كي تبقى بيروت أمّ الشرائع
يكتبها الياس عشي
أكتب اليوم دردشتي من بيروت..
وقد مرّ زمن لم أفتح فيه صدري لنسمات بيروت، ولا لشمسها المتسلّلة بخفر من بين القمم والهضاب المحيطة بها من كلّ صوب، عدا واحدٍ تنفتح فيه بيروت على البحر، ومنه إلى العالم، وتؤسّس لأوّل مدرسة حقوقية في ذلك الزمن السحيق.
أكتب.. وأتذكر المشهد الإسرائيلي في شوارعها، وفي مقاهيها، وفي المكاتب المغلقة، وفي صالونات الاستقبال، وفي فولكلور الانتخابات..
ولكن أيضاً أكتب.. وأتذكر الزمن الجميل لخالد علوان، وخليل حاوي، وحبيب الشرتوني، وكلّ الذين كتبوا معادلات مضيئة ضدّ الاحتلال الصهيوني.
أكتب مطالباً بيروت أمّ الشرائع أن تحاكم الذين ساعدوا وهللّوا لاحتلال بيروت، جنباً إلى جنب مع محاكمة حبيب الشرتوني.
هكذا تبقى بيروت أمّ الشرائع…