جرحنا العازف

جرحنا العازف

وجعلنا من قرص الشمس رغيف خبزنا المستدير

ومن خطوط يدنا خريطة الوطن الكبير

خريطة بسيطة المسار بتشابكها ووحيدة الطرق بكثرة مسالكها

نشرنا أحلامنا على حبل وراقبنا كيف كلّما تسيل قليلا كثيراً ما نسيل سلسبيلا

كلّما ضعنا في الطرق وجدنا الطريق إليه سبيلا

كلما ترمون براميل النار لنحترق، نحن لا تحترق بل نفيض شموساً لنضيء العالم يا سادة!

كلّما ترمون القنابل لننفجر نحن ننفجر يناييعاً لا تخمد أبدا

كلّما علا صوت الرصاص الصاخب أكثر كلّما رقصنا على إيقاعه بحبّ وجنون أكبر

نتلوى من الوجع؟!

لا نحن فقط نهز خصرنا لنكمل دوران الزمن

لا نتلوى!

نحن نهز خصرنا لنكمل الرقصة العنيدة الجميلة

إنما الوطن قارورة لكنه قارورة مفتوحة لا تغلق أبدا

قارورة تفوح شهداء.

فاجعل من أصابعك جهاتك ومن ظلالك فيأك

اجعل من انحناءة ظهرك جسراً لتعبر نحو القاطع الآخر

من انحناءة ظهرك جسراً نحو الاستقامة

إنما للإنسان قلبين

هو لا يتحكم بالقلب الأول

أما الثاني فهو لا يتحكم به أيضاً!

شرايينك بلاد معتقة بنجوم زرقاء

عيناك مجرتان

وجرحك ياسمين أحمر

لم يثقب الناي إلاّ ليعزف لحناً جميلا

ولم تثقب انت إلاّ لتعزف الجرح أجمل

ثق بحلمك

ثق بجرحك

ديمة منصور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى