لافروف: نرفض الانزلاق نحو أنماط بدائية في المواجهة مع الغرب
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة التحديات العالمية، مشيراً الى أن بلاده ترفض الانزلاق نحو «أنماط بدائية» في المواجهة مع الغرب.
وقال لافروف إنه «بغض النظر على التصرفات غير الودية للشركاء الدوليين، ما زلنا ضد الانزلاق نحو منهج الأنماط البدائية في المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب. وروسيا جاهزة للاستمرار في المساهمة بشكل بناء لحل المشاكل العابرة للحدود على أساس الاحترام المتبادل والمساواة».
واعتبر الوزير الروسي أن بدء الأزمة الأوكرانية لم يخف التهديدات العالمية «إذ يكفي ذكر الحرب الحقيقية التي يخوضها المتطرفون في سورية والعراق، والصراع «الإسرائيلي» – الفلسطيني، والوضع في أفغانستان. ولا ننسى الأزمات في أفريقيا، حيث ساعدنا الاتحاد الأوروبي في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وعملنا بشكل مشترك ضد القراصنة» في الصومال.
وأكد أنه بالجهود الجماعية وحدها يمكن بشكل فعال مواجهة التحديات العالمية مثل الإرهاب وتجارة المخدرات وانتشار أسلحة الدمار الشامل والهجرة غير الشرعية وتغير المناخ وغيرها الكثير، و لفت إلى أن «رفض العمل المشترك لا يعتبر خياراً للعلاقات بين روسيا والغرب، لا لنا ولا لهم».
وفي السياق نفسه، أعلن مفوّض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، قسطنطين دولغوف، أن بلاده تصرّ على إجراء تحقيق مستفيض في انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا.
وأشار بيان صدر عن المفوض الروسي يوم أمس إلى أن بعض الدول الغربية تجاهلت انتهاكات حقوق الإنسان بشكل صارخ وعلى نطاق واسع في أوكرانيا على مدى الأشهر الماضية لصالح طموحاتها الجيوسياسية.
وأعرب دولغوف عن استيائه بشأن محاولات إقناع المجتمع الدولي بأن ما يحدث في أوكرانيا، بما في ذلك الانقلاب غير الدستوري وعزل الرئيس الشرعي، يحمل طابعاً قانونياً، مؤكداً أن ذلك بمثابة خرق صارخ للقيم الديمقراطية الأساسية.
وأكد مفوض الخارجية الروسية انتهاك حقوق الإنسان في الحياة وحرية التعبير وحرية الإعلام في أوكرانيا، مشيراً إلى تنامي مظاهر التطرف والنازية الجديدة وكراهية الغير، وكذلك ممارسة ترهيب الخصوم السياسيين والاعتقالات والتصفيات.
كما أشار بيان دولغوف إلى أن كييف انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال عمليتها العسكرية في جنوب شرق البلاد، مضيفاً أن القوات الأوكرانية استخدمت خلال هذه العملية المدفعية الثقيلة والطيران الحربي وكذلك الصواريخ البالستية وقنابل الفوسفور.
وطالب المسؤول الروسي بإجراء تحقيق دولي في مقتل موظف الصليب الأحمر الدولي لوران دو باسكيه في دونيتسك في 2 تشرين الأول وكذلك في مقتل أشخاص وجدت جثثهم في مقابر جماعية قرب دونيتسك الشهر الماضي، مشيراً إلى أن العثور على مقابر جماعية يدل على وجود مظاهر للإبادة بحق الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
وجاء ذلك في وقت أعلنت بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا استعدادها لبدء مراقبة الحدود الأوكرانية.
وقال رئيس البعثة أرتوغرول أباكان، يوم أمس، إن أكثر من 300 موظف يعملون حاليا في إطار البعثة في أوكرانيا ويقوم ثلثهم بمراقبة الوضع في «منطقة الأمن» التي حددت وفقاً لاتفاقات مينسك.
وأشار رئيس البعثة إلى أن ممثلي البعثة يعملون منذ البداية في دونيتسك ولوغانسك وغيرهما من «النقاط الساخنة» في المنطقة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً استعداد البعثة من الناحية التقنية لاستخدام الطائرات من دون طيار في عملها.
ورحب رئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بقرار روسيا سحب عسكرييها المشاركين في التدريبات في مقاطعة روستوف المتاخمة لأوكرانيا إلى مواقع مرابطتهم الدائمة.
هذا وقتل 12 مدنيا بينهم 6 نساء وطفل بقصف نفذته القوات الأوكرانية على مدينة دونيتسك جنوب أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث أكدت سلطات دونيتسك أن كييف خرقت الهدنة المعلنة خلال هذه الفترة عشرين مرة.
وتلتزم لوغانسك ودونيتسك بهدنة تقضي ببدء سحب المعدات العسكرية الثقيلة، والابتعاد عن خطوط التماس مع القوات الأوكرانية بإشراف مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي السياق نفسه، رشح الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أمام البرلمان الأوكراني «الرادا العليا» قائد الحرس الوطني ستيبان بولتوراك لتعيينه في منصب وزير الدفاع، بعد اقالته الوزير السابق فاليري غيليتي.
وقال موقع الرئيس إن بولتوراك شكر بوروشينكو خلال لقائه يوم أمس على الثقة الممنوحة، مؤكدا أن « ترؤس القوات المسلحة في مثل هذه المرحلة الصعبة للبلاد شرف كبير».
ويأتي ذلك بعد وصول طائرة من الإمارات العربية المتحدة تحمل 15 عربة مصفحة من طراز « Cougar « الى الأراضي الأوكرانية على أن تسلم الى قوات حرس الحدود وذلك بعد إدخال تعديلات عليها في مصنع «كريمينشوغ» الأوكراني لسيارات الشحن.
ولم يذكر المتحدث باسم قوات حرس الحدود الجهة التي قامت بتوريد العربات إلى أوكرانيا. لكن من المعروف أن عربات «Cougar» تم تصميمها بناءً على قاعدة سيارة الدفع الرباعي «Toyota Land Cruiser». أما تجميعها فيجري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واتفق مصنع «كريمينشوغ» الصيف الجاري مع شركة «Streit Group» على إنتاج عربتي «Spartan» و«Cougar» شرط أن تحمل العربتان بعد تطويرهما اسم «Kraz».
وفي شأن آخر، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم أمس، أن بلاده عرضت على أوكرانيا جدولا أكثر مرونة لسداد ديون الغاز المتراكمة عليها والبالغة 3.1 مليار دولار.
وبناء على المقترح الجديد ينبغي على كييف سداد 1.451 مليار دولار قبل استئناف توريد الغاز الروسي إليها مجدداً، على أن يتم سداد باقي الديون البالغة 1.649 مليار دولار قبل نهاية العام الجاري.
في حين تطمح كييف لتمديد فترة سداد ديون الغاز المتراكمة والبالغة لفترة أطول، فالعرض الأخير الذي قام الطرف الأوكراني بنقله إلى المفوضية الأوروبية يتضمن رغبة كييف بتسديد الشريحة الثانية من الديون والبالغة 1.649 مليار دولار على شكل أقساط متساوية تمتد إلى شهر اَذار من العام المقبل وليس قبل نهاية العام الحالي.
و كانت أوكرانيا أعلنت عن استعدادها لشراء 4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي بشرط الدفع المسبق عوضا عن 5 مليارات متر مكعب أعلن عنها سابقا، في حين علق وزير الطاقة الروسي على الطلب الأوكراني بأن ديون الغاز المتراكمة ينبغي سدادها قبل نهاية العام الحالي، وأن موسكو مستعدة لتزويد أوكرانيا بـ 4 مليارات متر مكعب من الغاز ولكن بشرط «خذ أو ادفع».