اختبارات الذكاء… وما أدراك؟

اختبارات الذكاء… وما أدراك؟

في ركن قراءتي المعتاد، استوقفني ابحاري في أحد الكتب الذي يتحدث عن الذكاء الجمعي عند عبارة يدور فلك الكتاب حول محورها تقول معيار ذكاء أمتك أهم من معيار ذكائك الشخصي.

وأخذني شغفي بالبحث حول مصطلح «الذكاء الجمعي» أو ما يطلق عليه بعقل الخلية الذي يستخدمه الباحثون والعلماء لتفسير أفعال وسلوكيات الجماعات وكيف تقوم المعرفة المتراكمة لدى أفراد المجتمعات بإثراء حاضرها فتصنع الذكاء الجمعي أو ما يسمّى بعقل الخلية.

ويراودني: هل حقاً يؤثر متوسّط نتائج اختبار الذكاء لكلّ فرد في الذكاء الجمعي، أم أن اختبار الذكاء هو مجرد اختبار؟

ثم ما مدى قدرة اختبارات الذكاء على التنبؤ بفاعلية وكفاءة الأشخاص على الأقل في مجال الأعمال؟

في الحقيقة تكشف اختبارات معيار الذكاء عن المهارات، بحيث أن مهارة الشخص في أحد المجالات تنبئ بمهارته في مجال آخر. فإذا حقّق أحدهم نتيجة فوق المتوسطة في أحد مجالات اختبارات الذكاء، فمن الأرجح أن يحقّق نتيجة فوق المتوسّطة أيضاً في أي مجال آخر من الاختبارات.

وأمّا في مجال التوظيف والأعمال يقول بعض الخبراء بأن اختبارات الذكاء مثلها مثل أفضل أنواع مقابلات العمل، بل هي أفضل من معظم الطرق التي يستخدمها أصحاب الشركات والقرارات لاختيار موظفيهم. ولكن مع هذا، لا يوجد طريقة توظيف واحدة مثالية أو حتى تقترب من المثالية لاختيار أفضل العاملين، وهذا ما يعني أن معيار الذكاء ليس كل شيء، ولكنّه أمر مهم ولا يمكن تجاهله على الإطلاق.

فإذا ما أضيف هذا الاختبار للاختبارات والمسابقات في طرق التعيين المتبعة حالياً في الدولة، نعتقد بأن أصحاب المناصب والقرارات سيملؤون أروقة الجهات العامة للدولة بأشخاص أكثر ذكاء وتعليم ووعي ورقي ومعرفة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المهم ليس الاختبار، إنما المهارات التي يجب الحصول عليها والسعي لتنميتها والوصول إليها،

وبأن البدء بابتكار طرق لتحسين المهارات العقلية العامة في الدولة وإن تطلب جهوداً كبيرة وعقوداً كثيرة لترى ثمارها، إلاّ أن النتيجة «سوريتنا العظمى».

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى