قالت له
قالت له
قالت له لماذا نتوه في معرفة مَن نحب ومَن يحبنا بين حال الفرح والحزن والشدة والوجع والضعف والقوة؟
فقال لها لأننا في كل حالة نستشعر شراكة من نوع مختلف.
فقالت وهل يكون لنا حبيب للفرح وحبيب للحزن وآخر للقوة وغيره للضعف؟
فقال لها مَن كان للفرح والقوة، فهو نديم ومَن كان للحزن والضعف فهو صديق، أما الحبيب فهو لكل زمان وحال، وقد نجد أكثر من نديم وأكثر من صديق، وقد لا نجد، لكننا لن نجد إلا حبيباً واحداً.
قالت لكنني في حالات المرح واللهو قد أجد من يؤنس جلستي سواك، ولكنني دائماً أتمناك أما في حال الضعف والشدّة فلا أجد إلاك ولا يؤنس وحشة الدنيا سواك.
فقال أنا صديق ونصف نديم وثلاثة أرباع حبيب، إذن فماذا عساي أفعل لأكتمل؟
قالت له لست مَن ينقصه شيء، بل أنا من تنقصها أشياء، فأن أجد للفرح من يتقدّم على مؤنس أحزاني أو من يستمد من قوتي قوة يأخذ مكان سندي في الضعف ومن يجعل ضعفي قوة فتلك هي النزوة.
قال لها لا يكون حبّ إلا إن كان كل حبيب يسعى ليكون الكمال في عيون حبيبه. وهذا هو الربع الضائع في كل حب. ومتى ترين أن السعي للكمال بعينيك يعادله سعي لتكوني مثله عندي نبلغ الربع الرابع كما في علم الموسيقى.
قالت لكنني أخشى الآن أن ما قلته نزوة.
فقال إذن أصير صديقاً ونصف حبيب وثلاثة أرباع حبيب ونزوة.
فضحكت، وقالت ولكنك في الأصل غنوة يا عالم الموسيقى.
فقال وتبقين لحناً ينتظر أن يُغنّى.