الأشقر: ساهم بتقريب وجهات النظر وفتح أبوابه للجميع من دون تمييز سياسي أو طائفي جمعة: أيّ دعوة إلى تشكيل لجان اغترابية خارج إطار الجامعة ستزيد الشرذمة

كرّمت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المدير العام للمغتربين هيثم جمعة في احتفال برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً بالأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، في مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي في بئر حسن.

حضر التكريم وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس مجلس العمد نزيه روحانا ووكيل عميد عبر الحدود داليدا المولى، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين، النواب: ياسين جابر، علي بزي، أيوب حميد وقاسم هاشم، حسن علوش ممثلاً النائب أنور الخليل، الوزراء السابقون: فوزي صلوخ، عدنان منصور، طلال الساحلي وعلي الشامي، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد البحري طانيوس ابراهيم، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد عامر خالد، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العقيد عبد الرحمن عيتاني، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد أيمن سنو، المديرة العامة لوزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، أمين عام شؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، نقيب المحررين الياس عون، مديرة «الوكالة الوطنية للإعلام» لور سليمان صعب، مدير التحرير المسؤول في «البناء» رمزي عبد الخالق.

وحضر الرئيس العالمي للجامعة الثقافية في العالم بيتر الأشقر، الرئيس الفخري للجامعة أحمد ناصر، الأمين العام المركزي للجامعة محمد هاشم والنائب الأول للرئيس القنصل رمزي حيدر، الرئيسان السابقان للجامعة: أحمد ناصر ومسعد حجل وعقيلته ناديا، رئيس المجلس القاري الأفريقي عباس فواز وعدد من أعضاء المجلس، المفتش العام التربوي فاتن جمعة، المنسق العام للقاء الأحزاب والقوى الوطنية محمد خواجة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري، ووفد من المكتب السياسي للحركة برئاسة جميل حايك وضمّ رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، مسؤول البلديات بسام طليس وأعضاء المكتب إلى جانب عدد من المديرين العامين وممثلين عن البعثات الأوروبية والهيئات الثقافية والتربوية وشخصيات اغترابية ورؤساء بلديات وقيادات نقابية وعائلة المحتفى به.

الرئيس العالمي

بداية، تحدث الأشقر فأكد «أنّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هي المؤسسة الوحيدة في عالمنا الاغترابي المتواجدة في كل القارات والمدن وحتى أقاصي القرى حيث يوجد لبنانيون. إنها متجذرة في التاريخ وفي الوجدان الاغترابي. عصفت بها رياح الفرقة في ظروف معينة ولفترة طويلة، إلا أننا أخذنا على عاتقنا ومنذ رئاسة السيد أحمد ناصر وحتى اليوم مهمة توحيد هذه المؤسسة وقد خطونا في هذا الاتجاه خطوات متقدمة جداً. إلا أنني أثمن الدور الرائد للرئيس ناصر الذي خطا الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل واستمر داعماً ومتابعاً إلى يومنا هذا».

وأضاف: «إنّ مهمة وحدة الجامعة أخذت الجهد الأكبر في اهتماماتنا، من دونها يحل التشرذم والتقوقع والفئوية والمذهبية والمناطقية، لأن هناك عقولاً لا تزال تدور في شرذمتها المغلقة».

وأكد أنه «لا يمكن لأي مؤسسة، أن تحل محل الجامعة المتجذرة في الانتشار اللبناني». وقال:» نحن في الجامعة اللبنانية الثقافية، ثقافتنا هي وحدة المجتمع ووحدة الحياة للمقيمين والمغتربين. إنّ هذه الوحدة لا أمل لها إلا من خلال مفهوم المجتمع المدني».

وشكر جمعة «الذي ساهم المساهمة الكبرى بإراحة النفوس وبتقريب وجهات النظر وفتح أبواب المديرية لكل الفئات من دون أي تمييز سياسي أو طائفي. فرغم الحملات التي تعرض لها سابقاً تبين الآن للجميع إخلاصه وحبه للمغتربين وللجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي تمثلهم من دون أي تفرقة. وقد كان الموقف الصريح والشفاف للمدير العام، عاملاً أساسياً في إراحة الجميع وحثهم على التوحيد وها هم موجودون بيننا الليلة في هذا التكريم».

وعرض الأشقر لما قام به جمعة، معتبراً أنه «يشكل جزءاً بسيطاً من إنجازاته ومتابعته اليومية لكل ما يتعرض له المغتربون في العالم، فهو عمل في قانون استعادة الجنسية وكان له الأسبقية في هذه التسمية منذ 2004 عندما أصدر كتابه» واقع وآفاق» فالاستعادة هي غير الاكتساب لأنها حق موجود يستعاد، وسعى إلى تلبية ومعالجة أوضاع المغتربين في الأزمات الكبرى الكونغو – برازافيل، ليبيريا، ساحل العاج، مالي وبلدان أميركا اللاتينية وبعض البلدان العربية ، وهو كان أول الواصلين إلى ليبيا بعد سقوط القذافي لمتابعة قضية الإمام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه، وأطلق مخيم شباب لبنان المغترب وكان هذا المخيم نقطة مضيئة في السماء اللبنانية المتلبدة ابتداء من عام 1996 مما جعل أهم القنوات التلفزيونية تنقل هذا الحدث وعلى سبيل المثال CNN، وكان له حضور ودور فاعل في مؤتمرات اغترابية لرجال الأعمال وجمعيات لبنانية في الخارج، ولأول مرة تعالج المواضيع الاغترابية بطريقة وطنية وغير طائفية، كذلك كان له الدور الكبير في الجمعيات المتخصصة بالإعلام ورجال الفكر والأطباء والمهندسين. كما كان العلاقة بين لبنان والمنظمات العربية والدولية فحفظ حق لبنان في مواضيع الهجرة ومنع التوطين في أرضه وأصبح ركناً أساسياً من أركان هذه المنظمات، وكان أيضاً رئيس لجنة التشاور العربية في لقاء رؤساء التشاور العالمي للهجرة الذي عقد في الجامعة العربية».

وختم: «هذا جزء بسيط من إنجازاته التي لا يمكن تعدادها. أما نحن كجامعة لبنانية ثقافية في العالم بكل مكوناتها تكرمه اليوم اعترافاً منا وتقديراً لما قام ويقوم به تجاه كل هذا الانتشار».

منسق منظمة البحر المتوسط في المركز الدولي للهجرة

وأشار منسق منظمة البحر المتوسط في المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة جوليان سيمون إلى أنّ جمعة «ساهم بشكل كبير في تطوير هذه المديرية العامة في لبنان، وأدى دوراً أساسياً على الساحة الدولية طوال حياته المهنية، وكان وسيطاً هاماً بين الأوروبيين والعرب لسلسلة من الأحداث المتعلقة بالهجرة. مشاركته المستمرة في الحوار حول هجرة العبور عبر المتوسط MTM، حيث يستضيف لبنان ومدينة بيروت في أقل من شهر، مؤتمر رفيع المستوى لبرنامجه، مشروع الهجرة بين المدن المتوسطية، خير دليل على ذلك».

واعتبر «أنّ الأداء المتميز يتمثل بالأهداف المحددة والقابلة للقياس والقابلة للتحقيق وذات الصلة وملزمة بفترة زمنية معينة».

وختم سيمون بأنّ جمعة «حقق أداء متميزاً من خلال تطبيق هذه الأهداف، ومن المؤكد أنه مهد الطريق لمزيد من التماسك والتنسيق في إدارة الهجرة في لبنان وعلى الصعيد الدولي».

رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم

وتحدث رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل، مشيداً بمناقبية جمعة، ومؤكداً حسن علاقاته مع كل المغتربين اللبنانيين، قائلاً: «لم نزر بلداً في العالم إلا وكنا نستشيره».

وقال: «عندما سافرت إلى أكثر من بلد في العالم وجدت أنّ اللبنانيين في الاغتراب يعيشون كإخوة، حيث أنّ اللبناني يساعد أخاه اللبناني وعلينا أن نتعلم من دروس المغتربين ومن العيش المشترك الذي يتمتعون به».

وتابع: «إذا أردنا بناء اقتصاد حقيقي واغتراب علينا أن نبني شراكات حقيقية لا أن نعمل بشكل منفرد بل جماعياً لكي نساهم في بناء اقتصاد لبنان والنهوض بشبابه»، داعياً إلى «بناء لوبي اقتصادي عالمي لنبقى صلة الوصل بين لبنان المقيم والمغترب».

وختم زمكحل مشيداً «بمسيرة جمعة خلال توليه منصبه كمدير عام للمغتربين ، متحدثاً عن «سنوات التعاون بين الطرفين».

صلوخ

وذكّر الوزير صلوخ بالإنجازات الكثيرة في عهد جمعة ومن أبرزها: مشروع البطاقة الاغترابية والتي تسمح بإعطاء حقوق لمن فقد جنسيته اللبنانية بفعل اغترابه. يوم المغترب اللبناني، والمعتمد نهاية الأسبوع الثاني من شهر آذار في كل عام. إنشاء وسام المغترب تقديراً لريادة المغتربين اللبنانيين وتعبيراً عن فخر دولتهم بهم. مخيم شباب لبنان المغترب، الهادف إلى تعريف شباب لبنان المغترب بوطنهم الأم. إقامة المؤتمرات المتخصِّصة لرجال الأعمال في بلاد الانتشار وأمثالهم في الوطن الأم.

وأكد «أنّ هذه الإنجازات القيمة لم تشغل المدير العام عن الاهتمام بموضوع اغترابي حيوي هام هو موضوع « الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم» بل ظل يولي الجامعة الرعاية والاهتمام منذ تسلمه منصبه في العام 1993، وحتى اليوم الأخير من ولايته. والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ليست جمعية خيرية، وليست جمعية طائفية، وليست جمعية الرأي الواحد والاتجاه الأوحد وليست حزبية. إنها مؤسسة جامعة لجميع المغتربين اللبنانيين على مختلف الآراء والاتجاهات والملل والنحل والمهن والحرف».

ورأى «أنّ ثمة مؤشرات إيجابية بالتوصل إلى اتفاق دائم ثابت يعيد اللحمة إلى الجامعة، ويعيد قدسية الاغتراب إلى السماء الأرفع. وبالرغم من اختلاف الرأي بين أقسام الجامعة إلا أن كلاً من الأفرقاء قام بأعمال مميزة في خدمة الاغتراب والمغتربين. وقد عملت الهيئة الإدارية للجامعة في مركزها الرئيسي في بيروت، وبدعم من المدير العام للمغتربين بتكريم عدد من أصحاب الكفايات والطاقات، والقدرات الذين رفعوا اسم لبنان عالياً في مجالات الطب والاقتصاد والفن والإعلام، والأدب والخدمات الإنسانية، لكن كل هذه الأعمال المشكورة والمقدرة لا تعوض عن انقسام الجامعة وتشرذمها فالعودة إلى الوحدة هي الأمل المنشود».

وأضاف: «بالعودة إلى المدير العام المكرم الذي رافقني في كثير من الزيارات إلى بلدان الاغتراب للاطلاع على أوضاع المغتربين، أو لحل المشاكل العالقة أو لتمثيل لبنان في مناسبات سياسية واجتماعية، يبقى له في ذمتي، إيفاء للحق، وراحة للضمير أن أشير إلى الكتب التي تلقيتها، وتلقاها غيري من السادة وزراء الخارجية والمغتربين، من مديرية التفتيش المركزي، تقيم بموجبها أداء المدير العام للمغتربين اللبنانيين بدرجة ممتاز. وهكذا كانت سنوات خدماته للبنان والمغتربين اللبنانيين مميزة، وقد أشيد بها من قبل المديرية المختصة ، كما تحسسها وشعر بها جميع المختصين. بالإضافة إلى جميع ما ذكرت من أعمال، فقد عين المدير العام أيضاً، عضواً في لجنة استعادة الجنسية اللبنانية وهي المخولة الموافقة على طلب استعادة الجنسية اللبنانية للمغترب اللبناني إذا ما توفرت الشروط المنصوص عنها في القانون الرقم 41 الصادر في العام 2015. مسؤوليات جسام تحملها المدير العام للمغتربين اللبنانيين، وقدر له أن يقوم بتحقيقها بتوفيق ونجاح».

جمعة

وألقى جمعة كلمة قال فيها: «على مثال الزارع الواقف قبالة حقله، وقد حان موسم الحصاد، يتأمل سنابل القمح الذهبية، المتموجة مع هبوب الريح، والمصعدة مع حفيفها نشيد الاكتفاء إلى الخالق، ويرسل نظره إلى البعيد، آملاً في أن يطابق كيل بيدره حساب حقله. هذا ما أنا فاعله اليوم، أيها الحفل الكريم، حيث تبين لي، بما لا يقبل الريب، أنّ كيل بيدري مطابق لحساب حقلي، لا بل، أقول باعتزاز، إنّ حصيلة الغلال فاقت كل التوقعات. لذا لا يسعني اليوم إلا أن أقف بين أحباء لي وأصدقاء لأتشارك وإياهم فرحة لا يعرفها سوى من التزم الرسالة وأخلص لها حتى النهاية. هذا ما لم أتوان عن القيام به طيلة سنوات خدمتي في المديرية العامة للمغتربين، ولا بد لي، في هذا السياق، من أن أشيد بالمغتربين، كل المغتربين، وأن أشكرهم لأنهم، باحتضانهم لي وتجاوبهم مع طروحاتي بحماسهم البنّاء وبنجاحاتهم الباهرة، كانوا يشددون عزيمتي ويشجعونني على الاضطلاع برسالتي على الدوام».

وأضاف: «في مثل هذه المناسبة تعود بي الذكرى إلى خمس وعشرين سنة خلت كان لي شرف التعاون في أثنائها مع نخبة من كبار الاغتراب والثقافة والعمل الديبلوماسي والإداري وكان لي الحظ في اكتساب الصداقات الكبيرة والخبرات الواسعة والقيم الانسانية العليا. وكنت كلما زرت مغترباً وجدت ما يشرفني ويشرف لبنان ويبشر بأنّ هذا الوطن الجميل باق وقوي وراسخ برسالته وتسامحه وبأبنائه في الداخل وفي رحاب بلدان الاغتراب. لقد سافرت إلى أقاصي الأرض، وتنقلت من بلد إلى بلد، ومن قارة إلى قارة، بهمة لا تعرف الكلل ساعياً لأرفع إسم لبنان عالياً حيثما حللت. ولم أدع جالية لبنانية إلا وقصدتها غير عابئ بالمسافات البعيدة والمشقات المضنية والإ مكانات المتواضعة، كي أطلع على أحوالها، وأستمع إلى مطالبها، وأبدد هواجسها، وأحضها على الوحدة والتحاب باذلا قصارى جهدي في التوفيق بين الآراء المتضاربة والتقريب بين وجهات النظر المتنابذة في زمن الشحن السياسي والديني والمذهبي».

وقال: «لقد سافرت إلى أوستراليا، أبعد بلدان الشرق الأقصى، وفي أثناء رحلتي الطويلة تلك، أدركت عمق معاناة المهاجرين في تلك البلاد النائية وشعرت بمرارة الانسلاخ عن الوطن الأم وأحسست مدى تعلقهم بوطنهم الأم وتفاصيله السياسية والاجتماعية والانسانية، أما أفريقيا، تلك القارة البعيدة القريبة، التي طالما استقبلتني بالترحاب، فقد زرتها مراراً عديدة، وشاركت مغتربيها أفراحهم وأتراحهم، فكنت إلى جانبهم في أزمنة اليُسر والرخاء وكنت بينهم في أزمنة المحنة والشدة، ولم نوفر وسيلة لندرأ عن أهلنا فيها نكبات الدهر بتقديمنا لهم العون والمساعدة والتعاون معهم ومع مؤسساتهم الاغترابية على تذليل كل ما يعترض مسيرتهم من صعاب ومشاكل متنوعة، والعمل على تعميق العلاقات مع شعوبها ودولها ومع مؤسساتها الحكومية».

وأضاف: «ومن أفريقيا إلى الأميركيتين، بقسميها الشمالي والجنوبي، كان سروري يتعاظم من لقاء إلى لقاء، ومن محطة إلى محطة، لدى مشاهدتي تألق المغتربين وعظمة إنجازاتهم. لكنني، مع ذلك، لم أكن أوفر مناسبة إلا وأدعوهم فيها الى توثيق علاقتهم ببلدهم الأم لبنان وأن يكون انتماؤهم إليه مدعاة فخر واعتزاز. وما أكثر ما كنت أبين للجاليات ضرورة سلوك طريق التعاون البناء، والتحلي بالتسامح ونبذ الخلافات والابتعاد عن الخصومات المقيتة. ولم يفارقني يوماً ذلك الحرص على إثارة مشاعر الشوق والحنين في قلوب أبناء تلك الجاليات إلى أرض الآباء والأجداد، وأشجعهم على زيارة لبنان والتواصل مع أقاربهم، ملحاً عليهم لتسجيل أبنائهم في السفارات والقنصليات للحفاظ على الروابط التي تشدهم إلى بلدهم من جهة، والاحتفاظ بهويتهم اللبنانية من جهة أخرى. ولم أكتف بذلك، بل أوصيت أيضاً بفتح عدة قنصليات مسلكية وفخرية تسهيلاً لهذه المهمة. وقد كانت المديرية العامة للمغتربين سباقة في عقدها منذ أواسط تسعينيات القرن المنصرم، مؤتمراً خاصاً من أجل استعادة الجنسية. وقد جاءت هذه المبادرة قبل صدور القانون الأخير. كما عقدت مؤتمراً آخر من أجل الحث على تعلم اللغة العربية، من دون أن تغفل سائر المسائل التي تخص الاغتراب».

وتابع جمعة: «ما عساي أن أقول بعد؟ إن الكلام يضيق عن تعداد الإنجازات التي حققتها المديرية خلال هذه السنوات، والتي أخص من بينها بالذكر تلك المخيمات الشبابية التي سهرت على تنظيمها عندما كانت الظروف تسمح بذلك. ويعلم الجميع كم كان وقع أصداء هذه المخيمات عظيماً في بلدان الاغتراب. لقد كان من شأن هذه النشاطات المتنوعة وهذه الخبرات المكتسبة أن حولت المديرية العامة للمغتربين، إلى مرجعية وطنية علمية لجميع المهتمين بالشؤون الاغترابية، ولا سيما الطلاب الذين كانوا يقصدونها من أجل إعداد دراساتهم الجامعية حول الهجرة اللبنانية والاغتراب. والأهم من كل ما ذكرت هو أنني، يشهد الله، شرعت أبوابي لكل من أم مكتبي من أفراد ووفود اغترابية، فما رددت أحداً خائباً بل كان يخرج راضياً، شاكراً، ولعل الإنجاز الأبرز في هذه المسيرة هو بناء جسر من الثقة ما بين المغترب ووطنه وإدارته اللبنانية.

وليس يفوتني الحديث أيضاً عن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، التي حظيت منّي باهتمام مميز، فكنت حريصاً على متابعة مؤتمراتها الدورية وفي مواعيدها المقررة، وبذلت أقصى ما استطعت من أجل تيسير أعمالها، والحفاظ على وحدتها. هذه الجامعة تستمد منعتها من لبنان وستبقى نظيره عصية على كل تجزئة».

ورأى «أن نجاح الدور الاغترابي اللبناني في الخارج ونجاح الجامعة سيرتكزان أساساً على جمع شمل الطاقات الاغترابية وجهود المغتربين أنفسهم وأي دعوة إلى تشكيل لجان جديدة أو الكلام عن لجان اغترابية خارج إطار الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم يزيد على الشرذمة، شرذمة جديدة. إنّ الجامعة كي تحقق أهدافها النبيلة بطرق سليمة، نرى أنه يجب إعادة تنظيمها بما يتناسب مع الوقائع الجديدة في العالم خاصة في ما يتعلق بالمفاهيم المتجددة لموضوع الهجرة. لقد واظبت على نهجي الداعي إلى رص الصفوف ورأب ما انصدع إلى أن نجحت أخيراً في بلوغ الهدف الذي حسبه كثيرون مستحيلاً. وها هي رياح الوحدة تهب من جديد، والحمد لله، بعدما أدرك الجميع أن هذه الجامعة هي أمانة في أعناقهم، يتعين عليهم الحفاظ عليها بالانصياع إلى قوانينها، والتحرر من العصبيات الفئوية والمذهبية والمناطقية، وحتى القارية».

ودعا إلى «الاسراع في توجيه الدعوة لعقد مؤتمر اغترابي تأسيسي تشارك فيه النوادي والهيئات والجمعيات الاغترابية ومسؤولو الجامعة يتم من خلاله إطلاق هذه المؤسسة الاغترابية ووضع نظام جديد لها ويمكن الاستعانة بأفضل القوانين وأفضل التجارب في هذا الحقل».

وختم: «إن كان لي من أمل أستوحيه من تجربة ربع قرن في العمل الإداري والاغترابي والإنساني والاجتماعي هو دعوة إخواني المغتربين إلى البقاء على إيمانهم بلبنان وعلى حمل رسالته لأن لبنان رسالة محبة وعطاء وحوار مستمر خلاق. وأدعوهم إلى التمسك بالقيم الوطنية وبروح الاخوة والمحبة والعطاء. إنّ المغتربين اللبنانيين شركاء لنا في المواطنية وعلى الدولة احتضانهم وليس ضمهم تحت عباءتها إذ لا يمكننا مطالبة مغتربينا بالتحسس بقضايا الوطن قبل مبادرة الدولة إلى الانفتاح عليهم وتحسس قضاياهم. لقد أسقطت حضارة العصر، ووسائل النقل والتواصل الاجتماعي، مفهوم الاغتراب القديم، بحيث أضحى الاغتراب، على اتساع رقعته في أيامنا، ثروة لبنان الحقيقية، وعنوان عزة لبنان، وتألق العبقرية اللبنانية في شتى الميادين، ويقيني، أن خدمة المغتربين هي أفضل ما يمكن إسداؤه إلى لبنان، وأنني قد اخترت النصيب الأفضل لي، ولهذا الوطن الحبيب».

شهادات بالمُكّرم و وسام من الجامعة ودروع تقديرية

وتخللت الحفل شهادات مسجلة بثت عبر الشاشة لكلّ من الوزير السابق عدنان منصور، الرئيس الفخري للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أحمد ناصر، الرئيس السابق للجامعة مسعد حجل، النائب الأول لرئيس الجامعة القنصل رمزي حيدر، رئيس المجلس القاري الأفريقي للجامعة عباس فواز، المدير العام للمؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني، الأمين العام المركزي للجامعة محمد هاشم، تحدثت عن مساهمات جمعة في بلدان الاغتراب والإنجازات التي تحققت خلال فترة عمله.

وفي الختام، تمّ منح جمعة وسام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وتقليده درعاً تكريمية من السفارة المصرية في لبنان ودرعاً تكريمية من الرئيس السابق للجامعة مسعد حجل ودرعاً تقديرية من الرائد البيئي في العالم الاغترابي بديع أبو جودة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى