عشق الصباح
عشق الصباح
العشق أوله دمشق وكل جهاته شآم العرين. هنا يستيقظ الضوء مُضمخاً بعطر الياسمين من قمة قاسيون حتى وهج الشمس. عند عتبات قاسيون يسجد الشوق في محراب الذاكرة. يا للذكريات، أينما اتجهت أجدني في تفاصيل الأمكنة والوجه والشبابيك المزنرة بالتارتج والفل والياسمين والجمال الشامي. أربعون من السنين تحت ظلال الياسمين، ما بدلني الغياب تبديلاً. لا البحر ولا اللازورد ولا النوارس ولا شرفة الحبق ولا سفوح الزيتون ولا حاكورة الرمان، وشغفي بكل ما يُحيطني من جمال الطبيعة وألفة الأحبة. أخذوني من ذاكرة الحنين لشآم الياسمين التي تسكنني بكل تفاصيلها. هنا لا أعرف إلا لغة العشق وأنا أمشي من باب شرقي إلى باب توما ثم النوفرة وحمام ويمام الأموي والحميدية، إلى الميدان ذاكرة لا تُنسى. ها أنا في صباح الشام يستعيدتي مقهى الشرق الهافانا، أول قصة كتبتها. فهنا وحيداً يمشي. صباح العطر دمشق العرين، صباح النصر اليقين.
حسن ابراهيم الناصر