جواني لـ«العالم»: إسقاط النظام السوري لا يزال هدف أنقرة
أكد مستشار ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الإيراني يد الله جواني «تواجد قوة قدس التابعة للحرس بقيادة قاسم سليماني في الصف الأول في جبهات القتال ضد تنظيم «داعش» التكفيري الإرهابي في العراق وسورية، للدفاع عن الشعبين السوري والعراقي ومقدساتهما وحكوماتهما المشروعة»، مشيراً إلى «أنّه تمّ إيقاف «داعش» عند حدودها، مشككاً في «مصداقية التحالف الأميركي لمحاربة «داعش» والإرهاب».
وقال جواني: «لقد مني داعش بهزيمة مدوية خلال الأشهر الأخيرة، في وقت كان يتصور أنّ في استطاعته السيطرة على مدن كبيرة، وتوسيع دائرة نفوذه، حتى أنه كانت قد خطط للسيطرة على دمشق لكنه فشل». وأضاف: «لقد استطاع «داعش» ومن خلال مؤامرة معقدة أن يسيطر في فترة زمينة قصيرة في ثلاث محافظات في العراق هي صلاح الدين والأنبار ونينوى وعلى مدن كبيرة ومهمة مثل تكريت والموصل، وكان يعتبر أنّ الظروف الحالية ستمكنه من السيطرة أيضاً على سامراء وبغداد ومناطق مهمة واستراتيجية أخرى».
واتهم جواني «داعش» بـ «استخدام المدنيين دروعاً بشرية»، موضحاً «أنّ مواجهة هذه التنظيمات تحتاج إلى وقت، حيث تتمسك الحكومتان السورية والعراقية بضرورة تجنيب المدنيين الخسائر في هذه المواجهة».
وحول التحالف الدولي وما يقوم به ضد «داعش» في سورية والعراق، اعتبر «أنّ طريقة ومنهجية التحالف ضد «داعش» لن توصل إلى نتيجة»، مشيراً إلى المساعدة التي تقدمها إيران إلى العراق في مواجهة «داعش» والتهديدات الإرهابية، وقال: «لقد كانت إيران، ومنذ البداية، على ثقة بأنّ كل ذلك هو نتاج مؤامرة دولية على المنطقة».
وكشف جواني «أنّ هناك وثائق ومستندات كثيرة تثبت أنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية والكيان و«إسرائيل» وبعض الدول العربية تقف وراء هذه المجموعات التكفيرية الإرهابية»،
موضحاً «أنّ إيران تقف في هذا الخضم إلى جانب الحكومات المشروعة والشعوب في المنطقة، وقد أعلنت في سورية أنها تدعم الحكومة القانونية للرئيس الأسد، والشعب السوري، في مواجهة هذه المؤامرة، وكذلك الحال في العراق».
وأكد جواني «أنّ إيران قامت بنقل خبراتها وتجاربها التي اكتسبتها خلال الـ36 سنة الماضية والحرب المفروضة، ومواجهة المجموعات المسلحة والإرهابية، وذلك عبر قوة فيلق قدس التابع لحرس الثورة الإسلامية، وهي تقف إلى جانب الحكومات المشروعة في المنطقة».
ورأى جواني «أنّ الداعم لحكومة الرئيس بشار الأسد هو الشعب السوري الذي أظهر ذلك في الانتخابات»، لافتاً إلى «أنّ الشعب السوري وبعد التطورات التي حصلت وبالاستفادة من تدريبات وخبرات واستشارات الجمهورية الإسلامية تمكن من الوقوف في وجه «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية».
وشكك جواني في صدقية دعوة الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي ضد «داعش»، قائلاً: «إنّ الأميركيين لا يريدون محاربة الإرهاب، وقد احتلوا تحت هذه الذريعة أفغانستان والعراق منذ أكثر من عقد، لكنّ نظرة الولايات المتحدة وحلفائها إلى هذا الموضوع كانت براغماتية».
وتابع: «لقد حذرت إيران من أنّ حدودها وحتى بعض المدن والمناطق الحدودية داخل العراق والمناطق الكردية تمثل خطاً أحمر، ولن تسمح بأن ينتقل عدم الاستقرار نحو حدودنا».
وانتقد جواني موقف المتفرج من قبل تركيا على مدينة عين عرب، معتبراً «أنّ هدف تركيا من إعلان استعدادها للانضمام إلى الائتلاف الدولي ضد «داعش» وربط ذلك بشروط، ليس مواجهة التنظيم، وإنما إسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد، فـ»داعش» ليس أولوية لدى تركيا، خصوصاً وأنّ أنقرة ساهمت في إيجاد هذا التنظيم الإرهابي والمجموعات التي شكلته، وكانت بعض مناطق تركيا بمثابة مخيمات تدريب له ولعناصره وتقدم لهم الخدمات الطبية والعلاجية والتجهيزات والأسلحة والعتاد والتنسيق».