العبادي: الاستفتاء أصبح من الماضي.. والبرزاني يبرّر انسحاب قوّاته من كركوك
أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ استفتاء انفصال إقليم كردستان «أصبح من الماضي».
وقال العبادي في بيان، بعد استعادة القوات الحكومية سيطرتها على المناطق المتنازع عليها مع الإقليم، أنّه سبق وأنْ أبلغ القادة الأكراد بأنّ الاستفتاء سيضرّ بمصالح الأكراد في المقام الأول. وشدّد على أنّ الحكومة العراقية لن تدخل في حرب داخلية.
وأشار العبادي إلى أنّ العلم العراقي لكلّ العراقيين، ويجب أن يرفع في جميع أنحاء البلاد، محذّراً أيّة جهة من القيام بأعمال تخريبية في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
من جهةٍ أخرى، تطرّق العبادي إلى العمليات العسكرية المستمرة ضدّ تنظيم «داعش»، مبيّناً أنّه سيعلن تحرير جميع الأراضي والسيطرة على الحدود مع سورية قريباً.
من جهته، رأى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، أنّ ما حدث في مدينة كركوك هو «نتيجة قرارات فردية لأطراف كردية». وتعهّد البرزاني في كلمة له بالحفاظ على «إنجازات الكرد على الرغم من انتكاسة كركوك».
وقال رئيس إقليم كردستان، إنّ خط التماس سيكون في النقاط الواقعة تحت سيطرة البيشمركة منذ العام 2016، مؤكّداً على «الحفاظ على وحدة الصف وصمود شعب كردستان والقوى السياسية».
من ناحيةٍ أخرى، نفى مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، بعد لقائه المبعوث الفرنسي إلى سورية فرانك جلة، اتّهامات إربيل للحرس الثوري الإيراني بقيادة عمليات كركوك.
وأكّد ولايتي، أنّ الحكومة العراقية قويّة وأنّ الشعب العراقي موحّد خلفها، مشيراً إلى أنّ غالبية الكرد ترفض «سلوك البرزاني الشخصي». وأضاف ولايتي: «عمليات كركوك تمّت من دون إراقة دماء كما تابع الجميع».
وفي سياقٍ متّصل، قالت المتحدّثة بِاسم الخارجية الأميركية هيثر نورت، إنّ الولايات المتحدة الأميركية ستستمر بالوقوف إلى جانب العراق لضمان هزيمة «داعش»، مشيرةً إلى أنّ واشنطن تراقب عن كثب ما يجري، وتدعو كافة الأطراف لتنسيق الأعمال العسكرية واستعادة الهدوء.
ولفتت الخارجية الأميركيّة في بيان لها حول الأوضاع في كركوك، إلى أنّ الولايات المتحدة تعبّر عن قلقها الشديد بشأن تقارير عن أعمال عنف في محيط كركوك، مؤيّدةً «الممارسة السلمية لإدارة مشتركة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم».
كما أوضحت الخارجية أنّها تواصل اتصالاتها بالمسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم لتخفيف التوتر ودرء نشوب أي اشتباكات وتؤيّد الحوار، مضيفةً أنّها تحثّ الأطراف كافّة بشدّة لتجنّب الاستفزازات التي قد يستغلّها أعداء العراق.
وكان القيادي في «الحشد الشعبي» أبو آلاء الولائي، قد أعلن نجاح التفاوض مع قوات البيشمركة وانسحابهم إلى حدود عام 2003، وتسليم الموصل من دون معارك.
ودخلت القوات العراقية سنجار شمال غربي نينوى من دون مقاومة من البيشمركة، وسيطرت عليها منزلة أعلام إقليم كردستان، باسطة سيطرتها في قضاء خانقين وناحية جوجلاء في محافظة ديالى.
وقالت مصادر محلّية، «إنّ مجموعة يزيديّة عراقية تابعة لقوات الحشد الشعبي بسطت سيطرتها الكاملة أمس على مدينة سنجار التي تقطنها أغلبيّة يزيدية في شمال غربي البلاد». وأضافت المصادر، أنّ المجموعة اليزيدية التي تُعرف بِاسم «لالش» مدّدت سيطرتها على كافّة أرجاء سنجار، بعد انسحاب مقاتلي البيشمركة في وقت متأخّر أول أمس الاثنين، والذين كانوا قد انتشروا هناك أيضاً.
من جانبه، أكّد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، أنّ «كركوك اليوم عادت عراقية ولكلّ العراقيين»، مشيراً إلى أنّه من غير المعقول أن تستأثر أيّ جهة بالسلطة.
وكانت قوّات البيشمركة انسحبت من معظم المناطق المتنازع عليها مع حكومة بغداد، والتي سيطر عليها الأكراد في خضمّ فوضى اجتياح تنظيم «داعش» عام 2014.
وأعلن محمود سنكاوي، قائد محور كرميان وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، بأنّ قوات البيشمركة ستعود إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل حزيران 2014.
وكانت القوات العراقية دخلت قضاء خانقين شمال شرقي ديالى وسيطرت عليه بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية، حيث كشفت مصادر خاصة أنّه جرت مفاوضات مع قائد محور كرميان وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود سنكاوي من أجل تسليم خانقين في ديالى سلمياً.
وكشفت وكالة «إيسنا»، أنّ السلطات الإيرانية سلّمت منفذَي «برويزخان» و«باشماق» مع إقليم كردستان إلى قوات الحكومة العراقية. ومن المتوقّع أن تتّجه هذه القوات إلى معبر ربيعة الحدودي مع سورية لاستعادته من قوات البيشمركة.
وأوضحت قناة «NRT» الكرديّة، أنّ القوات العراقية المشتركة وصلت معبر برويزخان الحدودي مع إيران، بعد دخولها لكلّ من خانقين وجلولاء. من جهتها، نقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن مسؤولين رفضوا الكشف عن أسمائهم، أنّ وحدات من قوات «الحشد الشعبي» دخلت معبر برويزخان، وفرضت سيطرتها عليه.
وبخصوص سهل نينوى، نقلت القناة عن مصدر أمني، قوله إنّ القوات العراقية مستمرّة بالتقدّم في المناطق المتنازع عليها، حيث انتشرت الشرطة المحلّية في ناحية بعشيقة شرق الموصل، فيما تواصل قوات البيشمركة والأحزاب الكرديّة إخلاء مقارّها في الناحية ذات الأغلبيّة المسيحية، من دون ملاحظة عمليات نزوح للأهالي.
كما ذكرت مصادر عراقية، أنّ القوات الاتحادية سيطرت على بعشيقة شمال شرقي الموصل، إلّا أنّ مسؤول محور بعشيقة في قوات البيشمركة نفى ذلك قائلاً: «البيشمركة لا تزال في مواقعها داخل بعشيقة والمناطق المحاذية لها ولم تنسحب منها، ونحن نراقب تحرّكات الحشد الشعبي عن كثب».
وانسحبت قوّات البيشمركة من منطقة مخمور شرق الموصل، وكانت مصادر كشفت قبل أيّام عن انسحاب قوة أميركيّة من المقرّ في مخمور إلى قاعدة بلد جنوب صلاح الدين، وهو ما يفسّر على أنّه استشعار أميركي للوضع، والتحرّك لمكان بعيد منعاً لالتباس أيّ موقف.