كتالونيا تجمّد إعلان الانفصال وتفسح المجال للحوار

أعلن رئيس كتالونيا كارليس بوتشديمون أمام البرلمان أن «الإقليم استحقّ بفعل نتائج استفتاء 1 تشرين الأول أن يكون دولة مستقلة، لكنه اقترح تعليق إعلان الانفصال عن إسبانيا لإفساح المجال للحوار».

ودعا بوتشيمون في كلمته أمام البرلمان الكتالوني أمس، «إلى الحفاظ على الهدوء وخفض مستوى التوتر»، قائلاً: «يجب علينا الامتناع عن إثارة العنف، ويجب خفض التوتر».

وأضاف بوتشيمون لبرلمان الإقليم «أقبل التفويض بضرورة أن تصبح كتالونيا دولة مستقلة في صورة جمهورية»، مقترحاً «إرجاء آثار إعلان الاستقلال لإجراء محادثات بهدف التوصل إلى حل متفق عليه».

لكنه لم يصل إلى «حدّ طلب دعم صريح من البرلمان لإعلان الاستقلال في تصويت».

ووصف استفتاء الانفصال بـ «النجاح السياسي واللوجستي»، مشدّداً على أنّ «التصويت تحقق رغم محاولات السلطات في مدريد عرقلته».

وأعلن: «شعب كتالونيا اختار الاستفتاء، واختار أن يكون له مستقبل خاص يقرّر فيه مصيره بيده»، مضيفاً: «نريد أن نعزز من التعاون والتفاهم بيننا وبين إسبانيا».

وشدّد على أنّ «إقليم كتالونيا بإجرائه الاستفتاء، استحق أن يكون دولة مستقلة على شكل جمهورية، وأن يستمعوا إلى إرادته، مقترحاً في الوقت نفسه تعليق إجراءات إعلان الاستقلال عن الدولة الإسبانية لأسابيع عدة لفتح المجال للحوار مع السلطات في مدريد والوساطة».

وأضاف «أن الخلاف بين الإقليم والدولة الإسبانية يمكن حله بشكل عادل عبر التفاوض»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة الإسبانية فضلت أن تخطو للخلف بشأن استقلال إقليم كتالونيا».

وبحسب معطيات السلطات الكتالونية، فإنّ «قرابة 90 في المئة من المشاركين في الاستفتاء الذي نظم في 1 تشرين الأول الحالي وغير المعترف من قبل مدريد، صوتوا لصالح الانفصال، فيما بلغت نسبة المشاركة نحو 43 في المئة».

وسبق أن حث رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، سلطات كتالونيا قبل إطلاق جلسة برلمان أمس، على «احترام النظام الدستوري وعدم إعلان قرارات تجعل الحوار مع مدريد أمراً مستحيلاً»، مؤكداً أنّ «الخيار البديل سيكون سيئاً بالنسبة لكتالونيا وإسبانيا وأوروبا».

وفي إشارة إلى أجواء الترقب التي سادت إسبانيا في انتظار حلول المساء، تم إغلاق الحديقة على مشارف البرلمان في برشلونة صباح أمس.

كما انتشرت الشرطة المحلية حول البرلمان للحؤول دون أي تجاوزات من قبل المتظاهرين.

وكانت قد ذكرت وسائل إعلام إسبانية «أن بوتشيمون كتب وأعاد صياغة خطابه، محاطاً بمستشاريه ومتردداً بين أنصار الرحيل بلا تردّد والذين يخشون أن يكون العلاج، أي الاستقلال، أسوأ من العلة نفسها وهي وصاية مدريد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى