كركوك تعود إلى الدولة.. والعبادي يقول قمنا بواجبنا الدستوري
أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان له أمس، أكّد فيه الحرص على سلامة العراقيّين في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص، وقال: «لم نقمْ إلّا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة، التي نريدها أن تبقى مدينة تعايش سلمي لكلّ العراقيّين بمختلف أطيافهم».
ودعا العبادي جميع المواطنين التعاون مع القوّات المسلّحة التي تقوم بـ«حماية المدنيّين بالدرجة الأولى، وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسّساتها».
كما دعا قوّات البيشمركة إلى أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية، باعتبارها جزءاً من القوّات العراقية المسلّحة.
ولاحقاً، أمر العبادي برفع العلم العراقي في كركوك والمناطق المشتركة.
وكانت القوّات العراقية المشتركة أعلنت سيطرتها على مطار كركوك، ومنشآت نفطيّة وأمنيّة وطرق وناحيتَين واقعتَين في الضواحي الجنوبيّة الغربيةّ للمدينة التي كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة الكرديّة.
وقالت مصادر أمنيّة، إنّ رتلاً من القوّات العراقيّة الخاصة سيطر على مبنى المحافظة في وسط كركوك من دون أيّ اشتباك ولا مقاومة من القوّات الكردية المنتشرة في المدينة.
وذكر الإعلام الحربي، أنّ قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقيّة استكملت انتشارها في قاعدة «كي وان» في كركوك بشكلٍ كامل. وأكّد مسؤولون نفطيّون عراقيّون، أنّ القوّات العراقية سيطرت على مقرّ شركة نفط الشمال في شمال غربي كركوك.
مصدر أفاد بأنّ قوّات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي سيطرت على حقلَي «ليلان» و«بابا كركر» بالكامل، حيث سيطرت القوات الاتحادية على كامل ناحية ليلان شمال مركز كركوك.
وسائل إعلاميّة كرديّة أشارت من جهتها إلى أنّ قوّات البيشمركة تخلّت عن بعض المواقع جنوب كركوك، ونقلت مصادر عن مسؤول بوزارة النفط العراقيّة قولها إنّ الزعماء الكرد وافقوا على تجنّب القتال في منشآت النفط والغاز في كركوك، وهو ما أكّده قائد بالجيش العراقي بالقول، إنّ الكرد وافقوا على تسليم جميع منشآت نفط الشمال وغاز الشمال للقوّات العراقية.
وبثّت وسائل إعلام كرديّة صوراً لانتشار تعزيزات من قوات البيشمركة في مناطق بمحافظة كركوك.
قيادة العمليات المشتركة وفي بيان عسكري لها أمس، أشارت إلى إحراز «تقدّم كبير» ضمن عمليّات «فرض الأمن» في مدينة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة العراقيّة وإقليم كردستان شمال العراق.
وأوضح البيان، أنّ خلاصة العمليّة لفرض الأمن في كركوك أسفرت عن «السيطرة على معبر جسر خالد طريق الرياض – مكتب خالد، ومعبر مريم بيك على طريق الرشاد – مريم بيك باتجاه فلكة تكريت».
البيان أوضح أيضاً، أنّ القوّات فرضت السيطرة على الحيّ الصناعي وتركلان وناحية يايجي، وعلى منشأة غاز الشمال ومصفاة نفطيّة ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك، مشيراً إلى أنّ «القطعات ما زالت مستمرّة بالتقدّم».
كما توجّه بيان قيادة العمليّات المشتركة إلى كافّة موظّفي الدولة في محافظة كركوك وإلى منتسبي الشرطة وقوى الأمن الداخلي، مشيراً إلى أنّ «القيادة حريصة على تطبيق النظام والمحافظة على أرواح ومصالح أهل كركوك، بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحيهم».
وأشارت القيادة إلى أنّه «ولتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، ومن أجل المحافظة على النظام وتسيير أعمال المحافظة، يُطلب من كافّة الموظفّين ومنتسبي قوى الأمن الداخلي والشرطة المحلّية، بضرورة الالتحاق فوراً إلى دوائرهم ومقارّهم وممارسة أعمالهم أصولياً، وسيكونون جميعاً بحماية قواتنا الاتحادية».
من جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم في منشور له على «فايسبوك»، إلى التهدئة والحوار، وقال إنّ «كركوك عراقيّة ولا يجوز التنازع عليها من قِبل العراقيّين»، مضيفاً: «الصراع السياسي هو من أوصلنا إلى هذه المرحلة».
وكان مصدر عراقي كشف فجر أمس، أنّ القوّات الاتحادية دخلت منطقة الحيّ الصناعي ومعسكر خالد، اللذين كانا تحت سيطرة البيشمركة من دون مقاومة، بعد مباشرة تقدّمها لدخول كركوك، حيث أعلن مصدر أمني أنّ القوّات التي تقدّمت صوب كركوك انتشرت حول محاور المحافظة. وبأنّ القوّات العراقية تتقدّم في أغلب المحاور من دون مواجهات. كما أفاد بأنّه جرت مواجهات متقطّعة في طوزخرماتو، وأنّ القوّات العراقية تقدّمت سريعاً وبسطت سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك من دون مواجهات.
من جهته، قال مصدر أمنيّ عراقيّ إنّ اشتباكات مسلّحة اندلعت بين القوات المسلحة العراقية والبيشمركة في فلكة الحيّ الصناعي جنوب محافظة كركوك.
وتحدّث مصدر من البيشمركة عن اشتباكات متقطّعة بأسلحة خفيفة بين الحشد الشعبي وقوات البيشمركة، عند المدخل الجنوبي لكركوك.
وتحدّثت مصادر عن تحرّك القوّات العراقية باتجاه أهداف مرسومة لها، ومنها محور الحقول النفطية في «بابا كركر»، والمحور الثاني من منطقة تازة، في وقت أشارت فيه مصادر أخرى إلى أنّ المئات من العربات والمدرّعات التابعة لمختلف صنوف القوّات الأمنيّة العراقيّة تقدّمت باتّجاه محافظة كركوك.
وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي قال مساء الأحد، إنّ «تحشيد عناصر مسلّحة في كركوك، هو تصعيد يمثّل إعلان حرب خطير لا يمكن السكوت عنه»، محذّراً من «التصعيد الخطير والاستفزازات التي تقوم بها قوّات تابعة إلى إقليم كردستان خارج حدود الإقليم، والتي تريد جرّ البلاد إلى احتراب داخلي من أجل تحقيق هدفها في تفكيك العراق والمنطقة بُغية إنشاء دولة على أساس عرقيّ».
وكان مسؤول كرديّ رفيع قال السبت الماضي، إنّ قوات البيشمركة نشرت وحدات تابعة لها داخل مدينة كركوك وحولها، استعداداً لأيّ هجوم محتمل قد تشنّه قوّات الحشد الشعبي.
وبعد دخول القوّات العراقيّة للمدينة، شهدت كركوك مسيرات شعبيّة شاركت فيها المئات من سكان المدينة، احتفالاً بسيطرة القوّات العراقية على المدينة في وقت سابق من أمس.