أرسلان في تأبين زهر الدين: لن تستطيع أيّ قوة في العالم أن تجعل منّا حرّاس حدود لـ«إسرائيل»
أكّد السفير السوري علي عبد الكريم علي، أنّ «سورية التي كبرت بقادتها وبشهدائها وبتاريخها الناصع، تبارك لنفسها ولحلفائها في لبنان شهادة هذا الشهيد الكبير اللواء عصام زهر الدين. اكتشفت سورية في هذا الرجل الكبير وفي رفاق كبار له، أنّ هذه الأرض تنبت القامات التي تدافع عنها وتحمي كرامتها، عصام زهر الدين. اكتشفت أنا كسفير لسورية، أنّ لهذا الرجل في وجدان الكتّاب والسياسيين والمثقفين في لبنان كم له من مكانة، هذا الرجل يجسّد وحدة وطنيّة عظيمة، يجسّد صورة عابرة لكلّ معايير الخلاف، لكلّ الحدود، لكلّ الانقسامات التي حاول الغرب وحاول أعداء سورية وأعداء هذه الأمّة أن يزرعوها، فكان الرئيس بشار الأسد، وكان كلّ القادة الكبار، وكلّ الشهداء العظام، وكلّ المنتمين إلى قيم الكرامة والسيادة والحرية والعدل، كانوا في المرصاد ليدافعوا عن سورية وعن المنطقة. وعصام زهر الدين صورة ناصعة تقدّم لنا العزاء بسيرته وبطولاته، كما تقدّم لنا أيضاً بشهادته الكبيرة، فهو عزاء لحضوره وحياته وبطولاته، وعزاء لسيرته، وشهادته التي تعبّر عن الرجولة الفذّة الكبيرة وعن التفاني وعن هذا الودّ العميق الذي كان يستطيع أن يعطيه لمرؤوسيه ولجنوده ولكلّ المواطنين الذين يلتقيهم، فهو أسعد كلّ سورية، هذه الصورة الناصعة التي جسّدها الشهيد عصام في كلّ أبناء دير الزور بمسيحيّيهم ومسلميهم بكردهم وعربهم، كما مثّل الصورة التي تزهو بها السويداء وأحفاد سلطان باشا الأطرش، سورية التي تفاخر بأبطالها وشهدائها ومواقفها وحلفائها وأصدقائها».
وأردف: «سورية التي تنتصر اليوم تنتصر بدماء الشهيد عصام زهر الدين، وعصام زهرالدين في عليائه يزهو بما حققته سورية وحلفاء سورية وأصدقاء سورية الذين تزهو بهم سورية لتصنع مجداً مشتركا لسورية ولبنان، ولمقاومة سورية ومقاومة لبنان ولكل محور المقاومة. سورية تعتز بأصدقائها وحلفائها وتعاهدهم على إكمال النصر الذي صنعت حلقاته الأساسية وقطاف النصر صار قريباً، وما ارتباك العدو الصهيوني واهتزاز كل الصورة لديه إلا مثال على هذا الإنتصار، تحية كبيرة لروح الشهيد الكبير ولوالدته التي حضرت بأعصاب واثقة وباعتزاز كبير، ولرفاق سلاحه، والتحية الكبرى لقائد سورية الذي يصنع نصرها الرئيس بشار الأسد».
كلام السفير السوري جاء خلال حفل تأبين وتقبّل تعازٍ بقائد قوات الحرس الجمهوري السوري في دير الزور اللواء عصام زهر الدين، أقامه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجّرين طلال أرسلان، بدارته في خلدة، حضره إلى جانب سفراء: روسيا ألكسندر زاسيبكين، الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، وتونس محمد كريم بودالي، ممثّل عن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق على رأس وفد، ممثّل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معاونه السياسي حسين الخليل، يرافقه وفد كبير من الحزب ضمّ مسؤول وحدة الأمن والارتباط وفيق صفا ومسؤول منطقة الجبل بلال داغر، وفد من قيادة حركة أمل يتقدّمه مسؤول الإعلام المركزي في الحركة طلال حاطوم، ضمّ عضو المكتب السياسي مفيد الخليل وأعضاء قيادة إقليم جبل لبنان، النائب عاصم قانصوه، النائب السابق رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، الوزير السابق ناجي البستاني، النائب السابق إميل إميل لحود، النائب السابق ناصر قنديل، الشيخ نصر الدين الغريب، ممثّل عن المرجع الروحي للطائفة الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، راعي أبرشيّة بيروت المارونية المطران بولس مطر، حشد كبير من أعيان ومشايخ الطائفة الدرزية.
كما حضر عدد من رؤساء البلديات وأعضائها، والمخاتير والفعاليات والأمنيّين والقضاة، وحشود شعبيّة من حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه والمتن ومن مختلف المناطق، ومن الحزبيّين والمناصرين.
وألقى أرسلان كلمة، جاء فيها: «للأوطان في دم كلّ حر يد سلّفت ودين مستحق، فمن تربّى على حب الوطن، فالشهادة أقلّ ما يليق به، لا يليق بالبطل عصام زهر الدين، الذي أسماه رفاق سلاحه وكفاحه، بواسل الجيش العربي السوري، جيش حافظ الأسد، جيش بشار الأسد، أسموه أسد الله في ساحات الوغى، مدافعاً مقداماً جسوراً مشهوداً له، لا يليق به إلّا أن يرتقي شهيداً متألّقاً بأنواط الشجاعة والتضحية والوطنية، قدوة لرفاق سلاحه وكفاحه ولأجيال الشباب السوري في معمودية النار حيث يهبّ الوطنيون الأقحاح، في أرجاء الوطن السوري العزيز الأبي، ملبّين نداء الواجب في التصدّي للهجمة الاستعمارية البربريّة، الهادفة إلى محو سورية من الوجود والقضاء على العروبة الحضارية وتصفية قضية فلسطين».
وقال: «إنّ أهل التوحيد، في سورية وفي لبنان وفلسطين، لهم مشروع واحد، هو مشروع الوطنيّة والعروبة الحضارية، ولا ولن تستطيع أيّ قوة في العالم أن تجعل منهم حرّاس حدود لـ»إسرائيل».
وأردف: «نحن في هذه المعركة إنْ خسرنا نحن رابحين، وإن ربحنا فنحن منتصرين، فلم ندخل يوماً في معركة على قاعدة الربح والخسارة، ومن يعتبر أنّ الرجولة تقضي برفع السلاح في الداخل وفي وجه بعضنا البعض، فبهذا نكون قد عملنا ونعمل لخدمة «إسرائيل» والغرب وكلّ العملاء، فنحن لا نحسن اللعب على الوتر الطائفي، وسنكمل هذه المسيرة، مسيرة العيش بعزّتنا وكرامتنا، تماماً كما عوّدنا أهل التقوى والإيمان مشايخنا الأجلّاء».