المالكي ينتقد التصريحات الأميركيّة عن المهندس.. والقوات العراقية تقترب من القائم
اعتبر النائب الأول للرئيس العراقي نوري المالكي، أنّ تصريحات الخارجية الأميركية عن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس تدخّلاً سافراً في الشؤون العراقية.
وأضاف المالكي، أنّ هذه التصريحات تسيء إلى مبادئ حسن العلاقة بين بغداد وواشنطن، رافضاً «الإساءة لقيادات من الفصائل المقاوِمة للإرهاب».
وفي هذا الإطار، أكّد المالكي أنّ الحشد الشعبي مؤسسة أمنيّة رسميّة قدّمت التضحيات من أجل انتصار العراق على تنظيم «داعش».
وكانت الخارجية الأميركية في تصريحات سابقة لها قد وصفت المهندس بالإرهاب.
وكان الناطق الرسمي بِاسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، قال إنّ وصف الولايات المتحدة لأبي مهدي المهندس بالإرهابي يحمل تهديداً مباشراً له، محمّلاً أميركا مسؤولية أيّ أذى قد يلحق بالمهندس بعد وصفه بالإرهابي.
بدوره، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، إنّ اتهامات الخارجية الأميركية لأبي مهدي المهندس مرفوضة ولا قيمة لها.
وأكّد الفياض في بيان له، أنّ المهندس هو من المدافعين عن العراق ومقدراته ومن الذين حاربوا «داعش»، مشيراً إلى أنّ الحشد سيبقى المضحّي والمدافع عن الشعب ومصالحه العليا.
ميدانياً، حقّقت القوّات العراقية المشتركة تقدّماً سريعاً باتجاه مدينة القائم قرب الحدود السوريّة. وأكّدت مصادر بأنّ هذه القوات أصبحت على مسافة 10 كيلومترات من المدينة، موضحاً أنّ العمليات العسكرية في يومها الثالث حرّرت أكثر من 60 في المئة من منطقة الجزيرة في محافظة الأنبار.
وفي وقتٍ تمّ فيه تحرير عشرات القرى في محيط القائم في غرب الأنبار، أكّد الناطق العسكري بِاسم كتائب حزب الله في العراق جعفر الحسيني، أنّ معركة تحرير القائم ستُحسم خلال أسبوع.
وأضاف، أنّ عملية تطويق القائم ستُستأنف، مضيفاً أنّه سيتمّ تطويق مسلّحي تنظيم «داعش» تمهيداً لدخول المدينة وتحريرها من التنظيم.
من جهتها، أفادت مصادر عشائريّة أنّ من بين مسلّحي «داعش» في القائم عناصر أجانب، موضحةً أنّ التنظيم «يعمد إلى سجن العسكريّين العراقيّين وتعذيبهم».
وقال قيادي آخر في كتائب حزب الله العراق، لم يكشف عن اسمه، إنّ «داعش انتقل إلى مرحلة إعاقة تقدّمنا، ما يعني تناقص أعداده، ونقدّر عدد مسلّحي «داعش» بما بين 400 و500».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن الخميس الماضي انطلاق عملية تحرير قضاء القائم من «داعش»، مؤكّداً انطلاق القوّات لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار لإعادتها إلى أرض الوطن.
وأشارت وسائل إعلام أخرى إلى أنّ القوات الحكومية قد ترفع العلم العراقي وسط القائم خلال اليومين القادمين وتقتحم في الوقت ذاته قضاء راوة المحاصر، لتبقى أمامها صحراء الأنبار التي قد يكون عناصر من التنظيم فرّوا إليها أثناء المواجهات.
وأضافت المصادر أيضاً، أنّ وحدات خاصّة نجحت في إجلاء المدنيّين من محيط القائم، وسط أنباء عن وجود نحو أربعة آلاف مدني يحاصرهم التنظيم داخل المركز، وتعمل القوّات العراقية على إخراجهم من خلال ممرّات آمنة.
ونُقل عن مصدر مطّلع، أنّ «عناصر «داعش» ألقوا السلاح وهربوا إلى منطقة البوكمال في الأراضي السورية، بعد مقتل وهروب أغلب قادتهم نتيجة قصف الطيران العراقي والتحالف الدولي مواقعهم وانطلاق عمليات تحرير القائم». وأضاف المصدر، أنّ «داعش» أطلق نداءات عبر مكبّرات الصوت في الجوامع بمدينة القائم، يحثّ عناصره بعدم الهروب، وكلّ من يهرب يُعتبر ناقضاً للبيعة وخائناً للتنظيم، وسوف يعاقَب الهارب أشدّ عقاب.
إلى ذلك، انطلقت أمس الجولة الثانية من اجتماعات القادة العسكريّين الأمنيّين في القوّات الحكومية العراقية مع قادة من قوات البيشمركة، حول إعادة الانتشار بالمناطق المتنازع عليها والمعابر.
وكانت الجولة الأولى اختتمت أول أمس في مقرّ قيادة عمليات نينوى بمدينة الموصل شمال العراق، حيث أعلن رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي، في نهاية الاجتماع أنّه تمّ تناول عودة القوات الكرديّة إلى حدود عام 2003، وتسليم المنافذ الحدودية للقوّات الاتحادية.
وأضاف الغانمي أنّه تمّ الاتفاق على العديد من النقاط، لكنّ قادة البيشمركة لم يعطوا موافقة نهائيّة لحين الرجوع إلى رئاسة الإقليم، ومن ثمّ إبلاغ القوّات العراقية بالموقف النهائي.
يُذكر أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمر يوم الجمعة الماضي بتعليق العمليات العسكرية ضدّ القوات الكردية في شمال العراق، لمدة 24 ساعة، تمهيداً لإجراء المحادثات التي تهدف، حسب العبادي، للاتفاق على الانتشار السلمي للقوات العراقية عند المعابر الحدودية بين كردستان العراق وتركيا وإيران وسورية.