عون: النزعة الاحتكارية تفسد الديمقراطية

دعا رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون جميع اللبنانيين إلى أن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مستنكراً اعتبار «بعض الفئات أنّ أي تدبير عسكري في حقها قد يسبّب فتنة أو حرباً أهلية».

ورأى عون «أنّ النزعة الاحتكارية للسلطة تفسد اللعبة الديمقراطية وتمنع استمراريتها في شكل سليم»، لافتاً إلى «أنّ الفئة التي تتمادى في رفض المسار الطبيعي للانتخابات الرئاسية هي التي تعطل انتخاب رئيس الجمهورية».

وفي كلمة ألقاها خلال احتفال نظمه التيار الوطني الحر في ذكرى الثالث عشر من تشرين الأول عام 1990، في قصر المؤتمرات – ضبية، لفت عون إلى «أنّ القانون الأكثري المطبّق في الدول المتطورة ديموقراطياً في العالم هو الذي يعتمد الدائرة الفردية، وبما أنّ تطبيقه يتعذر في لبنان بسبب النظام الطائفي، فلم يبق أمامنا سوى القانون النسبي الأكثر عدالة لكلّ مكوّنات المجتمع اللبناني».

وفي الشأن الرئاسي، أشار إلى «أنّ موضوع الرئاسة ليس موضوعاً فردياً، ولكنه قضية إنصاف لخيارات طائفة ينكر عليها حقها في أن تكون مثل الآخرين. والفئة التي تتمادى في رفض المسار الطبيعي للانتخابات الرئاسية هي التي تعطل انتخاب رئيس الجمهورية، وتمنع التفاهم على ما هو حق وواجب». وسأل: «هل يجوز في هذه الأجواء أن نلتحق بمن وضع يده على السطات ويرفض المشاركة»؟ ورأى عون «أنّ هذه النزعة الاحتكارية للسلطة تفسد اللعبة الديمقراطية وتمنع استمراريتها في شكل سليم. وفي هذه الأجواء يعاني لبنان من أخطار داهمة، وقد أغرق بكمّ من النازحين تعجز الدول الكبرى عن تحمّل أعبائه، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، كما أنّ هناك قسماً من أرضه أصبح تحت سيطرة الجماعات التكفيرية وبدأت الصدامات بينها وبين جيشنا وشعبنا». وأضاف: «هذه التنظيمات الإرهابية كفّرها العالم بأسره، وحكم عليها وشرّع الحرب ضدها، وما زلنا نسمع من بعض الفئات أنّ أي تدبير عسكري في حقها قد يسبّب فتنة أو حرباً أهلية. فماذا يريد هؤلاء بعد حتى يدينوا ويساهموا في إبعاد هذا الخطر المصيري الذي يهدّد الجميع؟»

ودعا عون «جميع اللبنانيين إلى أن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة هذه القوى التي اقتحمت أرضنا، واعتدت على جيشنا فقتلت من أبنائنا من قتلت، وخطفت رهائن تبتز أهلهم بعواطفهم ليأسروا بدورهم الحكومة فتستسلم لشروط لم يحدّدوها بعد، وهم يريدون تجاوز المعقول في المقبول لحلّ المشكلة. لماذا وصلنا إلى هذه الحال؟ للإجابة عن هذا السؤال الذي يشغلنا كلنا، لا بدّ من العودة الى بداية الحرب على سورية، ومواقف الحكومة اللبنانية آنذاك التي ادّعت النأي بالنفس، ولكنها لم تطبّقه فعلياً، فتركت الحدود مفتوحة، ما سمح للبنانيين وللمسلحين السوريين باستباحتها، وكذلك النازحين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى