قالت له
قالت له
قالت له: أتحبّني؟
قال لها: لا تسألي من كان فيه بحر وأنت في أول العوم
فقالت له: أتحبّني
فقال لها: لا يسأل من كان في الصيام شهراً متمرناً على الصوم
قالت: لم تجب أتحبّني؟
فقال: ما تعبت يتعب السهر وأنت في متعة النوم
قالت له: أتحبّني؟
قال: سؤال مثله عاشني الدهر وتعلّمت ألا أبادل الحب باللوم
قالت له: أتعبتني ولا تقبل السؤال والعتب
فقال: الحرب والحب دموع ودماء لا تُخاض بسيف من قصب
قالت: ألا تغار؟
قال لها: الغيرة سموّ فنأي والأنا غلو ولغو
قالت: فلتتركني إذاً
فقال لها: لو استطعت لفعلت باكراً
فقالت: لكنك تغيّرت كثيراً
قال: تغير الشكل ولم يتغيّر الجوهر
فقالت: لكنني أحسك بارداً
قال: لأن حرارتي نار حارقة
قالت: لم تعُد تلاحقني وتعاتبني
فقال لها: لأن لا رأي لمن لا يُطاع
فقالت: إن لم يكن أحدنا يشعر بالرضا فقد مات الحب
قال لها: يموت الحب عندما يصير البعاد ممكناً فهل تجرُئين؟
قالت: أقبل أن أراك من بعيد ولا أقدر على الفراق
قال لها: إذن الحب باق، لكنه يأخذ قسطاً من الراحة
قالت: وهل يعود كما كان؟
قال: لقد فقد البراءة ويعود وقد أثقله العقل وصار القلق رفيقه
فقالت له: إذن لقد فقد الحب بريقَه
فقال لها: إلا إن أنارت الثقة العمياء طريقه
فقالت: أجاهز أنت للتجربة
قال: فلتبقَ إذن على مقربة
قالت: ضمّني بقوة
فضمّها برفق وقال ليتني أعرف معك القسوة!