عون: لتأمين عودة النازحين وتدارك نتائج استمرار وجودههم في لبنان

أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون، أمام زوّاره في قصر بعبدا أمس، أنه سيعرض في كلمته اليوم لمناسبة ذكرى السنة على انتخابه إنجازات العهد، وشدّد على ضرورة العمل بسرعة لوضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودتهم وتدارك النتائج التي تترتب على استمرار وجودهم في لبنان.

وكان عون استقبل وفداً من الجامعة الأنطونية برئاسة الأب ميشال جلخ، وحضور المدير العام للرهبنة الأب جوزف بو رعد، وعمداء الجامعة وكبار المسؤولين فيها.

في مستهلّ اللقاء، ألقى جلخ كلمة طلب فيها من عون حضور افتتاح تساعية الميلاد في الجامعة مساء يوم 16 كانون الأول المقبل. آملاً أن يستحقّ لبنان في هذا العهد «شهادة في ضمان جودة الديموقراطية وشهادة مناعة ضد الفساد والتبعية، وشهادة حسن إدارة الموارد، وأن يحصل سياسيّوه على شهادات حسن سلوك مواطني، ومواطنوه على شهادة حسن إيمان بالوطن».

وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد، مستذكرا العلاقة التي تجمعه بالرهبنة الانطونية منذ ما يزيد عن 40 عاما وأحداث 13 تشرين الأول 1990، وقال: «اليوم هو زمن عودة الحق إلى اصحابه، وقضيتنا لم تكن قضية عفوية ولا شعبوية، بل كانت قضية تمس أسس بناء الدولة»، معتبراً أن «اليوم هناك مدرسة أخرى وصلت إلى الحكم من خارج المدارس التقليدية التي حكمت لبنان منذ الاستقلال إلى اليوم».

ورأى أن «قانون الانتخاب الذي أقرّ يختلف عن قانون الانتخاب الذي كان سائداً في 2009 وفي العام 1960 أو غيره. فهذا القانون غيّر النظام الانتخابي السائد منذ قرابة 91 سنة، أي منذ العام 1926 القائم على أساس النظام الأكثري واللائحة المتعددة الأسماء».

أضاف: «كذلك فإننا أدخلنا التغيير في الحياة الدبلوماسية من خلال التشكيلات التي اعتمدت، وسفراؤنا المنتشرون في العالم باتت لهم مهمات جديدة، وفق تفكير حديث. وقضاؤنا أيضاً سيساهم في التغيير المنشود، خصوصاً من خلال الإسراع في بت الدعاوى والشكاوى».

وتابع: «البعض يسأل، ماذا عمل لنا الرئيس؟ وهم ينتظرون أن أُصلح تركة 27 سنة في 24 ساعة او 27 يوماً أو سبعة أشهر… غداً اليوم في مناسبة ذكرى السنة على انتخابي، سأتوجّه إلى اللبنانيين بما قمنا به. وأنا حين أقوم بحل مسألة عالقة منذ 15 سنة أو 9 سنوات وكانت السلطة عاجزة عنها، فذلك يتطلّب وقتاً لكونها كانت راسخة في ذهنية من كان يتولى الحكم». وأمل «أن تأتينا الانتخابات بعقلية وذهنية جديدتين، ونكون متأقلمين مع كافة المتغيرات الحديثة التي تجري في كافة دول العالم».

واستقبل الرئيس عون النائب مروان فارس وأجرى معه جولة أفق تناولت «الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية والتحضيرات الجارية لإقرار الموازنة، ووضع آلية لتطبيق قانون الانتخابات».

كما تناول البحث «حاجات منطقة البقاع الشمالي والقرى التي تحرّرت من الإرهابيين في القاع ورأس بعلبك والفاكهة».

والتقى عون رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان، بحضور رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي والأمين العام جورج كتانة ومستشارة مارتان بسمة طباجة.

وأطلع مارتان الرئيس عون على «المهمات الإنسانية والاجتماعية التي يقوم بها الصليب الأحمر الدولي في لبنان والذي يحيي هذه السنة ذكرى مرور 50 سنة على بدء عمله في الأراضي اللبنانية».

وردّ عون منوِّها بما يقوم به الصليب الأحمر الدولي من «مهام ونشاطات ومبادرات بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني»، مؤكداً «الجهود المستمرة لمعالجة مأساة المفقودين اللبنانيين في زمن الحرب بهدف جلاء الغموض الذي يكتنف مصيرهم».

كما أطلعه على «الاهتمام الذي توليه الحكومة لمسألة تأهيل السجون الموجودة وبناء أخرى جديدة وأهمية توفّر الاعتمادات المالية لذلك».

وتركّز البحث أيضاً على قضية النازحين السوريين إلى لبنان، فعرض عون وجهة نظره حيال «التداعيات التي تركها تدفقهم إلى لبنان على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والصحية والتربوية»، لافتاً إلى «ضرورة العمل بسرعة لوضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودتهم وتدارك النتائج التي تترتّب على استمرار وجودهم في لبنان على مختلف الأصعدة».

واستقبل عون، نقيب صيادلة لبنان الدكتور جورج صيلي وأمين صندوق مجلس النقابة الدكتور انطوان سعادة، اللذين عرضا على رئيس الجمهورية وضع هذا القطاع في لبنان راهناً.

ووجّه الوفد لرئيس الجمهورية دعوة لحضور افتتاح المؤتمر الصيدلي الخامس والعشرين الذي يُعقَد في 17 و 18 و19 تشرين الثاني المقبل.

وفي قصر بعبدا، المونسنيور إيلي جرجي زوين من أبرشية كندا المارونية، الذي منحه رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق اللبناني الفضي «تقديراً لعطاءاته وعمله الروحي والاجتماعي» في ابرشية كندا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى