جمعة: لا يجوز لهذا الإرث من العمل الاغترابي أن يندثر أو يُلغى فواز: لتضافر الجهود وتوحيد الإرادات من أجل إنقاذ الجامعة الثقافية

علي بدر الدين

عقد المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، مؤتمره القاري الثامن في مقرّه في بيروت، بحضور مدير عام وزارة المغتربين المحامي هيثم جمعة، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة اللبنانية ورئيسها السابق أحمد ناصر، نائب رئيس الجامعة وممثل المجلس العالمي القنصل رمزي حيدر، رئيس المجلس القاري عباس فواز وأعضاء الهيئة الإدارية ورؤساء المجالس الوطنية الحاليين والسابقين وممثّلين عن الجاليات اللبنانية في أفريقيا.

جمعة

بعد النشيد الوطني، ألقى جمعة كلمة هنّأ فيها بانعقاد المؤتمر والتزام المجلس القاري بقوننة عمله الذي يؤكد الحرص على بناء المؤسسة الاغترابية التى نطمح إليها من أجل الاغتراب والجاليات اللبنانية في أفريقيا.

وقال: إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظلّ تحدّيات في أفريقيا والعالم من النواحي الاقتصادية والسياسية، وحتماً ستطال الجاليات اللبنانية التي هي جزء من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والمجتمع. إن الجاليات في أفريقيا تشكّل صمّام أمان كونها تمثل قوة للاستثمارات فيها. معتبراً أنّ المجلس القاري الأفريقي يعتبر ركناً أساسياً من أركان الجامعة اللبنانية الثقافية، وهو يمثل اللبنانيين في أفريقيا وليس له أي صبغة طائفية أو مذهبية وهو لكلّ اللبنانيين. من مهامه توثيق العلاقة بين لبنان وأفريقيا، مشدّداً على إكمال مسيرة الجامعة لأنه لا يجوز لهذا الإرث المستمر منذ اكثر من 60 سنة من العمل الاغترابي، أن يندثر أو يلغى وأنتم القاعدة الاساسية لهذه الجامعة وبذلتم من أجلها الجهود ونحن على مشارف توحيدها.

وختم: نحن على ثقة في أن المؤتمر سيخرج بمقررات تعود بالخير على أفريقيا ولبنان وجالياته.

فواز

ثمّ ألقى فواز كلمة قال فيها: يشكّل انعقاد هذا المؤتمر محطة مهمة في مسيرة المجلس القاري الأفريقي التي لطالما حفلت بالإنجازات، إن على مستوى الاغتراب اللبناني في أفريقيا أو على مستوى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، التي يُعتبَر المجلس ركناً أساسياً وفاعلاً ومؤثراً فيها على مدى عقود خلت. وأمام مجلسكم اليوم وكما في الغد تحدّيات وواجبات ومسؤوليات لا بدّ من مواجهتها والتعاطى معها بروح من المسؤولية والتعاون والوحدة التى يجب أن تظلّل عملنا لأنه من خلالها تترجم أقوالنا إلى أفعال، وننجح معاً في قيادة سفينة الاغتراب والمجلس، ونحقّق ما عجزنا عن تحقيقه ليس لعجز أو تقصير، بل نتيجة لظروف خارجة عن إرادة الجميع.

وأضاف: نحن اليوم أمام تحدّ جديد في ظلّ متغيرات وتطورات يشهدها العالم ومنها القارة الأفريقية حيث يتواجد مئات آلاف من اللبنانيين، والتي لن تكون بمنأى عنها، ولا يمكن لنا جميعاً أن نغضّ الطرف أو ندير ظهورنا لما يحصل، بل علينا أن نكون على الدوام في يقظة مما يجري حولنا وبخاصة أن الاغتراب اللبناني في أفريقيا ليس طارئاً أو حديثاً، بل هو متجذر في تاريخ أفريقيا وجغرافيتها وعامل مهم في إعمار دولها وإنمائها باعتراف من رؤساء دولها وحكوماتها وشعوبها، وهي باتت بالنسبة إلينا وطننا الثاني.

وتابع: إننا من خلال مسؤوليتنا في المجلس القاري على مدى سنتين ونيف، قمنا بواجبنا حيال ما واجهنا من ملفّات وقضايا بمسؤولية وأمانة واقتدار. ولن نألو جهداً أو وقتاً من أجل تحقيق ما وعدنا به أمامكم في المؤتمر القاري السابع، وظللنا أوفياء لثقتكم الغالية التي شكّلت لنا حافزاً إضافياً للقيام بما هو واجب ومطلوب على أكمل وجه.

وأردف: قرّرنا القيام بجولة تشمل عدداً من الدول الأفريقية للقاء الجاليات اللبنانية وتنشيط المجالس الوطنية وتفعيلها وتنظيم انتخابات في بعضها، وفي الحقيقة تم الاتفاق على هذه الجولات وتم تسمية الوفد لكن أموراً خاصة استجدت فتم تأجيلها، ولم تلغ. وتابعنا الكثير من الاحداث التي حصلت في بعض الدول الأفريقية وخاصة في اجتماعاتنا في جوهنسبرغ مع مسؤولي الجاليات في أفريقيا وتم التداول في ما بيننا في أوضاع الجاليات وطرق التعاون في المستقبل. كما تطرقنا إلى الظروف الأليمة التي أدّت إلى سقوط ضحايا من أبناء الجاليات في بعض الدول الأفريقية لا يتسع المجال لذكرها، وتابعنا توجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتخفيض أسعار تذاكر طيران الشرق الاوسط ميدل إيست وأن تشمل رحلات الشركة الوطنية معظم الدول الأفريقية حيث يتواجد المغتربون اللبنانيون. كما طالبنا وسنواصل رفع صوتنا لافتتاح قنصليات في دول أفريقية عدّة للتخفيف عن اللبنانيين أعباء السفر والتكلفة والوقت لأنه من غير المقبول أن يبقى المغترب اللبناني في أفريقيا يعاني ودولته قادرة على الوقوف إلى جانبه كما هو وقف معها ودعم اقتصادها في ظروف صعبة، ومن حقه على دولته أن تتحمل مسؤولياتها من دون تلكؤ أو مماطلة. وشاركنا في عدّة مؤتمرات وندوات على مستوى التعاون العربي ـ الأفريقي في بيروت والقاهرة وجوهنسبرغ. وشاركت مع وفد من المجلس في المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان وكان بعنوان «خارطة الطريق والتمويل المتاح لاستثمارات ناجحة» وكان لمشاركتنا الاثر الايجابي الفعال حيث دعونا إلى التعاون والتنسيق وفتح الاستثمارات المتبادلة من الدول العربية والأفريقية وبخاصة أن فيها مغتربين لبنانيين ناجحين وقادرين بخبراتهم على النجاح في أي استثمار.

وأضاف: لا بدّ ونحن هنا في حضرة نخبة من المغتربين اللبنانيين الذين نقدر تضحياتهم وجهودهم وحرصهم على الجامعة اللبنانية الثقافية أن نؤكد أننا مدماك أساس من مداميكها وقدّمنا مع أخوتنا في الاغتراب الكثير من اجل ديمومتها ووحدتها، وتصدّينا لكل محاولات استهدافها والنيل منها. وقد نجحنا بفضل تعاون الجميع في إنقاذها من الأخطار المحدقة بها، ولكننا للاسف لم ننجح في منع الانقسامات الحاصلة، ونأسف لأنّ الدولة وتحديداً وزارة الخارجية والمغتربين لم تتدخل كثيراً أو قليلاً لمنع تداعيات هذا الانقسام الذي يجب ألا يطول، عدا عن محاولات المدير العام الاستاذ هيثم جمعة الذي كان دائماً على تنسيق معنا من أجل ديمومة الجامعة ووحدتها، وحرصه على مصالح المغتربين، والذي صال وجال في بلاد الاغتراب سريعاً، وحيث كانت الحاجة تدعو ملبّياً النداء. وعلينا جمعياً مسؤوليات توحيد الجامعة بروح من التعاون والمسؤولية والموضوعية وتجاوز المحاور والأحلاف، لأن مصلحة الوطن والاغتراب والجامعة يجب أن تكون فوق مصالح الاشخاص والفئات والمجموعات. وقد حان الوقت لتتضافر الجهود وتتّحد الإرادات لطيّ ملفّ الانقسامات وإنقاذ الجامعة قبل فوات الاوان. ونوجه دعوة صريحة إلى المعنيين من الجهات الرسمية بالملف الاغترابي أن يعيروا الجامعة الحاضنة الشرعية للمغتربين ما تستحقه أسوة بملفات كثيرة مطروحة على طاولة المعالجة، لا سيما أن لهذه الجامعة سجلاً مشرقاً ومشرّفاً في تاريخ لبنان، ولا يجوز بعد اكثر من سبعة عقود أن تُطلَق عليها رصاصة الرحمة والدولة تساعد وتتفرج على احتضارها.

وتابع: إننا في المجلس نعتبر أن وحدة الجامعة هدف سام من أهدافنا ومن مشروعنا الوطني الاغترابي الجامع ولا نتهاون في أي عجز أو تقصير إزاءها، ونؤكد لكم وأمامكم أن يدنا ممدودة ومفتوحة لكلّ حوار جاد ومسؤول يؤدّي إلى هذه الوحدة التي يرغبها المغتربون اللبنانيون. إن الجامعة مؤسسة اغترابية تمتد جذورها في كل أصقاع العالم وهي ضمير المغتربين اللبنانيين بكل طبقات المجتمع الاغترابي ولا يجوز تفضيل أو إيجاد جمعيات نخبوية اقتصادية كانت او مالية لتحل مكانها أو تسلبها دورها.

وطالب فواز الدولة بتعيين قناصل للبنان في الدول الأفريقية على أن يتمتعوا بصلاحيات تخوّلهم تسهيل معاملات أبناء الجالية من الاحوال الشخصية وجوازات السفر وتخفيفاً لمعاناتهم والتكلفة المالية فمنهم من يضطر إلى اجتياز مسافات كبيرة للوصول إلى قنصليات أو سفارات في دول أخرى. او بانتظار زيارة الوطن لإنجاز معاملاتهم يعني التأخير في إنجازها.

مداخلات وهيئة إدارية جديدة

وقدّم عدد من المشاركين في المؤتمر مداخلات تمحورت حول أوضاع الجاليات ومعاناتها الناتجة عن غياب الدول وعدم اهتمامها بالمغتربين اللبنانيين في أفريقيا، منوّهين بعقد هذا المؤتمر وأهميته، متمنّين على الرئيس والاعضاء المتابعة لجهة حثّ الدولة على تعيين قناصل ولجهة فتح خطوط طيران جديدة لشركة «ميدل إيست» إلى عدد من الدول الأفريقية. والطلب إلى المسؤولين في الدولة بالزيارات إلى أفريقيا والاطلاع على أوضاع المغتربين والتواصل مع رؤساء وحكومات هذه الدول.

وبعد أن أجاب فواز على أسئلة المتحدّثين واستفساراتهم حول مطالب الجاليات اللبنانية في أفريقيا واحتياجاتها، تم بعد ذلك انتخاب رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية بإجماع الحاضرين على اللائحة وذلك وفق ما يلي:

عباس فواز رئيساً، نجيب زهر رئيساً فخرياً، علي سعادة نائباً أوّل للرئيس، عاطف ياسين نائباً ثانياً، علي النسر مسؤولاً للشؤون المالية، ابراهيم عيساوي نائب رئيس، محمد الجوزو نائب رئيس مكلّف للشباب والرياضة، معروف الساحلي أميناً مالياً للصندوق، ابراهيم فقيه أميناً عاماً، كمال عكر مساعداً لأمين الصندوق، نمر ثلج أميناً عاماً مساعداً لأفريقيا، عزّت عيد مسؤول العلاقات الأفريقية، جميل راجح أميناً عاماً للإعلام، حسن يحفوفي مسؤول الشؤون الاقتصادية في أفريقيا. قاسم صفي الدين، عادل الرز، نجيب طنوس، هاشم هاشم ونديم باسيل أعضاء.

ثم تمّ تشكيل هيئة شبابية من 11 شخصية اغترابية تمثل الشباب المغترب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى