراق، وعلى رأسها تركيا وإيران، هذا الاستفتاء، وكذلك فعلت الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وكشفت وزارة النفط العراقية، أنّ بغداد ستُعيد فتح خطّ أنابيب نفط قديم يصل إلى تركيا متجاوزاً الخط الذي تديره حكومة إقليم كردستان العراق.
ويرى مراقبون، أنّ نجاح العراق في تشغيل خطّ الأنابيب هذا، سيؤدّي إلى «شلّ» إمدادات النفط من إقليم كردستان العراق إلى تركيا الراغبة أصلاً بالاستغناء عن نفط الإقليم.
وطلب وزير النفط جبار اللعيبي من شركة نفط الشمال المملوكة للدولة، والتي تتولّى تشغيل حقول كركوك، وشركة المشاريع النفطيّة وشركة خطوط الأنابيب الحكوميّة، بالبدء في «عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي».
ويعبر خط الأنابيب الواصل بين كركوك وجيهان منطقة استولى عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في 2014، واستعادتها القوات العراقية خلال العامين الماضيين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدّد بإغلاق صنبور خط أنابيب نقل النفط من إقليم كردستان العراق عبر أراضي بلاده، بعد استفتاء انفصال الإقليم عن العراق.
ميدانياً، أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، الثلاثاء، عن انطلاق عمليّة عسكريّة واسعة لتعقّب تنظيم «داعش» الإرهابي شرق ديالى.
وقال العزاوي في حديث، إنّ «قوات أمنيّة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي، بإسناد من قِبل طيران الجيش، انطلقت في عملية عسكريّة واسعة لتعقّب عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في حوض الندا 45 كم شرق بعقوبة من عدّة محاور».
وأضاف العزاوي، إنّ «العملية ستشمل مناطق واسعة من حوض الندا، وتجري وفق معلومات استخباريّة دقيقة»، لافتاً إلى أنّ «العمليّة تأتي في إطار استراتيجية القيادة في إنهاء أيّ نشاط لخلايا «داعش» ضمن حدود المسؤوليّة الأمنيّة لتعزيز الاستقرار والأمان».
وفي السِّياق، نقلت مصادر عن مسؤول كردي قوله، إنّ نحو ألف شخص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» سلّموا أنفسهم إلى السلطات الكرديّة في شمال العراق خلال الأسبوع الماضي.
وأكّد المسؤول، أنّه من غير المرجّح أن ينتمي جميع هؤلاء إلى التنظيم الإرهابي، وتابع: «من الإنصاف القول إنّ مئات منهم عناصر «داعش»، لكنّ ذلك سيتّضح بعد استجوابهم».