مرزوق الغانم.. والنار أولّها غضب

زكريا الشرعبي

وسط حالة التراخي والخذلان الذي صنعته آلات الكيان الصهيوني وأدواته الوظيفية في الشعوب العربية، والتهافت العلني نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب ومعاداة حركات المقاومة، أعاد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بطرده مندوب الكيان الصهيوني من قاعة اتحاد البرلمانات الدولية الأمل إلى الشعب العربي ببقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأثبت الفعل لكيان الاحتلال أن كل محاولاته لصرف الأنظار عن حقيقته ككيان غاصب محكوم عليها بالفشل مسبقاً.

وحيث يحكي التاريخ بأنّ معظم الإنجازات البشرية العظمى حصيلة جهود فردية، فقد استطاع رئيس مجلس الأمة الكويتي بـ5 عبارات موجزة هي «إذا لم تستحِ فافعل ما شئت، عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة، بعد أن رأيت ردة الفعل من كلّ البرلمانات الدولية، اخرج من القاعة، يا محتلّ، يا قتلة الأطفال» أن يجبر ممثل الكيان الصهيوني على حمل حقائبه ومغادرة قاعة اتحاد البرلمان الدولي.

هذه العبارات الممزوجة بالغضب والحرية والتي لم يتجاوز وقتها 45 ثانية من رئيس برلمان دولة خليجية محاطة بكيانات لم تعد تخجل من تصريحها بضرورة إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وما لاقته من تصفيق في قاعة البرلمان الدولي ومن تأييد شعبي كبير، في وقت يوصف الرافض للكيان العدو بالمتطرّف، واللاهث نحو التطبيع معه بالمنفتح المعتدل، تشير إلى أن حالة الرفض للاحتلال الصهيوني لم تعد مقتصرة على حركات المقاومة، وإنما بدأت في امتداداتها نحو صحوة عربية تطيح بجميع أحلامه. ومثلما حمل المندوب الصهيوني حقائبه وغادر قاعة اتحاد البرلمان الدولي صاغراً بعد غضب الكويتي مرزوق الغانم سيحمل الصهاينة ذات يوم أحلامهم وأوهامهم ويغادرون أرض فلسطين كلها.

على نقيض رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم الذي سجل لبلاده موقفاً تاريخياً، تستميت السعودية على الذل وتدافع عن كيان الاحتلال أكثر مما يدافع الكيان عن نفسه، حيث لم تكتف بالعار الذي لحقها من جواب مندوبها في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي على سؤال أحد الصحافيين حول الانتهاكات «الإسرائيلية» لأطفال فلسطين والذي قال فيه: لم أدرس هذا الأمر، بل سارعت عبر كتّابها وصحافييها للتهجّم على رئيس البرلمان الكويتي دفاعاً عن «إسرائيل»، فوصفت خطابه بالتهريجي وطرده مندوب الكيان الصهيوني بالأمر الصادم الذي يليق بالصحافي عبد الباري عطوان ولا يليق ببرلماني عربي. فالبرلماني العربي برأي السعودية هو من يلتقط صور الـ «سيلفي» مع بنيامين نتنياهو أو يذهب إليه من مصعد «الخدم».

كذلك سارعت الإمارات والبحرين ومصر نحو الدفاع عن الكيان الصهيوني، فاعتبر كتّاب أنظمتها أن الهجوم على «إسرائيل» غير مبرّر، ويجب أن يكون على المقاومة اللبنانية والجيش العربي السوري والجمهورية الإسلامية في إيران.

ومثلما أشار موقف الغانم إلى توسّع مدى الرفض للاحتلال «الإسرائيلي» تشير هذه المواقف إلى نجاح الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني في عزل هذه الكيانات عن العالمين الإسلامي والعربي وتوظيفها ضدّ القضايا المصيرية لربط مصيرها بمصير الاحتلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى