روحاني: نحن نصنّع الصواريخ وسنبقى نصنّعها.. وواشنطن ليست أهلاً للتفاوض

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ «بلاده لن تتردّد بإنتاج وتخزين كل أنواع الأسلحة للدفاع عن شعبها ووحدة أراضيها».

وأكد روحاني في كلمة له أمام البرلمان الإيراني على أنّ «طهران ستواصل السير بقوة نحو الاقتدار»، مضيفاً: «نحن نصنّع الصواريخ وسنبقى نصنّعها»، مشيراً إلى أنّ «صناعة الصواريخ لا تتعارض مع أيّ من القوانين الدولية».

من جهة أخرى، اعتبر روحاني الولايات المتحدة «تؤكد أنها ليست أهلاً للتفاوض والتعهّد بالقول والعمل»، قائلاً: «إنّ أيّ نقض للعهد سيضرّ ناقض العهد نفسه، وإيران ستردّ عليه بقوة».

وسأل الرئيس الإيراني مخاطباً الأميركيين، «تقترحون على كوريا الشمالية التفاوض، فهل الكوريون الشماليون مجانين ليتفاوضوا معكم؟».

وفي الشأن العراقي، توجّه روحاني إلى الأميركيين بالقول «أردتم تقسيم العراق لكن جيشه وشعبه وشعوب المنطقة وقفوا بوجه استهداف وحدة الاراضي العراقية».

وفي هذا الصّدد، صرّح روحاني «أنّ واشنطن بدّدت الأمن في العراق وأفغانستان بمجيئها إلى المنطقة، لكنها تتهم البلد الصديق لباقي الشعوب بالتدخل».

كما التقى الرئيس الإيراني بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في طهران، أمس، ونوّه روحاني أثناء اللقاء، بـ «الدور الإيجابي والبنّاء الذي لعبته الوكالة الدولية، حتى الآن، في تطبيق واستقرار الاتفاق النووي»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على استقلال وحيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنها المرجع الوحيد لتأكيد التزام بلاده بالاتفاق النووي».

وقال روحاني إنّ «إيران مستعدّة لتعزيز تعاونها مع الوكالة في إطار القوانين الدولية والاتفاق النووي ولأمد بعيد»، مضيفاً أنّ «طهران تأمل من الوكالة الدولية أن تعلن في أسرع وقت ممكن النتيجة النهائية القائمة على سلمية البرنامج النووي الإيراني».

واستطرد بالقول، «لا يمكن لأيّ دولة التعامل كما تشاء مع الاتفاقيات الدولية المتعددة الجوانب.. إيران لن تكون أول من ينتهك الاتفاق النووي مطلقاً.. سنبقى ملتزمين به طالما يحقق مصالحنا ويؤمنها»، مشدّداً على «ضرورة حضور الخبراء الإيرانيين في المناصب الإدارية في الوكالة الدولية».

وأكد روحاني «رفض بلاده أي ممارسة القوى الكبرى أو بعض المسؤولين الضغوط على الوكالة للتأثير على قراراتها»، قائلاً: «أنه لا يجب المسّ بالاتفاق النووي كإنجاز هام، وعلينا تثبيت هذا الاتفاق الدولي عن طريق التعاون الواسع».

وأضاف روحاني: «سلوك الإدارة الأميركية الجديدة لن يُسهم مطلقاً في استقرار المنطقة وأمنها»، متابعاً: «إنّ محاربة الإرهاب أحد أهم أهداف إيران الإقليمية».

من جهته، أكد أمانو على أنّ «الاتفاق النووي معاهدة جيدة للغاية، وأن حكومة طهران أوفت بجميع التزاماتها بما يخص الاتفاق النووي وفي إطار القوانين الدولية».

وقال أمانو: «غالبية كبار المسؤولين في العالم يدعمون الاتفاق النووي وبقوة»، مشيراً إلى أنّ «الوكالة الدولية مستمرة في إعلان مواقفها بحيادية كاملة، وأنها ستعلن عن تقاريرها، وفقاً للوقائع وقوانين الوكالة».

وأضاف: «نؤكد ضرورة دعم المشاريع البحثية الإيرانية وتنمية التعاون بين إيران والوكالة ونرحّب بحضور المتخصصين الإيرانيين لشغل مناصب إدارية في الوكالة».

يذكر أنّ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قال قبل أيام «إن قدرات إيران الدفاعية غير قابلة للتفاوض»، مشيراً إلى أنّ «إيران جاءت لكي تمنح الشعب الإيراني العزة والاقتدار بعد سنوات من الهيمنة الأميركية والإنكليزية والصهيونية».

كلام روحاني والمسؤولين الإيرانيين، يأتي في سياق الردّ على التهديدات «الإسرائيلية»، معطوفاً على الكلام الأميركي المتكرّر حول احتمال تخلّي واشنطن عن الاتفاق النووي.

فقد هدّد وزير الاستخبارات «الإسرائيلي» إسرائيل كاتس بـ «عمل عسكري ضدّ إيران»، في حال «فشلت مساعي المجتمع الدولي في منع طهران من الحصول على سلاح نووي»، كما قال.

وسبق ذلك خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن فيه «أنّ بلاده لا تستطيع تأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي»، واصفاً الاتفاق مع إيران بأنه كان «أسوأ اتفاق توقعه أميركا».

وأضاف ترامب حينها «أنه في حال عدم التوصل إلى حلّ، فإن واشنطن ستتخلّى عن الاتفاق النووي»، معلناً عن «استراتيجية جديدة تجاه طهران تبدأ بفرض عقوبات قاسية على الحرس الثوري الإيراني».

أما الاتحاد الأوروبي فقد تعهّد من جهته، بـ «الدفاع عن الاتفاق النووي»، حاثاً أعضاء الكونغرس الأميركي على «عدم العودة إلى سياسة العقوبات».

وفي السياق، ذكرت وكالات أنباء إيرانية «أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عرض على نظيره الإيراني حسن روحاني إجراء لقاء مباشر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسابيع، إلا أنّ الأخير رفض»، مشيرة إلى أنّ «وساطات الرئيس الفرنسي ماكرون أيضاً لإجراء هذا اللقاء، باءت بالفشل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى