توقيت تسديد الحساب
ليست العملية الأخيرة في جبل الشيخ ضدّ قوات الاحتلال «الاسرائيلي» حدثاً عابراً، او بالمعنى الصراعي، مجرّد عملية تذكيرية، لا سيما أنها تزامنت مع الاحتدام الكبير في القتال ضدّ القوى الإرهابية في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وكذلك بُعيْد الخطابات الاستعراضية لقادة الاحتلال، ولا سيما رئيس الاركان الذي هدّد وتوعّد، وكذلك ملازمة قوى لبنانية تدور في الفلك الأميركي، وتأكل من المعلف السعودي، خطابها الممجوج بدعوة حزب الله للعودة من سورية، وفي اعتبارها انّ ذلك سيؤدّي الى انهيار سورية، وبالتالي تحقيق الحلم الأميركي – الخليجي- «الإسرائيلي» – وأذناب المشروع المذكور والمسترزقين منه مثل 14 اذار وما يُسمّى بالمعارضات السورية على اختلافاتها الموهومة.
انّ لتلك العملية مجموعة رسائل – أهداف عميقة المعنى، لا سيما تزامنها مع التسهيلات التي قدمها الاحتلال للمسلحين من «نصرة» وغيرهم للتوغل نحو شبعا تحت حراسته، وأولى هذه الرسائل، أننا لسنا في غفلة عين حتى عما يجري، واننا نراقب التعاضد بينكما «يا أعداء الله».
انّ العملية الجريئة من حيث المكان والزمان، تشكل صفعة أمنية قبل النتائج العسكرية، لا سيما انّ المنطقة تحت رقابة مستديمة ومتطورة، وأتت بعد تهديد رئيس الأركان الصهيوني بإعادة لبنان 80 سنة الى الوراء، وكأنها تقول… جرّب إنْ كنت واثقاً! وبالتالي ظهر انه لن يجرّب، لأنّ من ينفذ مثل هذا العمل الجريء قد أعدّ حسابات دقيقة.
انّ العملية ردّ على ترّهات داخلية بأنّ القتال ضدّ التكفيريين – وطبعاً أولئك يسمون التكفيريين بالشعب السوري – أضعفت جهوزية وأمن المقاومة ولم يعد بمقدورها مواجهة الجبروت الصهيوني، ولذك وبعد النتائج عادوا الى لغة تبرير أيّ عدوان باعتبار انّ العملية تقدم ذريعة، علماً انّ أولئك لم ينبسوا بكلمة بعد استهداف دورية للجيش اللبناني قرب المكان نفسه من قوة معادية لا سلباً ولا إيجاباً وكأنهم يوافقون على ذلك، وهو اليقين.
انّ العملية، ورغم الاعتراف ببعض الإصابات من جانب العدو، فإنه ردّ على الخروق «الاسرائيلية» شبه اليومية من توغلات وعمليات خطف الرعاة، وزرع أجهزة التنصت الملصقة بعبوات، وبالتالي فإنّ لكلّ عمل جردة حساب تعرف المقاومة متى واين يجب تسديده، ولو طال الزمن او قصر… ولن يمرّ أمر، أكان داخلياً او خارجياً بلا حساب، وغداً لناظره قريب.
التحليل الإخباري للتجمّع
العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة