بعضٌ من تاريخ غنيّ

في فترة تولّي مسؤولية رئيس مكتب الطلبة في ستينات القرن الماضي، ومن ضمن خطة المكتب تنظيم زيارات في فصل الصيف إلى المناطق، لتفقد عمل المسؤولين عن الطلبة، ولزيارة الرفقاء الطلبة في قراهم، لحثهم على العمل في متحداتهم، تسنى لي زيارة منطقة بعلبك، وكثيراً، إلى منزل الرفيق المؤمن، الطيب، الصادق، المتفاني رياض معلوف الأمين لاحقاً ، الذي كنت اكنّ له الكثير من المحبة واوليه الثقة التامة لما عرفتُ فيه من اصالة الانتماء، وصفاء الالتزام القومي الاجتماعي.

وأذكر، بفرحٍ، وبغصة بالنسبة إلى من فقدنا من رفقاء رائعين كان لهم حضورهم القومي الاجتماعي، وقد تمتعوا، إلى دراستهم الجامعية بثقافة قومية اجتماعية، ترافقها تجسيد متقدم لمناقب الحزب .

إلى حضرة الأمين رياض معلوف اتوجه بالتحية، ومثلها إلى الرفقاء الذين عرفهم، وعرفتهم:

ـ الراحل غسان ابو حيدر من «حوش بردى» 1

ـ الراحل طوني خوري من «طليا» 2

ـ الراحل نبيل حبيقة 3 . الدكتور الياس شمعون، من بلدة «سرعين التحتا»، وكنت عرفته طالباً في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، صديقاً للأمين الراحل عدنان طيارة، ثم مديراً في احدى كليات الجامعة اللبنانية.

ـ نقولا نصر: من «مجدلون». ترافقنا حزبياً، ثم كنا معاً في سجن الرمل 4 ، كان مديراً عاماً لوزارة النفط.

وتعود بي الذاكرة إلى العمل الطلابي في مدينة بعلبك الذي قام به بجدارة، الرفيق اسعد زين 5 فشقيقه الرفيق مصطفى 6 الذي بفضله انتمى الرفيق علوان عطار، من بلدة «شعت» وتولى فيما بعد رئاسة بلديتها، والرفيق علي زين شمسطار وغيرهما.

وفي تلك الفترة انتمى في كلية الحقوق، الجامعة اللبنانية الرفيق ركان دندش الذي كانت تربطه صداقة قوية بالرفيق الراحل غسان ابو حيدر.

يؤسفني ان الرفقاء الذين انتموا، او تولوا المسؤوليات في كل من بعلبك والبقاع الشمالي، لم يدوّنوا معلوماتهم فتبقى لتاريخنا، ومنهم الرفيق السابق، حكمت سمعان رأس بعلبك الذي اشهد له بحيويته وذكائه ونشاطه الممتاز في الستينات، والرفيق الراحل احمد المسمار، والأمين مفضل علو، والرفيق السابق الوزير طراد حماده، وفي تلك الفترة انتمى الرفيق مروان فارس الذي استمر في نشاطه الحزبي، ومسؤولياته، وصولاً إلى مجلس العمد، والمجلس الاعلى، ونائباً عن منطقة بعلبك البقاع الشمالي.

ما زلت أذكر الرفقاء الطلبة الأوائل من رأس بعلبك: حريص غضبان والياس مكسور وكانا يتابعان دراستهما في زحلة، ثم ابراهيم روفايل في الجامعة اللبنانية، ومثله جورج الحاج، وسليم مكسور، إلى رأس بعلبك تردّدت مراراً، وإلى النبي عثمان والعين والقاع والهرمل.

تلك الفترة تستحق أن يُكتب عنها. إلى ذلك أدعو كلا من حضرة الأمين رياض معلوف عن سيرته ومسيرته ومعلوماته الغنية عن مرحلة الستينات، وحضرة منفذ عام البقاع الشمالي لجمع معلومات من الرفيق السابق حكمت سمعان ومن رفقاء كانوا نشطوا في تلك السنوات الصعبة من ستينات القرن الماضي.

كل ما نخطّه يبقى، وفاءً لماضٍ حلو، وقدوةً للمستقبل. إن لم يخطّ أحدنا معلوماته، تضيع، ولا تعوّض.

آسف وأعتذر إن سقطت أسماء لرفقاء طلبة نشطوا في تلك الفترة، فالذاكرة لا تستطيع ان تحفظ كل شيء.

هوامش:

1 غسان أبو حيدر: نشرت نبذة عنه للاطلاع الدخول إلى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 طوني خوري: كما اعلاه

3 نبيل حبيقة: مراجعة ما اوردناه عنه في النبذة عن مجلة الربيع، ضمن قسم «من تاريخنا» على الموقع المذكور آنفاً.

4 نقولا نصر: مراجعة النبذة بعنوان «اربعة اشهر ونصف في سجن الرمل» على الموقع المذكور آنفاً.

5 أسعد زين: نشط حزبياً، واذ لوحق بسبب عمله الحزبي غادر خفيةً إلى بلجيكا، واستقر فيها متولياً المسؤولية الحزبية إلى ان وافاه الاجل.

6 مصطفى زين: عمل محرراً في البناء. تخرج من الجامعة اللبنانية. غادر إلى لندن، وفيها عمل في الصحافة وما زال. فقد عقيلته الاعلامية المميزة الرفيقة عفاف زين سنكتب عنها لاحقاً .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى