أنا وأنت
أنا وأنت
في كلّ مساء، أجدل حبلاً من ضياعي والأحلام. أتسلّق فيه حتى السماء، أضيف نجوماً وشهباً لهذه الحياة. أطارد أطيافاً تسبح على الجدران. هاربة من ألم التفتت والبعاد. فيغدو نسيم الليل سوطاً يجلد، والتنهيد كابتلاع الاشواك.
لك ألف ذراع، واحدة تحضن، أخرى تسقي، تلك تداعب خصل شعري، والمتبقية بقوة تخنقني. لك ألف عين، واحدة تبكي، أخرى تغازل والمتبقية عليّ مثل الجلاد الحارس. كل ما فيك جارح.
واقفة بلا مكان ومن حولي تتسابق الأحداث. كأوراق الخريف سقط قلبي أصفر. ليتني أستطيع النسيان. ليتني ساحرة تملك عصا، تمحو بحركة جروحاً حفرت في الأعماق. تمسح على فؤاد لتنسيه قسوة الأيام. ترمي غباراً يزرع بسمة على الشفاه. وتخمد جمرات الندم.
كنت طفلة بعمر زهرة. صدّقت وعداً وبنت قصراً. رقصت فرحاً، كتبت قصصاً. وبقوة إلى المستقبل ركضت. أنا كنت طفلة.
كنت أنت مارداً مرحاً، فارساً عن صهوة حصان ترجل. عظيماً شامخاً كنخلة. كنت حبّي الأوحد.
مع الوقت كلّ أقنعتك سقطت. قرصان بحر يجمع الدرر. يحرق الجُزر. يُغرق كل السفن في بحر أسود. ويعود كل مساء بالغنائم محمّلاً.
ليتني أستطيع النسيان، والوثوق مجدّداً بالإنسان.
رانية الصوص