دمشق ترفض آليّة التحقيق الأمميّة حول «الكيميائي».. وموسكو تؤكّد استناده إلى شهادات مأجورة
أكّد صدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية رفض دمشق شكلاً ومضموناً ما جاء في تقرير لجنة التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظّمة حظر الأسلحة الكيميائية، والذي تمّ إعلانه أول أمس.
وقال المصدر، إنّ التقرير «جاء تنفيذاً لتعليمات الإدارة الأميركية والدول الغربية لممارسة مزيد من الضغوط السياسية والتهديدات العدوانيّة لسيادة سورية».
وأضاف المصدر، أنّ سورية عبّرت مراراً، ومنذ تشكيل آلية التحقيق المشتركة، عن ضرورة قيامها بعملها بشكل مهني وغير منحاز، مشيراً إلى أنّ الممارسة العمليّة بيّنت «انفصال هذه الآلية عن الواقع، لأنّها بعضويتها وطريقة إجراءاتها للتحقيقات أظهرت هيمنة الدول الغربية عليها».
ويُذكر أنّ التقرير كان صدر أول أمس عن الآليّة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة والأمم المتحدة في سورية، وذكر أنّ «مجموعة الخبراء مقتنعة بأنّ الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن استخدام غاز السارين في خان شيخون» بمحافظة إدلب.
وكانت موسكو قالت إنّ تقرير لجنة التحقيق في أحداث خان شيخون شابته عيوب في أساليب التحقيق، كما أنّه استند إلى شهادات مأجورة، في حين دعت بكين إلى اعتماد استنتاجات على «أدلّة لا جدال فيها».
وأشار سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، في تصريح لوكالة نوفوستي، إلى أنّ بعض الدول أطلقت حملة هستيرية حول تقرير لآليّة التحقيق الدولية المشتركة في الهجمات الكيميائيّة بسورية، وتتعمّد تسييس استنتاجاته.
وأضاف أنّ الجانب الروسي «لم يفاجأ» بكثرة «التناقضات» في التقرير، الذي قدّمته لجنة التحقيق المشتركة لمجلس الأمن الدولي أول أمس الخميس، والذي تضمّن اتهام الحكومة السورية بالوقوف وراء هجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب في 4 نيسان الماضي، أودى بحياة عشرات الأشخاص.
وأضاف ريابكوف، أنّه بعد استكمال دراسة التقرير، قد تقترح موسكو إجراءات محدّدة لتحسين أساليب التحقيق في الهجمات الكيميائية.
وشدّد على أنّ هذه المقترحات «من شأنها الحيلولة دون أيّ تلاعب محتمل بالآليّة وهذا الموضوع عامّة، من قِبل مجموعة من الدول، لا تبالي بالواقع من حيث مَن وكيف ولماذا يستخدم المواد السامّة، بل تستغلّ هذا الملف كسلاح ووسيلة لتحقيق مهمّات سياسية خاصة بها مرفوضة من قبلنا».
وكانت ممثّلية روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، قد أعلنت أنّ موسكو تقدم على دراسة التقرير الأممي، مشيرةً إلى أنّ هذا العمل يتطلّب «الاستعانة بخبراء من مختلف المؤسسات».
بدورها، أكّدت بكين أنّ أيّة استنتاجات حول الهجوم الكيميائي في سورية، يجب أن تكون مبنيّة على أدلّة لا جدال فيها.
وقال غين شوان، المتحدّث الرسمي بِاسم الخارجية الصينية، أمس، في تعليق على تقرير آليّة التحقيق المشتركة: «موقفنا حول استخدام الأسلحة الكيميائية واضح وثابت. نحن نأمل بأن تتأسّس أيّة استنتاجات للتحقيق على حقائق موثوقة لا جدال فيها، يجب أن تتوافق مع مبادئ الموضوعية، والعدالة والاحتراف».
ميدانياً، التقت فصائل المقاومة العراقية والجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة عند نقطة الحدود المشتركة، وأكّد مصدر مطّلع بأنّ فصائل المقاومة العراقية والجيش السوري وحلفاءه أنشأوا نقاطاً مشتركةً عند الحدود، وقال إنّه لا يمكن الفصل بين القائم العراقية والبوكمال السورية لأنّ الأمن مشترك، وأضاف أنّ الهدف التالي لتقدّم القوات العراقية والجيش السوري وحلفائه هو سدّ الوعر.
مسؤول ميداني سوري قال، إنّ الجيش السوري وحلفاءه في محور المقاومة مع فصائل المقاومة العراقية في خندق واحد ضدّ الإرهاب.
وأكّد المسؤول العسكري السوري، أنّ أكثر من 250 كيلومتراً من الحدود المشتركة باتت مؤمّنةً وممسوكةً.
كما نقل مصدر احتفال مقاتلي فصائل المقاومة العراقية والجيش السوري وحلفاءه في محور المقاومة، بعد التقائهم عند الحدود المشتركة بين سورية والعراق.
إلى ذلك، واصلت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوّات الرديفة والحليفة وإسناد جوّي، عملياتها ضدّ ما تبقّى من تجمّعات وتحصينات إرهابيّي تنظيم «داعش» على مختلف محاور القتال في دير الزور.
فعلى المحور الجنوبي الشرقي، خاضت وحدات من الجيش اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابيّة من تنظيم «داعش» في عدد من أحياء بلدة محكان جنوب مدينة الميادين، على اتجاه مدينة البوكمال آخر أكبر معاقل التنظيم الارهابي.
وتم تأكيد أنّ الاشتباكات أدّت إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيّين، وتدمير آليات ومفخّخات لهم.
ويعيش تنظيم «داعش» حالة من الانهيار والارتباك مع التقدّم السريع الذي تحقّقه وحدات الجيش والقوات الرديفة باتجاه مدينة البوكمال في أقصى الريف الجنوبي الشرقي، حيث أقام سواتر ترابيّة على مداخل المدينة وفخّخ أطرافها والطرق الرئيسية المؤدّية إليها، وفقاً لمصادر أهليّة.
وفي سياقٍ متّصل، استهدف الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة حيّ الكنامات في ريف دير الزور، التي فرّ إليها مسلّحو «داعش» بعد تحرير حويجة صكر.
وقال الإعلام الحربي، إنّ أهمية المنطقة الاستراتيجية تكمن في موقعها المهم قرب الحدود السورية العراقية، وباعتبارها منطلقاً للتقدّم باتجاه مدينة البوكمال، آخر معاقل «داعش» في سورية.
ونشر الإعلام الحربي مشاهد للعمليات التي سبقت التحرير، وتُظهر غارات لسلاح الجو على مواقع تنظيم «داعش» في المنطقة.
وكانت معارك عنيفة دارت في ريف حماة الشرقي، أسفرت عن انتزاع الجيش السوري والقوّات الرديفة مناطق جديدة هناك من قبضة الجماعات المسلّحة.
ونشر الإعلام الحربي المركزي مقاطع فيديو تبيّن عمليات الجيش السوري في ريف حماه الشرقي، يوم أمس، وتتضمّن المقاطع لقطات جويّة للمناطق المسيطر عليها.
وأكّدت صحيفة «تشرين»، أنّ اللقطات الجويّة توثّق تدمير مسلّحي ما يسمّى بـ»جيش أجناد القوقاز» و»جبهة النصرة» غرب أثرية بريف حماة الشمالي الشرقي.
من جهتها، أفادت وكالة «سانا» بأنّ الطيران الحربي السوري وجّه أمس، بعد تلقّيه معلومات دقيقة، ضربات مركّزة على تحرّك لرتل من الآليات والعربات الثقيلة لتنظيم «جبهة النصرة» في قرية البويدر شمال ناحية السعن بالريف الشرقي.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الضربات الجويّة أسفرت عن تدمير 8 عربات قاطرة محمّلة بدبابات وأسلحة ثقيلة للتنظيم، والقضاء على العديد من مسلّحيه.