مختصر مفيد ديمة منصور ونبيه بري
مختصر مفيد ديمة منصور ونبيه بري
عرفتُ الرئيس نبيه بري شاعراً مرهَفاً يتذوّق الحرف ويصنع منه خبزاً طازجاً على موائد السياسة والثقافة. وعرفتُه سياسياً ماهراً تتلاعب الكلمات بين يديه في صناعة الموقف وخوض السجال. ومضت على هذه المعرفة أربعة عقود من المحبة الخالصة لا دخلت عليها المصالح لتفسدَها ولا شابها نفاق أو شوّهت نقاءها مجاملة.
في جلسة تذكّر للماضي البعيد، وحيث الكلمة سيف قاطع وموقف ممانع، استذكرت مع الشاعر نبيه بري بعضاً من كلمات قالها أو كتبها في مناسبات لم يحِن أوانُ نشرها، وقلت هذه عبقرية اللغة عند القائد حباك الله بنعمته التي ندر أن منحَها لسواك مثلك.
أمسك الرئيس بري بدفتر شعر عن مكتبه، وقال اسمع، هذا ما كتبته فتاة يافعة. وأخذ يقرأ بشغف ويشرح وتُبرق عيناه لكلمات في الفلسفة والسياسة والوجود والإنسانية. ويقول مختتماً: الأرض التي تنجب هؤلاء هي العبقرية. فسألت عن الاسم فقال ديما منصور.
بحثت عنها واتصلت بها، وهنّأتها على ما سمعت وفوجئت بتدفّقها ووضوح ما تريد. وتشبثها بألا يفسد معدنها غرور أو تطفئ إشعاع نورها الأضواء. وطلبت منها أن تكتب، وكتبت وأرسلت لي أولى مساهماتها للنشر في «البناء».
تحية للطالبة ديما منصور وللأستاذ نبيه بري.
ناصر قنديل
ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.